رحيل قلب طيب.. إنسانيته سبقت أستاذيته..!

نعت كلية الإعلام جامعة القاهرة عميداً ورؤساء أقسام ووكلاء وأساتذة ومدرسين مساعدين ومعيدين وإداريين وعمالاُ وطلاباً أستاذاً من أفضل الأساتذة في مجال الإعلام، ليس في مصر وحدها ولكن في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.. حيث نعت الكلية بكل الأسى وعظيم الحزن وبقلوب خاشعة وراضية بقضاء الله وقدره الأستاذ الدكتور/ عدلي سيد رضا أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
لقد كان أ.د. عدلي سيد رضا مدرسة علمية وبحثية متكاملة الأركان؛ فتلاميذه منتشرون في مختلف كليات ومعاهد وأقسام الإعلام في مصر والجامعات العربية.. وقد أُعيرت خدماته إلى جامعة الإمارات العربية المتحدة، وعندما عاد من إعارته تولى الإشراف على قسم الإعلام التربوي بكلية الترية النوعية بدمياط، ثم عمل رئيساً لقسم الصحافة بجامعة أسيوط في مرحلة التأسيس، ومشرفاً على قسم الإعلام بجامعة المنوفية.
وقد كان أ.د. عدلي سيد رضا وكيلاً لكلية الإعلام جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، ومديراً لوحدة ضمان الجودة بكلية الإعلام، وعضواً باللجنة العلمية لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين في مجال الإعلام، ورئيساً للجنة قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات، والمستشار الإعلامي لوزارة التعليم العالي، وتعاقب عليه أكثر من وزير، واستعانوا جميعاً برؤيته في التعامل مع الإعلام خلال تلك الفترة.
وقد كرمته كلية الإعلام جامعة القاهرة في يوم الوفاء في 16 أبريل الحالي لعمله كوكيل سابق بالكلية، كما أنه يُعد أحد رموز الدفعة الأولى التي تخرجت في العام 1975، وأُقيمت احتفالية يوم الوفاء بمناسبة مرور 40 عاماً على تخرج هذه الدفعة التي ملأت الأرض علماً وإعلاماً.
ويعلم الله كما يعلم كل من تعامل مع أ.د. عدلي سيد رضا، أن هذا الرجل إنسانيته تسبق أستاذيته، فقد كان عطوفاً محباً لتلامذته، وكثيراً ما يدعمهم علمياً وإنسانياً، بل إنه كان يقود صندوقاً اجتماعياً في قسم الإذاعة لأعمال الخير والاحتفالات داخل قسم الإذاعة والتليفزيون.. إننا نحسب الرجل على خير والله حسيبه، وندعو له بالرحمة والمغفرة بإذنه، وندعو لأسرته الكريمة وزملائه وتلامذته بالصبر والسلوان.
وقد تداولت بعض الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية أمس، خبر إلغاء بعض أساتذة الكلية لمحاضراتهم عقب سماعهم لخبر وفاة الأستاذ الدكتور عدلي سيد رضا، وهو ما نفته د. جيهان يسري عميد الكلية، حيث ذكرت بأنه لا صحة لهذه الأخبار مطلقاً وأنها لم تدل بأي تصريحات لأي صحيفة أو موقع إخباري بهذا الشأن. وأكدت أن الدراسة كانت منتظمة طوال يوم أمس، رغم مصاب الكلية الأليم في فقدان أحد أهم الأساتذة في تخصصه.
لقد كنت حين سمعت خبر وفاة أ.د. عدلي رضا أقوم بإدارة جلسة الملتقى العلمي لقسم الصحافة بالكلية في حضور عدد من أساتذة الكلية والباحثين، وقد نعيت للحاضرين وفاة الفقيد العزيز ودعوتهم للوقوف دقيقة حداداً لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة والدعاء له، وبعدها استمرت مناقشة الخطط البحثية للماجستير والدكتوراه إلى أن انتهى الملتقى من أعماله، وهو الشيء نفسه الذي حدث في الملتقى العلمي لقسم الإذاعة والتليفزيون الذي ينتمي إليه الفقيد.
إن الوصية التي تركها لنا الدكتور "عدلي" لم تكن فقط العمل الجاد الدؤوب من أجل كلية الإعلام، بل عدم التقصير في واجبنا نحو الكلية حتى في أحلك الظروف والأوقات. لقد كان د. عدلي مديراً لوحدة جودة التعليم بالكلية وكل فريق عمله سائرون على دربه الذي رسمه لهم للارتقاء بالعمليتين التعليمية والبحثية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وإعادتها إلى مكانتها الرائدة التي تستحقها كأول كلية للإعلام في المنطقة العربية برمتها.
رحم الله د. عدلى رضا صاحب القلب الطيب الذي كان يفيض حباً لكليته وتلامذته وزملائه.