انطلقت اليوم الأحد فعاليات الملتقى الدولي السادس للرواية العربية الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة تحت رعاية وزير الثقافة بالمسرح الصغير بدار الأوبرا. ويشارك في الملتقى الذي يأتي تحت عنوان "تحولات وجماليات الشكل الروائي- دورة فتحي غانم" مائتا ناقد وروائي من مصر والعالم، وتتواصل فعالياته عقب الافتتاح على مدار أربعة أيام بمقر المجلس الأعلى للثقافة. وقال الناقد الأدبي الدكتور صلاح فضل مقرر اللجنة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة – في كلمة الافتتاح - إن القاهرة تزدهي اليوم باسترداد عافيتها واستمرارها في دورها التأسيسي في توافق بين ملتقين احدهما شغل الدنيا وهو ملتقى دعم مصر اقتصاديا في شرم الشيخ الذي يتوافق مع ملتقى الابداع والرواية العربية، وتوازن مدهش بين المادة والروح لجسد واحد.. وأضاف :" مرتان اختل فيهما نبض الحياة في قلب مصر، الأولى التي شهدتها أجيالنا اثر النكسة السوداء عام 1967 والمرة الثانية عندما فات موعد الدورة الماضية عام 2012 لأنه كان عاما آخر أسود جربت فيه مصر حكما أسود عندما انقض على الحكم فريق لا يؤمن بنهضتها ويختطف السلطة اختطافا". وأكد أن من يتوهم أن موجات التنوير قد انتكست في أوطاننا العربية فهو لا يعرف قراءة الواقع لأن هذه الموجات مرت بثلاث مراحل كانت الأولى فيها مرحلة المبشرين بالنهضة والتقدم ودخول العصر الحديث والثانية كانت مرحلة المفكرين الذين أسسوا للنهضة والثقافة والتنوير الحقيقي. واعتبر صلاح أن المبدعين هم حملة مشعل التنوير الحقيقي الذين انتفضوا في 30 يونيو لاسترداد وجه مصر وحضاراتها، موضحا أن المبدعين هم الذين لا يكتفون بأن يعكسوا تحولات الحياة ولكنهم يساهمون في صناعتها ولا يكتفون بان يتغنون الحرية لكنهم يمارسونها ويوفروها للاخرين. وخاطب المبدعين قائلا :"أيها المبدعون أنتم أطباء أمراضنا وحماة أرواحنا وتحمون نهضة بلادنا العربية". وأكد أن هذه الدورة تدعو المبدعين إلى رسم خريطة المستقبل لاستثمار طاقة أهل الفكر والفن مثلما يجتمع أهل الاقتصاد والمال على الضفة الأخرى. من جانبها ، قالت الدكتورة زبيدة عطا مقررة اللجنة التاريخية بالمجلس الأعلى للثقافة وزوجة فتحي غانم إن الأديب لا يموت وفتحي غانم لا يزال يعيش في صفحات الرواية ومع القارىء. وأضافت أن رويات فتحي غانم عكست ما يموج في بلاط صاحبة الجلالة من أحداث، كما تنبأ بموجة الارهاب الأسود في عهد السادات. وختمت كلمتها قائلة :" كل رواية لفتحي غانم كانت تعبيرا ونبضا حيا لمصر، غانم احترم ذاته ولم يسع أو يتزلف لصاحب جاه أو سلطان". ويعد الملتقى واحدا من أهم الملتقيات العلمية المتخصصة في مجال الرواية العربية، على مستوى الوطن العربي حيث يشارك به لفيف من النقاد والروائيين من معظم البلدان العربية والغربية مثل تونس والمغرب والجزائر وأريتريا والسودان والسعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان والأردن و العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى عدد كبير من الروائيين والنقاد المصريين. وكانت الدورة الأولى قد خصصت لمناقشة موضوع "خصوصية الرواية العربية"، وأهديت إلى نجيب محفوظ بمناسبة مرور عشر سنوات على حصوله على جائزة نوبل في الأدب، وعقدت الدورة الثانية عام 2003 متأخرة عن موعدها الطبيعي بسبب الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة، وقد أهديت الدورة الثانية لاسم إدوارد سعيد، حيث عقدت عقب وفاته بفترة وجيزة. وعقدت الدورة الثالثة فى فبراير 2005 وأهديت إلى اسم الراحل عبد الرحمن منيف، وعقدت الدورة الرابعة في فبراير 2008 وحملت عنوان "الرواية العربية الآن"؛ كما عقدت دورته الخامسة في ديسمبر 2010 بعنوان "الرواية العربية إلى أين؟" وتمنح جائزة القاهرة للإبداع الروائي العربي في نهاية فاعليات الملتقى، والتي تقرر مضاعفة قيمتها المادية لتصبح مائتي ألف جنيه مصري بدلا من مائة ألف جنيه، وقد فاز بالجائزة في دورتها الأولى السعودي عبد الرحمن منيف؛ وفاز بدورتها الثانية المصري صنع الله إبراهيم؛ وكانت الدورة الثالثة من نصيب السوداني الطيب صالح بالدورة الثالثة؛ وفاز المصري إدوار الخراط بالدورة الرابعة؛ وكان آخر الحاصلين على الجائزة في عام 2010 الليبي إبراهيم الكوني. ويعلن اسم الفائز بجائزة القاهرة للإبداع الروائي العربي في دورتها السادسة خلال ختام فعاليات الملتقى مساء يوم الأربعاء الموافق 18 مارس 2015، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا. وتأتي أهمية الدورة الحالية للملتقى، والتي تحمل عنوان: "تحولات وجماليات الشكل الروائي"، كونها أول دورة تعقد بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو حيث ترصد مدى تفاعل الأدب والأدباء مع التغييرات السياسية والمعيشية التي أحدثتها ثورات الربيع العربي وما أعقبها من أحداث؛ ومدى دور المثقف في إحداث هذه التغيرات. ويتناول الملتقى عددا من الإشكاليات المتعلقة بفن الرواية العربية من خلال عدد من المحاور الرئيسية التي تناقش على مدار أيام الملتقى. وبجانب الأبحاث والمناقشات سيتم تنظيم جلسات بعنوان "شهادات وتجارب روائية" يقوم خلالها الروائي بطرح تجربته في كتابة الرواية والمعوقات التي صادفها وسبل اجتيازها. ويقام على هامش الملتقى عدد من الأنشطة المصاحبة منها: تنظيم معرض للكتاب لإصدارات وزارة الثقافة، بالإضافة إلى بعض دور النشر الخاصة؛ كما يتم تنظيم عروض سينمائية لأعمال الراحل الكبير فتحي غانم.