تناول كتاب مقالات الصحف المصرية اليوم الإثنين، العديد من الموضوعات والقضايا المحلية والعربية التي تهم الرأي العام. فمن جانبه، تحدث الكاتب فهمي عنبه رئيس تحرير جريدة "الجمهورية" في مقاله (علي بركة الله) تحت عنوان (دبلوماسية التنمية.. أعادت أفريقيا) عن سعي مصر للحفاظ على حقوقها وعدم التفريط في نقطة واحدة من حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل، وذلك بالتزامن مع تقرير الأممالمتحدة الصادر بمناسبة الاحتفال أمس باليوم العالمي للمياه الذي أكد وجود 40% نقصا دوليا في امدادات المياه بحلول عام 2030. وأشار إلى أن الطلب على المياه يزداد في كل البلدان سواء في قطاعات الزراعة أو الصناعة أو توليد الكهرباء وغيرها، مشيرا إلى أنه إذا اضيف إلى ذلك التغيرات المناخية الحادثة في العالم والانبعاثات التي أدت لارتفاع درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار فإن العالم قد يشهد "مجاعة مائية"، مؤكدا أن كل ذلك يجعل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي تبدأ اليوم لكل من السودان وإثيوبيا في غاية الأهمية لأنها تمس النيل شريان الحياة للمصريين الذي تعتبر بلادنا هبته الكبري. وأضاف أن دول حوض النيل عرفت أنه لا يمكن أن تعيش في خلافات دائمة، وأن مصيرها واحد، وأنه لابد من الاتفاق على أي خطوة تؤدي لانتقاص حصة من أي منها أو تمنع الخير عن دولة تريد التنمية لشعبها، لذلك فإنه رغم صعوبة الموقف وتعارض المصالح إلا أن هناك ضرورة للاتفاق لأن البديل ليس في صالح الشعوب. ونوه أن اللقاء التاريخي في الخرطوم اليوم بين الرئيس السيسي والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا ميريام ديسالين، والتوقيع المنتظر لاتفاق المباديء رغم أن ولادته متعثرة يضع ويؤسس لعلاقات جديدة تقوم على التفاهم والحوار والعمل المشترك لتجاوز أي عقبات ولحل كل الخلافات والنزاعات بين دول الجوار، خاصة إذا كان يربطها شريان حياة واحد. وبدوه، قال الكاتب جلال عارف، في عموده (في الصميم) بجريدة "الأخبار" تحت عنوان (العودة إلى أفريقيا)، "إنه لسنوات طويلة انحسرت علاقاتنا مع أفريقيا وبعد أن كانت القاهرة عاصمة أفريقيا ومركز كل حركات التحرر والداعم الأساسي لاستقلال دول القارة السمراء.. لم تعد أفريقيا حاضرة إلا من خلال مباريات الكرة مع المنتخب أو النادي الأهلي، لنجد أنفسنا في النهاية وقد كادت روابطنا الوثيقة بالقارة السمراء أن تنقطع، ثم نواجه بعد ذلك حقيقة أن مياه النيل أصبحت في خطر". وأشار إلى أنه بعد ثورة 25 يناير انفتح الباب لإصلاح هذه الأوضاع، لكن ما واجهته مصر من تداعيات انتهت بكارثة وصول "الإخوان" للحكم قادت مصر إلى ما هو أخطر، ثم تم استرداد الثورة وإنقاذ الدولة في 30 يونيو، و بدأت العودة المصرية للعالمين العربي والأفريقي. وقال عارف "إنه رغم الحصار الذي حاولت أمريكا فرضه، والضغوط التي مارستها، فقد انتصرت إرادة مصر وبدأت في التعامل الجاد مع قضية مياه النيل وسد النهضة، وبدأت رحلة العودة الأفريقية كجزء أساسي في سياستها الخارجية، منوها أنه كان قبل أيام رئيس الوزراء إبراهيم محلب في كوت ديفوار، وكان صادما أن يكون أول رئيس وزراء مصري يذهب إلى هناك منذ الستينيات، وهكذا الأمر في معظم القارة التي كنا لا نغيب عن ركن فيها ونحن نحمل رايات الثورة والاستقلال ونبني مع الأشقاء بلادهم من الصفر الذي تركه وراءه استعمار بغيض". واختتم بالقول "واليوم يذهب الرئيس السيسي إلى السودان وإثيوبيا، وبدايات التوافق على حل أزمة سد النهضة تلوح في الطريق، عادت مصر إلى نفسها واستردت إرادتها الحرة وأنهت سنوات التبعية.. فأنفتح الطريق إلى عالم عربي افتقدها والي أفريقيا التي تعرف أن مصر القوية المستقرة هي خير سند وأصدق شريك". وفي سياق آخر، أكد الكاتب محمد بركات، في مقاله بعنوان (بدون تردد) في صحيفة "الأخبار"، أن هناك حقيقة غائبة أو مغيبة بالقصد يجب الإشارة إليها وإلقاء الضوء عليها حتى لا يتم تجاهلها أو إهمالها خلال بحث ونظر القضية الخاصة بحديقة "الميريلاند" والجريمة التي جرت وقائعها هناك، وما أسفرت عنه من مذبحة للأشجار واعتداء على طبيعة الحديقة، التي كانت متنفسا لأهالي الحي ومعلما من المعالم الشهيرة بالمنطقة. وقال "إن تلك الحقيقة الغائبة عن وعي وإدراك المسئولين بالحي والشركة المالكة، ومن قبلهما وبعدهما المستثمر الذي تعاقد مع شركة مصر الجديدة على إدارة "الميريلاند"، هي أن الحديقة التي استأجرها وتعاقد على إدارتها المستثمر ليست منشأة عادية أو مشروعا استثماريا عاديا وتقليديا، لكنها منشأة ذات طبيعة خاصة". وأوضح أنه لابد أن يتم التعامل معها على هذا الأساس، لأن هذه هى طبيعتها التي أقيمت وأنشئت من أجلها، بوصفها متنفسا لأهالي الحي والمنطقة، وتضم في جنباتها مجموعة ضخمة من الأشجار والنباتات، تشكل في مجملها مجموعة من المتنزهات ويتوسطها بحيرة كبيرة تتناثر حولها المقاعد والمظلات المتاحة للأسر والأفراد الراغبين في الاستمتاع بسحر الطبيعة وجمالها، وملحق بها مبني صغير يضم الخدمات اللازم توافرها للزائرين. وأضاف بركات أن القضية في هذا الإطار واضحة، فقد ظلت حديقة الميريلاند تؤدي دورها وتحقق الهدف والقصد الذي أنشئت من أجله في المنطقة والحي كمتنفس ومكان للتنزه والراحة لأهالي مصر الجديدة، ولكن المشكلة وقعت والخطأ ارتكب نتيجة الاختلال في الموازين الذي أصاب الكثيرين، وكان من أعراضه انتشار واستشراء الفهم الخاطئ والنظرة الخاطئة للميريلاند كمشروع استثماري تجاري يمكن أن يدر عائدا ماليا كبيرا، وليست حديقة ومتنزها ومتنفسا لأهالي مصر الجديدة. وقال الكاتب مكرم محمد أحمد - في عموده (نقطة نور) بصحيفة "الأهرام" - "إن الهجوم على المتحف الوطني في تونس، والذي أدى إلى مقتل 20 سائحا أجنبيا وثلاثة تونسيين وأحدث ضررا بالغا بالسياحة التي تكاد تكون أهم موارد تونس الاقتصادية وأكثرها إسهاما في الناتج الوطني، يثبت أن الإرهاب لا يحتاج إلى أسباب ومسوغات لتبرير جرائمه الوحشية، وأنه يضرب حيث يستطيع دون حساب، ويكاد يكون حله الأوحد إعلان الحرب عليه إلى أن يرفع راية الاستسلام". وأضاف أن أُس الفساد وسببه الأعظم الخلط بين الدين والسياسة، ورغبة الفقيه في أن يرث الحكم، وتصنيف المواطنين إلى معسكر للإيمان ومعسكر للكفر، واستباحة قتل المسلم وغير المسلم من أجل الوصول إلى السلطة، وفي الكثير من الأحيان من أجل تحصيل المزيد من الشهرة كما يفعل تنظيم (داعش) الإرهابي. وأوضح أحمد أن الجميع كان يتوقع أن تنعم تونس بقدر من الأمن والاستقرار لوجود جماعة "الإخوان" طرفا في الحكم بدعوى أن دمج الجماعة في الحياة السياسية للمجتمع هو الحل الأمثل للقضاء على التطرف والإرهاب، ومع الأسف لم يتحقق شيء من ذلك لا في مصر ولا في تونس. واختتم مكرم مقاله بقوله "صحيح أن حزب النهضة التونسي الذي يتمتع بذكاء عملي وقدرة واسعة على التكتيك والمناورة أدان بوضوح قاطع جريمة المتحف الوطني، وطالب بتشديد العقوبات على مرتكبيها، لكن القضية في جوهرها أن مرتكبي جريمة المتحف تربوا في أحضان الجماعة، وتدربوا في معسكرات داعش بليبيا، وعادوا إلى تونس لارتكاب جريمتهم".