سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمريكا تتراجع عن مواقفها العدائية من مصر.. قائد عسكري أمريكي يرحب بعودة التعاون بين البلدين.. دبلوماسيون: أمريكا تحاول استعادة مكانتها في المنطقة بعد ازدياد مشاعر العداء ضدها
- الرشيدي:أمريكا تريد استعادة علاقاتها مع مصر بعد استبدالها بروسياوفرنسا - المنيسي: تحركات السيسي الخارجية أجبرت أمريكا على تحسين علاقاتها بمصر - هريدي: أمريكا ستستمر في دعم مصر في مجال التسليح بعد أن انتهجت مصر سياسة خارجية جديدة اعتمدت خلالها على تعدد البدائل الدولية والندية واستقلال القرار المصري بعيدا عن التبعية والخنوع وهو ما أعلنه الرئيس السيسي منذ اللحظة الأولى لتوليه الحكم وجاء ذلك في خطاب تنصيبه، لم يعد أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية كغيرها من الدول سوي القبول بمصر وبسياستها الخارجية الجديدة كما هي ولاسيما أنها لم تعد الحليف الوحيد للنظام المصري بعد أن نجحت تحركات الرئيس السيسي والدبلوماسية المصرية من اجتذاب العديد من القوى الدولية الكبري للدخول معها في تحالفات قوية وفي مقدمتها روسياوفرنسا وإيطاليا ودول الاتحاد الأوربي ودول البحر المتوسط. حيث نشر الجنرال الأمريكي المتقاعد أنتوني زيني القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية والذي عمل كمبعوث أمريكي لدى فلسطين وإسرائيل مقالا عن العلاقات المصرية الأمريكية نشره مركز الشرق الأوسط للأبحاث، وأثني على قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستئناف المساعدات العسكرية المقدمة لمصر، مؤكدا احتياج الولاياتالمتحدة لمساعدة مصر في الحرب على الإرهاب وفي تحقيق الاستقرار وبناء التحالفات في المنطقة، مشيرا إلى أهمية عدم إغفال الولاياتالمتحدة للجوانب المتعلقة بحقوق الإنسان في مصر، بشرط أن تبقي هذه الأمور جزءا من الحوار وليس سببا لوقف التعاون بينهما. وأكد زيني أن المساعدات العسكرية التي تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر، هي استثمار أساسي للحفاظ على المصالح الأمريكية، واصفا مصر بأنها صاحبة أقوي جيش في المنطقة العربية. وأضاف زيني في مقاله، أنه مع تفشي ظاهرة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، يصبح من الضروري توجيه المساعدات العسكرية لمحاربة الإرهاب، حيث تبرز أهمية الدول المحورية كمصر في هذه الفترات العصيبة، حيث تحتاج الولاياتالمتحدة مساعدة الجيوش العربية في استعادة الأراضي التي استولت عليها تنظيمات إرهابية مثل داعش وغيرها في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن، وتمكين الدول من استعادة سيادتها في هذه المناطق، وأشار كذلك إلى أن الولاياتالمتحدة لا تتحمل خسارة حلفاء استراتيجيين رئيسين كما حدث من قبل مع باكستان، وأن التعاون العسكري مع مصر سيحول دون اتجاهها لدول أخرى للحصول على السلاح مثل الصينوروسيا. واختتم زيني مقاله بالتأكيد على أن قرار أوباما باستئناف المساعدات العسكرية لمصر كان هو القرار الصحيح، مبديا حماسه للحوار الإستراتيجي المنتظر بين البلدين بقيادة وزيريّ الخارجية جون كيري وسامح شكري، معتبرا أن الولاياتالمتحدة يجب أن تصب تركيزها باتجاه تجميع حلفائها في المنطقة نحو أهداف محددة أهمها محاربة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار الإقليمي، مؤكدا أن مصر تلعب دورا محوريا في هذا الإطار. ويعد زيني من الشخصيات العسكرية المؤثرة في الولاياتالمتحدة، وتأتي وجهة نظره لتعكس توجها قويا داخل أروقة صنع القرار في الولاياتالمتحدة حاليا يري أن المصلحة الأمريكية تقتضي توثيق التعاون مع مصر، خاصة في ظل الدور الحيوي الذي تقوم به في محاربة الإرهاب في المنطقة. ومن جانبه، أكد السفير جلال الرشيدي، مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة سابقًا، على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد تحسين علاقاتها مع مصر من خلال تسليم الأسلحة الأمريكية إليها، مرجعا ذلك إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أحست بتراجع موقفها في منطقة الشرق الأوسط من خلال التقارير التي تصلها من سفاراتها والوفود التي تبعثها إلى هناك. وأضاف الرشيدي – في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" – أن الولاياتالمتحدة تحاول الآن مراجعة سياساتها في الشرق الأوسط وعلاقاتها مع الدول المحورية مثل مصر والسعودية على الأقل من الناحية المظهرية لخدمة مصالحها في المنطقة. وسلط الرشيدي الضوء على تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل عاصفة الحزم والتي أراد بها خطب ود المملكة العربية السعودية، والتي قال فيها أنه من ضمن أولوياته الحفاظ على أمن السعودية. وأوضح الرشيدي أن الولاياتالمتحدة أرادت استعادة علاقاتها مع مصر ولاسيما بعد أن اتجهت مصر إلى فرنساوروسيا للحصول على السلاح وأن مصر قد انتهجت علاقة الندية في علاقاتها الخارجية ورفضت الخضوع والاستكانة وهو الموقف الذي كان واضحا منذ خطاب تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي أكد خلالها على استقلالية الرئيس المصري. ولفت السفير محمد المنيسي - مساعد وزير الخارجية السابق، المشرف العام على الهيئة العامة لرعاية المصريين بالخارج – أن تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية والدبلوماسية المصرية قد أجبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية على محاولة تحسين علاقاتها بمصر على الرغم من مشاعر الإدارة الأمريكية العدائية تجاه النظام الحالي في مصر، لافتا إلى أن ما حدث في مصر من إنهاء حكم الإخوان قد أدي إلى انهيار المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط والمشروع الأمريكي الإخواني لتفتيت الجيش المصري وإضعافه. وأضاف المنيسي – في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" – أن التحركات المصرية الذكية قد جعلت الإدارة الأمريكية ليس لديها خيار آخر سوي محاولة إنقاذ ما تبقي من العلاقات المصرية وخاصة أن مصر دولة محورية في المنطقة ولا يمكن أن تتخذ الولاياتالمتحدة أي تحرك بمعزل عن مصر. وأوضح المنيسي إلى أن قيام مصر بالاتصال مع باقي الدول الكبري في العالم مثل روسياوفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوربي بشكل عام وإرساء قواعد بين دول البحر المتوسط مثل اليونان وقبرص قد أعطي صفعة قوية للإدارة الأمريكية مما دفعا إلى تحسين أو المحافظة على ما تبقي من علاقتها مع مصر. وأشار المنيسي أن أجهزة استطلاعات الرأي ومراكز الأبحاث، أكدت أن المشاعر العدائية تجاه الولاياتالمتحدة في المنطقة تزداد يوما بعد يوم وهذا ليس في مصلحة الدبلوماسية الأمريكية والتحرك الاقتصادي الفعال في المنطقة وأن الولاياتالمتحدة تخسر أرضها ليكسبها دولا أخرى في المنطقة. بينما قال السفير حسين هريدي - مساعد وزير الخارجية الأسبق – أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد تحسين علاقاتها مع مصر وأن العلاقة قد استعادت حيويتها بالفعل.. مشيرا إلى أن هناك صفحة جديدة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر من العلاقات الثنائية بين البلدين، مسلطا الضوء على لقاء مدير الوكالة الأمريكية بالرئيس عبد الفتاح السيسي والتي اعتبرها تأتي في إطار تجديد العلاقات الأمريكية المصرية وإن كانت زيارة غير معلنة. وأضاف هريدي – في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" – أن الولاياتالمتحدة شعرت أنها بحاجة إلى مصر ولاسيما للتنسيق والتشاور حول عدد من من القضايا والأزمات وفي مقدمتها ملف الإرهاب والملف الليبي والملف اليمني ومناقشة آخر التطورات للعملية العسكرية للتحالف العربي "عاصفة الحزم" وتداعياتها. وحول التعاون العسكري، أكد هريدي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستستمر في دعم مصر في حربها ضد الإرهاب ودعم القوات المسلحة بقطع غيار ثقيلة خاصة في مجال التسليح.. كما أنها ستلتزم بوعودها التي بالإفراج عن المساعدات العسكرية والأمنية.