دعا علماء مسلمون إلى ضرورة تبني خطاب ديني واضح تجاه التيارات والجماعات المتشددة التي تسعى إلى زعزعة أمن المجتمعات العربية والإسلامية واستقرارها، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لنشر فتاوى العلماء للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس وخاصة الشباب والفتيات، مع تقوية الصلة بين العلماء المسلمين وأبناء المجتمع بمختلف فئاته. جاء ذلك في التوصيات التي خرجوا بها اليوم في ختام أعمال مؤتمر "دور العلماء في الوقاية من الإرهاب والتطرف" الذي نظمته جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، اليوم الخميس، مشددين فيها على أهمية تعزيز الحوار بين الحضارات في الدول العربية والإسلامية، ودراسة العوامل المؤثرة في العلاقة بين الحضارات لإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام وموقفه من الإرهاب والتطرف. وأكد العلماء الحاجة لإيجاد قنوات تواصل وحوار مستمرة مع طلاب وطالبات الجامعات والمؤسسات التربوية لتناول موضوعات الإرهاب والتطرف، وترسيخ التعاون بين المؤسسات الإعلامية المختلفة والمؤسسات الدينية المختصة لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال في المجتمع، فضلا عن تخصيص المساحات الكافية في وسائل الإعلام المختلفة لعرض الخطاب الإسلامي الوسطي بكل صوره وأشكاله. ونوهوا إلى أهمية تأليف موسوعة كبرى للرد على شبهة دعاة الغلو والتكفير والتطرف والإرهاب، تجمع فيها شبهاتهم عبر التاريخ، ويتم وضع الردود العلمية عليها بمنهج الوسطية والاعتدال. وكان المؤتمر قد ناقش على مدى 3 أيام عددا من الأوراق العلمية المهمة من خلال مجموعة من المحاور، عن دور العلماء في ظل التحولات المجتمعية والدولية الراهنة والمجالات الوقائية من الإرهاب والتطرف وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش وقيم الاعتدال والوسطية. وشارك في فعاليات المؤتمر هيئة علمية متميزة ضمت نخبة من العلماء منهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام المملكة العربية السعودية، والشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى، والدكتور عبد الحي عزب عبد العال، رئيس جامعة الأزهر.