أثارت اللجنة التي شكلتها وزارة التربية والتعليم باسم "إعدام الكتب في المدارس"، لجرد المكتبات المتواجدة بالمدارس المتحفظ عليها، جدلا واسعا بين المثقفين، خاصة بعد نشر أنباء عن حرق كتب لكبار التنويريين في مصر مثل على عبد الرازق وغيرهم. وبدأ الجميع يطرحون عشرات الأسئلة مثل من هم أعضاء هذه اللجنة وما علاقتهم بالثقافة والفكر والتراث؟ وما مؤهلاتهم التي تسمح لهم بمراجعة الكتب؟ وما مؤهلاتهم لتقييمها والنظر فيها؟ ولماذا لم يرجع الوزير إلى المثقفين والمفكرين المصريين وإلى وزارة الثقافة لتكون عونا له؟ ولماذا لم يطرح قوائم الكتب المتحفظ عليها في المكتبات المدرسية على لجنة من المثقفين والمفكرين أو وزارة الثقافة؟ كيف يسلم الأمر لمسئولين ثبت فشلهم في تقديم مناهج تعليمية راقية وفاعلية ومواكبة للعصر؟ كيف يسلم الأمر لمسئولين لا يستطيعون إقامة جملة عربية سليمة؟ كيف يسمح وهو يرى أن ترديا واضحا بسببهم في منظومة التعليم المصري؟. وقال الشاعر محمد الحمامصي، إنه لمن العار والخزي والرجعية للثقافة والفكر والتعليم في مصر أن تكون كتب ك "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق و"عدو الإسلام" لجلال ديودار، و"منهج الإصلاح الإسلامي" لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الإسلام عبد الحليم محمود، و"أصول الحكم في الإسلام" للعلامة عبد الرازق السنهوري، و"أقلام في موكب النور" للأديب عبد العال الحمامصي. وأضاف: "قبل فرز الكتب كان على الوزير أن يأمر بفرز مدرسيه ومعلميه ومسئولي وزارته بداية من المقربين إليه، هؤلاء الذين وضعوا ودرسوا وساندوا وهتفوا سابقا لمناهج "الإخوان المسلمين" إبان حكم المعزول محمد مرسي وجماعته الإرهابية، والذين درسوا هذه المناهج وغيروا الأناشيد وأوقفوا تحية العلم.. لكن أن يتركهم يحطمون معنى الكتاب والثقافة والفكر أمام الطلاب، فإنها وصمة عار ستطاردنا، فالمشهد المكارثي التفتيشي والرجعي لحرق الكتب لن يخرج من ذاكرة كل من رأه من الأطفال والطلاب". وأكمل الحمامصي بقوله: أناشد رئيس الجمهورية أن يولي عنايته لكل من يوليو المسئولية في هذا البلد، وأن يراجع تاريخه الثقافي والفكري، فليس كل من حصل الدكتوراه أو ترقى إلى الأستاذية ببحث أو اثنين أو أدار مكتبا أو إدارة يصلح لأن يتولى مسئولية الوزارة، وأرجوه بل أتوسل إليه أن يعيد النظر في هذه الوزارة ووزرائها، لقد طفح الكيل من الجهل والعماء الذي يتحركون به بعض الوزراء دون رؤية أو إستراتيجية أو بصيرة. وقال الشاعر زين العابدين فؤاد: إذا كنا نحارب الإرهاب ونحارب تنظيم داعش فلا يجوز أن نحاربه في العراق ونتركه في بيوتنا ومدارسنا، بل يجب أن نحارب الإرهاب على بعضه. وأضاف: إنني أرى أنه لا يجوز حرق الكتب لأي سبب كان وإذا استعنا بمثقفين في مثل هذه اللجان سيأتي مثقفون آخرون ويقولون لم حرقتم هذه الكتب؟ بل احرقوا هذه الكتب وسيكون الأمر مثار خلاف وجدل شديدين ولن ينتهي بسهولة. وقالت الروائية سعاد سليمان: إنني أري ضرورة أن يتم تطهير التعليم أولا من مثل هذه اللجان أولا، ثم نسف كل مناهج التعليم الحالية، والبحث عن مناهج تعليم بديلة تصنع في النهاية إنسان متعلم بشكل حقيقي ويملك الوعي والمعرفة الحقة والعقل النقدي، وليست مناهج الحشو، والاستهبال والحفظ بلا فهم ولا وعي. وأضافت: إن مثل هذه اللجان هي أساسا هي نتيجة طبيعية لهذا التعليم الفاشل الذي أتي على الأخضر واليابس في الروح المصرية ولابد من حلول جذرية.