رحب عدد من علماء الدين والقيادات السلفية، بالتدخل العربى الموحد ضد قوات الحوثيين في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة 10 دول بينها مصر، مؤكدين أن المشاركة المصرية بمثابة «قدر» لها في الدفاع عن استقرار أمتها العربية، وقال الدكتور سالم عبدالجليل، المستشار الدينى للقوات المسلحة، إن الحرب هي «قدر مصر» الذي تقتضيه المرحلة الراهنة للدفاع عن أمنها القومى، وعن استقرار الوطن العربى الذي يعانى من محاولات تقسيمه وتفتيت بلدانه إلى دويلات صغيرة يسهل التعامل معها من قبل دول الغرب الطامعة في موارده وثرواته. وأوضح عبدالجليل أن التدخل في اليمن لا يحكمه وازع دينى أو طائفى كما يروج البعض، لكنه محاولة لإنقاذها من محاولات إسقاطها المتكررة، منذ سقوط نظام الرئيس السابق على عبدالله صالح، مشيرا إلى أن التدخل يستدعى وجود حنكة لدى القيادة العربية في التعامل مع الأحداث وتطورها في ظل انتشار الطائفية والجماعات الإرهابية في عدد من بلدان المنطقة. اتفق معه محمد عبدالحميد الشرنوبى، شيخ الطريقة «الشرنوبية» الصوفية، وقال: «قدر مصر الريادة وعدم التخلى عن الأشقاء، والإدارة السياسية أدرى بحكم المخاطر ودوافع تلك الخطوة، ومن ثم فيجب علينا تدعيمها»، لافتا إلى أن «القاهرة» وقعت على اتفاقية دفاع مشترك مع دول الخليج، لذلك لم يكن ممكنا لها تركهم يخوضون العملية بمفردهم. وتوقع الشرنوبى، أن تكون تلك الضربة المشتركة تمهيدا لقرار آخر بتدشين «جيش عربى مشترك» خلال أعمال القمة العربية المقرر عقدها بشرم الشيخ غدا السبت، مشيرا إلى أن التوسع الحوثى الإيرانى في اليمن كان لا يمكن السكوت عنه وكان يتطلب ردعه، كما أشادت قيادات سلفية بالضربة العربية، وقال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس «الدعوة السلفية»: «الشيعة والحوثيون خطر عظيم على المنطقة العربية بصفة عامة ومصر على وجه الخصوص»، موضحا في بيان صحفى أن «الشيعة» يسعون إلى تكوين إمبراطورية إيرانية شيعية، باعتبار ولائهم الأكبر لمذهبهم على حساب أوطانهم. وشدد الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، على أن حزبه سيقف بكل قوة لمنع انتشار الفكر الشيعى الإيرانى داخل مصر، وقال: «الحوثيون خطر على المنطقة وتسعى إيران عبرها للتحكم في مصير العرب ومصر على وجه الخصوص والسيطرة على مضيق باب المندب». وفى السياق ذاته كشفت مصادر داخل «الدعوة السلفية» عن وجود تكليفات لقواعدها بالمحافظات لإصدار كشوف بأسماء الشيعة المصريين الداعمين لجماعة «الحوثي»، وتسليمها لجهاز الأمن الوطني. فيما وصف الدكتور محمد يسرى إبراهيم، الداعية السلفية، وأمين عام «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» التدخل العربى في اليمن ب«الواجب الشرعي»، داعيا جميع الدول العربية للتوحد ضد ما وصفه ب«التمدد الصفوى الشيعي»، وناشد عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، جميع الدعاة والعلماء في اليمن إلى نبذ الفرقة والانقسام والتوحد خلف السياسة الشرعية للدولة ومقاومة جماعة الحوثي. وأعرب الداعية السلفى محمد الأباصيرى، عن سعادته بضربات «عاصفة الحزم»، مؤكدا أنها كشفت عورة التحالف الأمريكى على العراق، ودعا القيادة العربية أن تعمل وبكل السبل على ألا تُسلم مقاليد الحكم لإخوان اليمن مرة أخرى، قائلا: «الإخوان في اليمن هم ذراع إيران السياسية تمامًا كما الحوثى ذراعها العسكرية، ولا بد من طرد الطرفين معًا حتى لا نكون كمن يستجير من الرمضاء بالنار». من النسخة الورقية