رائحة كريهة بدأت تنبعث في المكان، وصلت إلى كل القاطنين في مشروع ابنى بيتك، بدأ بعض الأشخاص في تتبع الرائحة الكريهة، بجوار سور نادي الزمالك بدائرة قسم أول أكتوبر، إلى أن وصلوا لمصدر تلك الرائحة، حيث عثر السكان على جثة سيدة مقتولة ومحترقة بالكامل، ومرتدية ملابسها كاملة وبها آثار جروح وخنق حول رقبتها. أسرع السكان بإبلاغ قسم شرطة أول أكتوبر، ينتقل فريق من مباحث القسم بقيادة الرائد «محمد عتلم» معاون المباحث، ويبدأ في سماع رواية أهالي المنطقة، وبمناظرة الجثة تبين أنها متفحمة بالكامل ويوجد بها آثار إصابات في أنحاء جسدها بالكامل، ولا يوجد أي شىء يدل على هوية القتيلة. فقام العميد «محمد الدرملى» مأمور قسم أول أكتوبر بإبلاغ المستشار «عمرو مخلوف» رئيس نيابة أول أكتوبر والذي انتقل إلى مكان الواقعة، وقام بمناظرة الجثة، وقرر إيداعها في مشرحة زينهم، لحين التوصل إلى هويتها وهوية الجانى. وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث تحت إشراف العميد «حسام فوزى» رئيس قطاع مباحث أكتوبر، وبقيادة المقدم «أحمد نجم» رئيس مباحث قسم شرطة أول أكتوبر.. حيث قام الفريق في أول الخطة التي وضعت بالبحث في المحاضر التي حررت للمتغيبين في محاولة للوصول لهوية القتيلة أو التوصل لمعلومة تقودهم إلى مرتكب الواقعة، مرورا بسماع أقوال شهود العيان من الأهالي الذين عثروا على الجثة. شهود العيان شرحوا لرئيس المباحث، أنهم عثروا على جثة القتيلة، فور تتبعهم آثار رائحة كريهة ظهرت في المنطقة، وبعد مناقشة استمرت لساعات طويلة، تيقن رجال المباحث أن الأهالي بعيدون عن جريمة القتل، ولا علاقة لهم بالواقعة، فكان لا بد من البحث عن خيط جديد يقود إلى مرتكب الواقعة. حيث قام فريق البحث الجنائى في مخاطبة أهالي بعض المخطوفين والمُتغيبين في دائرة قسم أول أكتوبر، ويتوجه أسر المخطوفين لمناظرة جثة القتيلة، حتى يتمكن رجال المباحث في فك خيوط ولغز تلك الجريمة، ويتمكن أحد أقارب الضحية من التعرف على جثة الضحية مؤكدا أنها «رشا محمد» 34 سنة، ربة منزل ومقيمة بمحافظة الإسماعيلية. وبالبحث والتحرى وجمع المعلومات توصل رجال المباحث إلى أن القاتل شاب يدعى «عمرو. م» 34 سنة.. حيث تم تحديد مكانه، وعقب الحصول على إذن من النيابة العامة تم القبض عليه، وبمواجهته اعترف تفصيليا أمام العميد «حسام فوزى» بارتكابه الواقعة، حيث روى أنه قد تزوجها عُرفيا وعقب فترة فوجئ بها تخبره أنها «حامل»، فطلب منها التخلص من الجنين لعلمه بتعدد علاقتها غير المشروعة، وأثناء قيادته السيارة ملكه في مكان الحادث، وكانت رشا بجواره، حدثت بينهما مشادة كلامية على إثر رفضها التخلص من الجنين، وقامت بتهديده بعدد من «إيصالات الأمانة» التي أجبره مجهولون على توقيعها بمنطقة عين شمس، وهو الأمر الذي أثار حفيظته فتعدى عليها بسلاح أبيض «مطواة» محدثا إصابتها بطعنات متفرقة بالجسم، ثم قام بالتوجه إلى مكان هادئ من المارة، وسحبها خارج السيارة وسكب عليها كمية من مادة «الكيروسين» وأضرم النيران بها وفر هاربا. وأكد المتهم خلال تحقيقات النيابة العامة قائلا: «أنا شاب ميسور الحال من أسرة طيبة، أمتلك من المال ما يمكننى من الزواج ب 4 سيدات؛ لكن أنا أجلت فكرة الزواج شوية، وكنت أعيش في شقة مجاورة للضحية، وكل ما يربطنى بها هو إلقاء السلام فقط، فكنا نتصادف سويا أثناء ذهابى للعمل وأثناء عودتى، حتى بدأت العلاقة تتطور بيننا وأصبحنا نتقابل بعيدا عن المنزل ونخرج سويا، نلتقى في حديقة عامة أو في مول العرب». وأضاف المتهم، «كنت أشعر بأنها ترغب في جرى للرذيلة، خاصة أنى أعيش بمفردى في المنزل، وفى ليلة كنت عائدا في وقت متأخر، وأثناء فتحى باب الشقة خرجت «رشا» وسلمت على، وفوجئت بأنها ترتدى قميص نوم ساخن جدا ما أثار لدى مشاعر نحوها، وبدأت أتحدث معها في الهاتف ونتكلم في كلام تصف فيه جسدها، وعندما عرضت نفسها عليا رفضت، وطلبت منها أن نتزوج عرفيا قبل أن يكون بيننا علاقة جنسية، فلم تتردد ووافقت على الفور، وبدأت تأتى إلى شقتى يوميا تجلس معى بالساعات نتبادل فيها الأحضان والقبلات، استمر الحال، وكنت أعطيها أقراص «منع الحمل» قبل الجماع، لأنى لا أرغب في أطفال منها، ولأنى تزوجتها عُرفيا من أجل المتعة فقط. استمر الزواج لمدة 6 شهور، وفى أحد اللقاءات أخبرتنى «رشا» أنها تعرضت لوعكة صحية فذهبت للطبيب وأخبرها بأنها حامل في الشهر الأول، وهو الأمر الذي ضايقنى وأغضبنى للغاية؛ خاصة أنى متفق معها أنى لا أرغب في الإنجاب؛ لكنها ضحكت عليا ولم تتعاط حبوب منع الحمل، حتى تجبرنى بأن أتزوج عند المأذون، فطلبت منها أن تقوم بإجهاض الجنين، إذا أرادت أن تستمر الحياة بيننا، إلا أنها رفضت، ووجدت لديها أصرارا على الاحتفاظ بالجنين. يقول المتهم: بدأت أبحث عن شقة جديدة حتى أبتعد عنها نهائيا، وأغلقت هاتفى المحمول لكنها أصرت على أذيتى وتوريطى أكثر، فقامت بتأجير بعض البلطجية وأجبرونى على توقيع عدد من «إيصالات الأمانة» على بياض لإجبارى على الزواج منها والاعتراف بالجنين، وأنا كنت رافضا لأنى قبل الزواج منها كانت «سمعتها سيئة» وعلى كل لسان. وفى يوم الواقعة عرضت عليا الذهاب للتنزه، وفى الطريق طلبت منها أن تقوم بإنزال الجنين قبل وصوله للشهر الرابع لكنها رفضت وحدثت مشادة كلامية بيننا، وهددتنى بإيصالات الأمانة، وقتها تيقنت أنها وراء واقعة إجبارى على التوقيع على تلك الإيصالات. وأضاف هددتنى بفضح أمرى أمام أسرتى، فتوقفت بالسيارة في مكان «نائى» قريب من مشروع «ابنى بيتك» وغرست في بطنها سكينا، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم سكبت عليها الكيروسين وأشعلت النيران بجثتها، ثم هربت وغادرت المكان، إلى أن قام رجال المباحث بالقبض علىّ بعد أن كشفت التحريات أنى كنت على علاقة عاطفية معها، وهذا كل ما حدث. من النسخة الورقية