ألقت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على الجانب النسائي في الانتخابات الرئاسية النيجيرية التي جرت أواخر الشهر الماضي وخسرها رئيس البلاد جوناثان جودلووك أمام الجنرال محمدو بوهارى زعيم حزب كل نيجيريا التقدمي المعارض، وانصب تركيز لوموند على الأداء السياسي لقرينتى بوهارى – الذي يطلق عليه أحيانا بخارى – وجوود لوك. وقالت لوموند إنه "بينما تشير السيدة الأولى في نيجيريا بيشنس جوناثان إلى الرئيس النيجيري الأسبق محمدو بخاري، أبرز منافسي زوجها المنتهية ولايته جودلاك جوناثان في انتخابات الرئاسة الحالية، بأنه في حالة "موت دماغي" نظرا لتقدمه في العمر (72 عاما)، ردت زوجته عائشة بخاري لتصفها بأنها "عاهرة سياسية". وتؤكد عائشة بخاري – وفق ما ذكرته صحيفة "لوموند" الفرنسية - أنها لا تود الانزلاق إلى ما سمته ب "اللصوصية السياسية"، كما أنها "على قدر كبير من اللباقة واللياقة يمنعها من التدني إلى حد إهانة زوج واحدة أخرى لاعتبارات سياسية". وخلال زيارتها مؤخرا إلى شمال شرقي البلاد، وهي بالأحرى منطقة نفوذ زوجها محمد بخاري، شددت على أن السيدة الأولى وصفت هذه المنطقة بأنها "معقل المتسولين والأطفال غير المرغوب فيهم"، فيما يصعب التحقق من هذا الكلام. بدورها، ذكرت صحف نيجيرية أن بيشنس جوناثان طلبت من أنصارها خلال أحد اللقاءات قذف من يرفعون شعار "التغيير" بالحجارة، وهو شعار الرئيس الأسبق محمدو بخاري في الانتخابات الرئاسية الحالية. وأكدت السيدة الأولى النيجيرية - في لقاء آخر - أن حزب "مؤتمر كل التقدميين" بزعامة بخاري جاء "من أجل أن يضع أباءكم وأمهاتكم وأنا أيضا في السجون"، قبل أن تفوض أمرها إلى الله الذي "لن يدعهم أبدا يفعلون ذلك". واعتادت بيشنس جوناثان – حسبما ذكرت "لوموند" - على ارتكاب تصرفات حمقاء، ويمكن الجزم أنه نادرا ما تكون السيدات الأول مادة سخرية للكتاب الهزليين إلا أن هناك مواقع إلكترونية ومقاطع فيديو مخصصة للحديث عن أخطائها الهجائية في اللغة الإنجليزية وكذلك أحاديثها المثيرة للشفقة، ومن بينها كلمتها عقب اختطاف فتيات من بلدة شيبوك بولاية بورنو الواقعة شمال شرقي نيجيريا على يد جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة حينما صرخت إلى الله وانهارت باكية أمام الحاضرين مما جعلها مادة سخرية لرواد الإنترنت. وبحسب الصحيفة الفرنسية، فهناك فروق شتى تفصل بين السيدتين.. إذ تبدو عائشة بخاري متحفظة إلا أن بيشنس جوناثان شديدة الصخب.. ويتساءل الكثيرون في نيجيريا كيف استطاعت سيدة مثلها لا تعرف أن تنطق كلمة "شمسية" (وهو شعار حزب الشعب الديمقراطي الحاكم بزعامة زوجها جودلاك جوناثان) أن تعمل بالتدريس، ويتضح من سيرة حياتها أنها حصلت على دراسات عليا في علم الأحياء وعلم النفس من جامعة بورت هاركورت في نيجيريا قبل عملها في القطاع المصرفي. وتبلغ بيشنس جوناثان من العمر 58 عاما إلا أنه يصعب مع ذلك معرفة عمر عائشة بخاري حيث يؤكد البعض أن عمرها 44 عامًا فيما يرى آخرون أنها في سن الخامسة والثلاثين، وهو ما يفسح المجال للشائعات الكثيرة بشأن سن زوجة الرئيس النيجيري الأسبق محمد بخاري. وفي بلد مثل نيجيريا حيث يؤثر الانتماء العرقي والديني بشدة على مجريات التصويت، تؤكد بعض الحملات الدعائية أن عائشة بخاري أرغمت على الزواج في سن التاسعة كعلاقة مباشرة بانتمائها للدين الإسلامي هي وزوجها.. والشيء المؤكد أنها تبدو صغيرة السن، وقد يكون ذلك بفضل دراستها علم التجميل في فرنسا فضلا عن حصولها على شهادة في العلاقات الدولية من نيجيريا وأخرى في الإدارة العامة من بريطانيا، كما أنها أقل ظهورا برفقة زوجها خلافا للسيدة الأولى بيشنس جوناثان التي يصفها البعض بأنها "رئيس ثاني" للبلاد.