الإسكان تتسلم جائزة عبداللطيف الحمد التنموية عن مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر    وزير الري يشارك في جلسة "نحو نهج عالمي واحد للصحة" بمنتدى المياه.. صور    وزارة الدفاع الروسية تعلن استعادة السيطرة على قرية بالقرب من باخموت    كيليان مبابى يتوج بجائزة هداف الدورى الفرنسى للمرة السادسة توالياً    لاعب الترجي: لدينا الخبرة والشباب لمواجهة الأهلي في القاهرة    ختام امتحانات الشهادة الإعدادية الأزهرية في معاهد شمال سيناء    عمر عبدالحليم مؤلف «السرب» ل«الشروق»: قدمنا عملًا فنيًا يوثق التاريخ دون تزييف    وزارة الصحة تقدم نصائح للحماية من سرطان البروستاتا    خبراء أمريكيون: تراجع حملة بايدن لجمع التبرعات عن منافسه ترامب خلال أبريل الماضى    موعد وقفة عيد الأضحى وأول أيام العيد 2024    ضبط المتهمين باختطاف شخص بسبب خلاف مع والده فى منطقة المقطم    6 يونيو المقبل الحكم بإعدام المتهمة بقتل طفلتيها التوأم بالغردقة    سام مرسي يتوج بجائزة أفضل لاعب في «تشامبيونشيب»    هلا السعيد تكشف تفاصيل جديدة عن محاوله التحرش بها من سائق «أوبر»    رئيس لجنة الحكام يحضر مباراة الترسانة وحرس الحدود فى دورة الترقى    رئيس هيئة تنمية صناعة التكنولوجيا: التصميمات النهائية لأول راوتر مصري نهاية العام    وزير التعليم العالي يبحث مع مدير «التايمز» تعزيز تصنيف الجامعات المصرية    تضامن الفيوم تنظم قوافل طبية تستهدف الأسر الفقيرة بالقرى والنجوع    السكة الحديد: تخفيض سرعة القطارات على معظم الخطوط بسبب ارتفاع الحرارة    صحيفة عبرية توضح عقوبة إسرائيل المنتظرة للدول الثلاث بعد اعترافهم ب«دولة فلسطينية مستقلة»    مجلس الوزراء يبدأ اجتماعه الأسبوعي بالعاصمة الإدارية لبحث ملفات مهمة    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    وزير الصحة يفتتح الجلسة الأولى من تدريب "الكبسولات الإدارية في الإدارة المعاصرة"    مصر والصين تتعاونان في تكنولوجيا الأقمار الصناعية    مسابقة 18 ألف معلم 2025.. اعرف شروط وخطوات التقديم    «جولدمان ساكس»: تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر ستصل إلى 33 مليار دولار    موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بورسعيد    مصدر مصري رفيع المستوى: من الغريب استناد وسائل إعلام لمصادر مطلعة غير رسمية    "لحصد المزيد من البطولات".. ليفاندوفسكي يعلن البقاء في برشلونة الموسم القادم    أبرزهم بسنت شوقي ومحمد فراج.. قصة حب في زمن الخمسينيات (صور)    فرقة طهطا تقدم "دراما الشحاذين" على مسرح قصر ثقافة أسيوط    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    عاجل..توني كروس أسطورة ريال مدريد يعلن اعتزاله بعد يورو 2024    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    مرفق الكهرباء ينشر ضوابط إستلام غرفة المحولات للمنشآت السكنية    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    سفير الاتحاد الِأوروبى بالأردن: "حل الدولتين" السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    حفظ التحقيقات حول وفاة طفلة إثر سقوطها من علو بأوسيم    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    5 نصائح غذائية للطلاب خلال فترة الامتحانات من استشارية التغذية    البيت الأبيض: إسرائيل وافقت على طلبات أمريكية لتسهيل إيصال المساعدات إلى غزة    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    اجتماع الخطيب مع جمال علام من أجل الاتفاق على تنظيم الأهلي لنهائي إفريقيا    جوميز: أحتاج 8 صفقات.. وأتمنى مواجهة الأهلي في السوبر الإفريقي    خبير في الشأن الإيراني يوضح أبرز المرشحين لخلافه إبراهيم رئيسي (فيديو)    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شعراء وأدباء فلسطينيون: الأبنودي "شاعر الإنسانية" سيبقى حيًا في وجداننا وذاكرتنا للأبد
نشر في البوابة يوم 25 - 04 - 2015

رحل عبد الرحمن الأبنودي.. "الخال".. "شاعر الإنسانية" .. "أيقونة الشعر العربي" .. عن عالمنا منذ بضعة أيام، لتفقد بذلك الأسرة الثقافية المصرية والعربية واحدا من أعظم الشعراء الذين شكلوا وصاغوا حالة خاصة في الشعر العربي، والذين لامسوا بشعرهم وقصائدهم القضايا العربية كافة، وأهمها "جُرح فلسطين".
لقد تعدت خسارة الراحل الأبنودى الوسط المصري، لتمتد وتشمل كافة أرجاء العالم العربي من المحيط إلى الخليج، بل وشتى بقاع المعمورة، وهنا في فلسطين كان لفقدان (الخال) وقع جلل في نفوس الأدباء والشعراء الفلسطينيين، الذين رأوا أن رحيل الشاعر الكبير يعد بمثابة خسارة كبيرة وفادحة لفلسطين والقضية الفلسطينية بشكل خاص، وللحركة الثقافية والشعرية العربية عموما، وليس للحركة الثقافية في مصر وحدها.
استطاعت قصائد وأشعار الأبنودي - الذي وافته المنية مساء الثلاثاء الماضي، عن عمر يناهز 76 عاما - التي قرضها دعما ومساندة للقضية الفلسطينية أن تنفذ من صيغتها المحلية المصرية إلى العالمية مباشرة، لدرجة أنه اُعتبر هنا في فلسطين أحد كبار شعراء القضية الفلسطينية - بل و"فقيد الشعر الفلسطيني" - وليس فقط من الشعراء المصريين الذين قرضوا أشعارا في فلسطين.
وقد تلقى شعراء وأدباء فلسطين نبأ وفاة شاعرنا الكبير الأبنودي بصدمة وحزن وألم، وعبروا – في تصريحات خاصة لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية – عن حزنهم وألمهم الكبير لفقدان "الخال"، مقدمين أحر التعازي لشعراء وشعب مصر والشعراء العرب، داعين أن يتغمد الله الفقيد الرحمة ويدخله فسيح جناته.
وقال الدكتور زياد أبو عمرو نائب رئيس الوزراء وزير الثقافة الفلسطيني، إن رحيل شاعر الأمة الكبير عبد الرحمن الأبنودي خسارة كبيرة للأمة العربية وللقضية الفلسطينية على وجه التحديد، والتي ساهم شعره في دعمها وبلورة الوعي القومي والعربي تجاهها.
وأضاف أن الأبنودي ترك بصماته على الوطن العربي بأسره، حيث كان لشعره الملتزم بدعم القضية الفلسطينية أثر كبير، داعيا المولى عز وجل أن يلهم أسرته الصبر والسلوان، وأن يتغمده بواسع رحمته.
ومن جانبه، قال الشاعر مراد السوداني الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، والأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم بمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الأبنودي يعد واحدا من الأسماء العالية والوازنة في الثقافة العربية حيث قدم من أجل حرية الإنسان ومن أجل حرية هذه الأمة الكثير في شعره وفي سياقه الشعري، بما يؤكد قدرته كشاعر كبير على الوصول إلى الوجدان الجماعي العربي والتعبير عن هذا الوجدان بأدق الأحاسيس.
وأوضح أن الشعرية العربية والمشهد الثقافي في مصر والعالم العربي يفقدان برحيل الأبنودي واحدا من الأسماء التي تركت كل هذا العطاء وكل هذه العطايا الإبداعية في الشعرية العربية والكونية، فالخسران كبير لمصر وللمشهد الثقافي العربي بأن فقدا هذا الاسم العالي والكبير الذي ترك لنا كل هذا الموروث الذي يعبر عن قدرة التعبير الحقيقي عن الوجدان العربي.
ولفت السوداني إلى أن الراحل الأبنودي كان إحدى القامات الكبيرة التي حافظت على قوتها وأصالتها والتزامها القومي والعربي لاسيما تجاه القضية الفلسطينية فظل رمزا للتمرد والثورة ورفض الظلم.
ومن جانبه، اعتبر الشاعر عبد الناصر صالح، وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية، الشاعر المرحوم عبد الرحمن الأبنودي (فقيد الشعر الفلسطيني) أولا وفقيد الشعر العربي والفلسطيني وفقيد الأمة العربية كلها، وأنه كرس إبداعه الشعري ومواقفه الوطنية دعما لقضية الشعب الفلسطيني، التي هي قضية العرب الأولى.
وقال: إن رحيل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، خسارة كبيرة للحركة الثقافية ليس المصرية فحسب وإنما للحركة الثقافية العربية، مشيرا إلى أنه قبل أشهر تم منح الأبنودي جائزة "القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية" من قبل الأخ عثمان أبو غربية في رام الله في احتفال مهيب عقد في مركز محمود درويش الثقافي.
وأكد صالح أن الأبنودي قيمة وقامة شعرية وثقافية وطنية وتاريخية عالية .. فهو (أيقونة الشعر العربي) وسيبقى شعره خالدا كخلود النيل وأهرامات مصر .. كخلود الشعب المصري.. وستبقى مصر هي درة تاج الدول العربية.. هي الخلاقة .. وهي المبدعة التي تتصدر دائما المشهد الثقافي والمشهد الفني والمشهد الوطني العربي.. رحم الله فقيد الثقافة العربية وفقيد الشعر العربي والفلسطيني الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي.
وبدورها، قالت الشاعرة نداء يونس، "نعزي أنفسنا والشعب المصري لوفاة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي.. فقد كان رحيله صدمة كبيرة لنا، وخسارة لقامة كبيرة من قامات الشعر في الوطن العربي".
وأضافت أن اسم الأبنودي ارتبط بفلسطين والقدس، فقد كتب لفلسطين وقدسها وإنسانها، وحملت قصائده بُعدا أدبيا ورسالة سياسية تنتفض لشعب تحت الاحتلال.. إن الأبنودي الذي كتب (القدس قدسي) جعل لنا حصة كبيرة في إرثه الشعري والإنساني.. هو مصدر فخر واعتزاز لكل فلسطيني أينما وجد.. (الخال) كما وصفه الصحفي المصري محمد توفيق في كتابه "هو مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل.. بين الفن والفلسفة .. بين غاية التعقيد وقمة البساطة بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي .. بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء .. هو السهل الممتنع" .. هو شاعر قل نظيره وقل مثيله .. نحتفظ بصوته في قلوبنا وذاكرتنا، ونتمنى له الرحمة، وبهذه المناسبة أقول أن العظماء أبدا لا يرحلون في صمت".
ومن جانبه، قال الأديب فتحي خليل البس رئيس ملتقى فلسطين الثقافي، "أشعر بأننا فقدنا أحد شعرائنا الفلسطينيين المصريين لارتباط هذا الشاعر الكبير بالنضال الوطني الفلسطيني، وفي نفس الوقت بالقصيدة المصرية الملتزمة التي تحرض على الوفاء للوطن المصري وللوطن العربي الكبير في كل ما كتب وكل ما غني له وانتشر في كل الوطن العربي ورددناه شبابا في عنفوان تحدينا للمخاطر التي كانت تحيط بأمتنا وكنا نبقى قصائده في كل مناسباتنا .. أحر تعازينا للشعب المصري الشقيق وللشعراء الفلسطينيين والعرب عموما والفلسطينيين بشكل خاص".
وبدوره، لفت الشاعر جاد عزت الغزاوي، إلى "أن لشاعر كبير مثل الأبنودي فضلا كبيرا على القضية الفلسطينية ونحن بافتقاد الشاعر الأبنودي افتقدنا الشيء الكثير صراحة، وكما هو معلوم فإن الأبنودي ما كتب فقط ولا كتب عن القضايا العربية بقدر ما كتب عن القيم والمعاني الإنسانية".
وأضاف "الأبنودي خسارة كبيرة للثقافة العربية والإنسانية أيضا، لكن لا يعزينا إلا أنه ترك إرثا غنيا من الأعمال الثقافية والشعرية والأدبية التي كتبها بحزنه وفرحه وألمه.. لقد كان الأبنودي شاعر الناس البسطاء العاديين.. وبالطبع كان الأبنودي ملتزما ومنفتحا أيضا في ذات الوقت على كل المعاني الإنسانية والجمالية وكتب عنها بلغة بليغة .. وموته هو فقدان كل الفقراء وكل الفلاحين للأرض والأمل والحياة ..".
وأكد الغزاوي "نحن كفلسطينيين، بموته افتقدنا ركنا ثقافيا كبيرا .. فقدانه لا يقل عن فقدانا لمحمود درويش .. ونحن نعتبره جزءا كبيرا من قضيتنا .. من ألمنا .. وهو كان دائما إلى جانب القضية الفلسطينية ليس لأنه منحاز إليها بقدر ما هو منحاز للإنسانية وللعدالة الإنسانية .. وسيبقى الأبنودي علما .. وسنبقى نحن أيضا أوفياء لذكراه، وبكل تأكيد سنكون دائما حاضرين وداعمين لكل الأعمال التي قام بها الأبنودي".
وقال "حزننا كبير وألمنا كبير لفقدان الأبنودي، لكننا في ذات الوقت سنعود كلما اشتقنا إلى الشاعر الكبير .. إلى ما كتب .. إلى أعماله .. وسنجده هناك حاضرا وروحه تحلق بكل تأكيد .. وعزاءنا أن تنجب مصر .. ومصر دائما ولادة.. وسيكون هناك أبنودي آخر وشعراء كبار وعظام آخرون يقفون إلى جانب القضية الفلسطينية وإلى جانب القضايا الإنسانية وإلى جانب الفقراء والفلاحين وسينثرون بكل تأكيد الأمل والحياة".
وأضاف "دعني أقول لمصر الحبيبة بفقدانها هذا الشاعر نحن بكل تأكيد إلى جانبها .. وحزنها حزننا .. ونسأل الله أن تبقى مصر عظيمة وكبيرة وهي أم العالم العربي وأم القضية الفلسطينية وبالتأكيد أية خسارة لمصر هي خسارة لنا".
ومن جانبه، قال الشاعر محمود أبو الهيجاء، رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة" الفلسطينية.."يعتصر قلوبنا الألم الشديد لفقدان قامة شعرية كبيرة في عالم الأدب والفن والشعر في الوطن العربي كقامة الراحل عبد الرحمن الأبنودي .. لقد فقدنا صوتا كان معبرا عن آمال وطموحات وتطلعات وأحزان جماهير الأمة العربية وليس المصرية فقط، بخاصة الموضوع الفلسطيني والشعب الفلسطيني".
وأضاف "خسارة عبد الرحمن الأبنودي لا تعوض، إنها فادحة تماما، ولذلك لا أعرف ماذا أقول في مثل هذه اللحظات.. الأبنودي شاعرنا .. (شاعر فلسطين) .. (شاعر مصر والأمة العربية) قد رحل لكن عزاءنا أن الفنون كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش .. "قد هزمته الفنون كلها" .. سيبقى حيا في ذاكرتنا ووجداننا للأبد، لأن الإبداع لا يمكن أن يموت".
وبدورها أشارت الإعلامية والشاعرة التونسية كوثر الزين المقيمة بفلسطين، إلى أن فضل الشاعر الأبنودي على الشعرية العربية في الشعر المحكي كبير وكبير جدا .. هو شاعر استطاع أن يحول اللهجة العامية المصرية من لهجة محلية إلى لهجة شعرية بشعرية عالية، وأن رصيده الوطني من الأغنية المصرية أيضا معترف به، فرصيده للشعرية المصرية شاسع وواسع.
وقالت "إن فلسطين احتلت مساحة لا بأس بها في قصائد الأبنودي، وهذا إن كان ينم عن شيء فهو ينم عن البُعد الوطني والبُعد القومي لشاعر تجاوز جغرافيته المحلية، وفي نفس الوقت قام بواجبه الأدبي الإبداعي تجاه أمته العربية .. هو شاعر منتمي مصريا وعربيا وإنسانيا لقضايا عادلة".
ولفتت الزين إلى أن عبد الرحمن الأبنودي مثلما يقول العظماء تركوا بصمة في الأدب، وفي الوطنية، وحب الوطن.. هو خالد وسيبقى خالدا.. متمنية أن تقتدي الأجيال القادمة بهذا النموذج الرائع الذي شكل في فترة معينة حالة خاصة وكان نجم مرحلة شعرية معينة تألقت فيها القصيدة باللهجة المحكية، ولعل الأغنية أيضا .. وما ألفه لعبد الحليم حافظ وغيره من كبار النجوم، تخلد أيضا هذا الصوت الباقي فينا وإلى المنتهى.
وبدوره، أكد الدكتور إبراهيم هشهش، الناقد الفلسطيني وأستاذ الأدب العربي في جامعة بيرزيت الفلسطينية، أنه بصفته فردا من الشعب الفلسطيني وقارئا لشعر الأبنودي والشعر العربي عموما، يشعر بخسارة فادحة لغياب هذه القامة الكبيرة من الساحة الأدبية في مثل هذا الوقت .. فهو يرى أن الأبنودي كان شخصا دائم الحضور وجدانيا وشعريا في الساحة الشعرية بشكل عام، وفي الوجدان الفلسطيني والقضية الفلسطينية بشكل خاص".
وقال "نحن نعرف الأبنودي منذ طفولتنا .. عندما كان يتسابق مع المغنين المشهورين من أجل أن يغنوا قصائده فتربينا على (عدى النهار) لعبد الحليم حافظ و(تحت الشجر يا وهيبة) لمحمد رشدي.. وتلك الأغاني العظيمة التي ارتفعت بسوية اللغة العربية من حيث كلماتها وأصالتها".
وأضاف "أننا كشعراء وأدباء فلسطينيين نعتبر الأبنودي واحدا من كبار شعراء القضية الفلسطينية وليس فقط من الشعراء المصريين .. والأمر المهم بالنسبة لي هو إسهام الأبنودي الكبير في جمع ملحمة العرب الكبرى (السيرة الهلالية) الذي استغرق حوالي 30 عاما في جمعها حتى أصلها وأخرجها.. وهذا العمل وحده يكفي أن يخلد اسمه بين الخالدين".
ومن جانبه، قال الشاعر جمعة رفاعي، المدير التنفيذي للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، إن الوسط العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص فقد قيمة وقامة من قامات الثقافة، وشاعر العامية الذي طور هذه اللغة ووقف مع القضية الفلسطينية ومع المظلومين والمقهورين في كل مكان، مشيرا إلى أنه بصفة شخصية يقضى نهاره وهو يسمع قصيدة الأبنودي بالعامية (الحارة الفلسطينية)..هذه القصيدة التي رافقت الانتفاضة الأولى في العام 87. وهناك أجيال كثيرة ومتعاقبة في المخيمات وفي المدن الفلسطينية لا تزال تحفظ عن ظهر قلب تلك القصيدة المعبرة عن الواقع الفلسطيني.
وأضاف أنه برحيل الأبنودي نخسر قامة من قامات الشر وقامة ثقافية وإبداعية، لافتا إلى أنه ليس غريبا على فلسطين أن تكرم هذا الشاعر وتمنحه جائزة محمود درويش الكونية لشاعر كوني لا يستحقها إلا شاعرا كونيا كعبد الرحمن الأبنودي.
ومن جهته، قال يوسف المحمود، الشاعر والإعلامي ومدير فضائية فلسطين الإخبارية، إن الأبنودي شكل حالة خاصة في الشعر العربي، وكان من أكبر شعراء العامية العرب، لافتا إلى أن (الخال) لامس بشعره وقصائده كل القضايا العربية .. وكان ينشد من القاهرة إلى كل أرجاء الوطن العربي.. وبالنسبة للقضية الفلسطينية كان كم لامس الجرح العربي الذي اسمه (فلسطين).
ونعى وفاة الشاعر الكبير.. الشاعر الذي أحبه كل من استمع إليه.. الشاعر الذي أحبته الجماهير العربية أيضا بسبب ملامسته لجرح العرب سواء في فلسطين أو في كل أنحاء الوطن العربي. رحم الله الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بقدر ما أضاف حتى إلى الشعرية العربية وإلى الحساسية الشعرية العربية.
وأشار إلى أن الأبنودي كان شاعرا باللهجة العامية لكنه قُبل عند العرب كما يقبلون الشعر وهذه الحساسية الجميلة والرائعة .. وكم أثر هذا الشاعر في الوجدان العربي وتحديدا في الوجدان الفلسطيني بانتباهاته ولفتاته، وكذلك بما فعل بالنسبة بمجمل القضايا الاجتماعية أيضا وكذلك القضايا الإنسان العربي.
ولفت المحمود إلى أن "الأبنودي كان منحازا دائما للمظلومين والفقراء، وكان قريبا من القلب، لذلك رأينا عندما توفاه الله كيف بدا الحزن عليه بشكل كبير من قبل الجماهير العربية، وكان ينادى بالمناداة الشعبية.. ينادى ب(الخال)، وكان كل الذي رآه، والذي يعرفه والذي لم يعرفه، يعرفون شعره الجميل، والذي من خلاله احتل مكانة عليا في قلوب الفلسطينيين والملايين من العرب".. مضيفا أن هذا الشاعر بملامسته الهم الإنساني ككل شكل أيضا حالة إنسانية عالية لا تنسي في الوجدان لذلك رحمه الله، لكنه ظل خالدا في الأرواح، وظل خالدا تماما بشعره وبجماهيره الذين يحملونه بقلوبهم.
ومن جانبه، قال الأديب نادر جلال، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والتربية في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو ملتقى فلسطين الثقافي، إن أيا من فلسطيني (الحارة الفلسطينية) التي كتب عنها الراحل عبد الرحمن الأبنودي لديه ما يقال ف حول هذا الشاعر الكبير. فمعظم الأسانيد التقت بالذائقة الفنية العربية في أغاني الرعيل الأول عبد الحليم حافظ وصباح، وصولا إلى الجيل الأخير محمد منير .. وكل هذه الأغاني التي نحفظها ويحفظها كل فلسطيني وعربي هي بصمة الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي.
وأضاف "نشعر كفلسطينيين أننا فقدنا أحد أهم القامات الشعرية والثقافية في العالم العربي، وأحد المدافعين عن القضية الفلسطينية في الحقل الثقافي وفي المشهد الثقافي. فكل مواطن ومثقف فلسطيني يشعر حقيقة بأنه تربطه علاقة حتى شخصية مع هذا الشاعر الكبير".. مشيرا إلى أن فلسطين منحت الشاعر عبد الرحمن الأبنودي جائزة 2014 التقديرية .. نحن نشعر بخسارة كبيرة إنما عزاءنا بأن شعر الأبنودي باق وأن نفسه معنا إلى الأبد إن شاء الله".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.