قال رئيس المجلس التنفيذي المركزي لجمعية نهضة العلماء في إندونيسيا سلامت أفندي يوسف إن حل النزاع المتواصل في الشرق الأوسط من خلال العنف لن يؤدي إلا إلى قتل المواطنين الأبرياء، وبالتالي فإن إندونيسيا ستتدخل من خلال جهود وساطة جادة في هذا الصدد. ومن المتوقع أن تتبني إندونيسيا مبادرة للتوسط في النزاع الدموي الدائر في اليمن بين المتمردين الحوثيين وبين القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وهى القوات المعترف بها دوليًا. وأشار - في تصريح صحفي في جاكرتا - إلى أن أندونيسيا مهتمة بشكل مباشر بالحفاظ على السلام في منطقة الشرق الأوسط. وأعرب سلامت عن اعتقاده بأن الأزمة اليمنية يمكن أن تتسع ، مشيرا إلى أن المسلمين قد عانوا من خسائر كبيرة بسبب النزاع عسكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، ونوه إلى أن إندونيسيا عانت من خسائر كبيرة أثناء عملية إجلاء مواطنيها من الدول التي تمزقها الصراعات مثل اليمن والعراق وسوريا وليبيا وغيرها. يذكر أن السفارة الإندونيسية في اليمن قد أعلنت أن الحكومة الإندونيسية قد قامت بإجلاء 1981 مواطنًا إندونيسيًا من اليمن من بينهم 17 من موظفي السفارة في صنعاء، ومازال بعض أعضاء فريق الإجلاء من جاكرتا موجودين في اليمن. ولفت سلامت إلى أن المجلس التنفيذي المركزي لجمعية نهضة العلماء في إندونيسيا سيكون ممتنًا لأية دول إسلامية في جنوب شرق آسيا تكون على استعداد للمشاركة في جهود المصالحة بين الأطراف المتحاربة فى اليمن، مشيرًا إلى أن إندونيسيا وماليزيا وبروناي دار السلام دول إسلامية سلمية يمكن أن تفعل شيئًا من أجل الدول الإسلامية الأخرى التي مزقتها الحروب. وفى سياق متصل، وأشار إلى أن إندونيسيا عانت من الخسائر التي نتجت عن الهجوم الذي وقع على سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء، مما أسفر عن إصابة عدد من العاملين وتلف المبنى بشكل شديد صباح يوم الاثنين الماضي. وكانت وزيرة الخارجية الإندونيسية رينتو مارسودي قد أعلنت في مركز جاكرتا للمؤتمرات يوم الإثنين أن إندونيسيا تدين بشدة الهجوم الذي استهدف سفارة بلادها، ونوهت مارسودي إلى أن الحكومة الإندونيسية قد أكدت أن الحل السلمي من خلال الدبلوماسية والتفاوض هو أفضل وسيلة لتسوية القضايا، وقد حثت الحكومة الإندونيسية جميع الأطراف اليمنية على وقف العنف فورا، مشددة على ضرورة التوصل إلى هدنة على الفور حتى يمكن للمدنيين، بما في ذلك الرعايا الأجانب، مغادرة اليمن وحتى يمكن توصيل المساعدات الإنسانية إلى البلاد. وطلبت الحكومة الإندونيسية من جميع الأطراف المتحاربة احترام القانون والقواعد الدولية، وخاصة تلك المتعلقة بحماية المدنيين، بما في ذلك قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. يذكر أن إندونيسيا قلقة جدا مع القتال في اليمن، وشددت على ضرورة حل هذه المشكلة من خلال الحوار والتوصل إلى حل سلمي. من جانبه، قال نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا من مكتبه في جاكرتا اليوم الأربعاء، يمكن للحوار أن ينزع فتيل التوترات في اليمن والحيلولة دون تصعيد الموقف، وشدد كالا على أن عملية السلام والحوار يمثلان نهجا ضروريا لمعالجة النزاع في اليمن، وتشجيع الأطراف المتحاربة على الاتفاق على كيفية حل هذه القضية التي قسمتهم، حتى يمكنهم العيش معا في سلام. وقال "إندونيسيا قلقة جدا، وتأمل في حل النزاع في اليمن من خلال الحوارات والحل السلمي". وأوضح أنه في إطار جهودها للمساعدة فى إنهاء الصراع في اليمن، فإن الحكومة الإندونيسية قدمت اقتراحا لسفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بشأن إنشاء فريق عمل، وقد تم نقل الاقتراح خلال استقبال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو لسفراء عدد من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي برفقة رئيس الوزراء كالا في قصر مرديكا الرئاسي اليوم الأربعاء لمناقشة الأوضاع في العالم الإسلامي على الصعيد العالمي للتوصل إلى حلول لمشاكل مثل انتشار التطرف، و"داعش" في العراق وسوريا، والاضطرابات في اليمن. وقال كالا لعلماء وأعضاء منظمات إسلامية بارزين في مقر إقامته "الحكومة ستناقش القضايا مع 57 سفيرًا من سفراء الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، للتوصل من خلال جهودنا إلى مخرج لحفظ السلام في الدول الإسلامية". ونوه بأن الرئيس جوكو ويدودو نقل موقف إندونيسيا بشأن مواجهة الوضع الأخير، والجهود المشتركة لخلق سلام أفضل في الدول الإسلامية.