قال اللواء أحمد سمك عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات إن الوضع في أفريقيا وغرب آسيا يؤثر على منطقة الشرق الأوسط نظرا للتحديات السياسية التي نتج عنها زيادة في إنتاج المخدرات وتعاطيها، مشيرا إلى أن تقرير هذا العام يطالب الدول بتبني نهج متوازن بهدف تقليل المخدرات مع العمل على توفير المواد المسكنة للألم للبشر لأمراض مثل السرطان وغيره. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها اليوم في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر المركز الإعلامي للأمم المتحدة بمناسبة إطلاق التقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات. وأكد أهمية العمل على زيادة التوعية لدى الشباب الذين يعانون من مشاكل اقتصادية تؤدي إلى تعاطيهم المخدرات، لافتا إلى ظهور مشكلة جديدة وهي أن بعض الدول أصبحت تتيح المخدرات للترفيه وهذا يخالف الاتفاقيات الدولية الثلاث الصادرة عام 1961 و1972 و1988 والتي تعمل على جعل الإنسان يتصرف بحرية والحفاظ على صحته من أجل مستقبله وأسرته. وأضاف أن فيينا سوف تستضيف في 9 مارس الجاري اجتماعات للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات وهذا للإعدد لقمة الأممالمتحدة الاستثنائية حول مشكلة المخدرات المقرر عقدها في نيويورك عام 2016. وبدوه قال مسعود كريمي المدير الإقليمي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالجريمة والمخدرات أن المكتب يعمل على توفير المساعدات الفنية للدول الأعضاء لتعزيز قدراتها لمكافحة شبكات الجريمة المنظمة خاصة الإتجار بالمخدرات والبشر، مشددا على أهمية تعزيز التعاون بين الدول لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة الحدود والقارات. وأفاد بأن شبكات الجريمة المنظمة تجني أرباحا وأموالا تستخدمها في تقديم الرشاوي والتواصل مع شبكات الإرهابيين لمساعدتهم على مسارات مرور الشحنات وتستغل مواطن الضعف في الحدود، مضيفا أن المكتب يقدم المساعدة للدول الأعضاء لمراقبة الحدود بسبب عدم القدرة على حماية الحدود التي تمتد آلافا من الكيلومترات في مناطق نائية وصحراوية. وأوضح كريمي أن المكتب تبني برنامجا لرصد الحاويات لمكافحة المخدرات في ضوء صعوبة مراقبة 750 مليون حاوية سنويا أي 90 في المائة من التجارة العالمية ولا يتم تفتيش منه سوي 2 %، مشيرا إلى استحالة تفتيش كل الحاوية مما يتطلب دعم الدول من خلال توفير المعلومات الاستخبارية والتكنولوجيا لرصد الحاويات التي قد تحتوى على مواد غير قانونية. وأضاف أن المكتب نجح في المساعدة على ضبط 101 طن من الكوكايين و9ر2 مليون طن من الهيروين و59 طنا من القنب و1274 طنا من السلائف في غرب أفريقيا وغيره من الضبطيات من المواد المزيفة والحيوانات النادرة والسجائر والتبغ وذلك على مستوى العالم. وتابع أن المكتب تبني برنامجا آخر للاتصالات عبر المطارات وذلك بالتعاون مع الانتربول ومنظمة الجمارك العالمية بهدف التصدي للشبكات غير المشروعة التي تروج المخدرات وغيرها؛ فضلا عن التعاون مع جامعة الدول العربية في إجراء دراستين هذا العام في مجال المواد الأفيونية وهما: تقرير عن الطريق الجنوبي وتقرير عن المواد الأفيونية في أفريقيا. ومن جانبه، قال اللواء حلمى عبد العزيز من مكتب مكافحة المخدرات في مصر إنه يتم شن حملات لمكافحة المخدرات بالتعاون مع قوات حرس الحدود والقوات الجوية خاصة في مواسم إنتاج البانجو في سيناء والتي نتج عنها نتائج مذهلة، مشيرا إلى أن أنواع المخدرات الموجودة في مصر هي: الحشيش المغربي الذي يأتي من الحدود الغربية من دول المغرب العربي خاصة المغرب. كما يتم تهريب الحشيش اللبناني من الحدود الشرقية عن طريق ميناء نوبيع والمنافذ غير الشرعية في البحر الأحمر وخليج العقبة بينما هناك الحشيش الأفغاني والباكستاني والذي يتم تهريبه بكميات قليلة ونادرة عن طريق الحدود الجنوبية وسواحل البحر الأحمر نظرا لعدم وجود سوق لهما في مصر. وأفاد بأن الحشيش يأتي في المرتبة الثانية في مصر حيث يأتي عن طريق دول مختلفة من بينها ليبيا التي يستغلها المهربون في العامين الماضيين بسبب عدم السيطرة على الحدود ويتم نقله من خلال المراكب، مشيرا إلى ضبط 100 طن من الحشيش بالقرب من البحر المتوسط وذلك بالتعاون مع السلطات الأسبانية والفرنسية والإيطالية والأمريكية العام الماضي. وذكر أن المخدرات الأكثر انتشارا هي العقاقير المؤثرة النفسية التي لا تستخدم لأغراض العلاج مثل الترامادول والتي تأتي من الهند عن طريق الحاويات، مضيفا أنه تم إدراج ترامادول ومشتقاته في مصر على جدول 1 للمخدرات مثل الهيروين وغيره مما أدي إلى انحسار تواجده في مصر حيث بلغ عدد ما ضبط منه 157 مليون قرص عام 2014 بالمقارنة ب 435 مليون قرص عام 2012. كما يتم تهريب الهيروين من شرق آسيا عن طريق ميناء نوبيع والمنافذ في البحر الأحمر والكوكايين الذي يأتي من أمريكا اللاتينية ويتم تهريبه من نويبع وقد تم ضبط 500 كيلو من الكوكايين وذلك بالتعاون مع السلطات الأسبانية. ونوه إلى أن الإدارة نجحت في ضبط 919ر395 ألف كيلو من البانجو، و13ر705 فدان من الخشخاش (شجرة الأفيون) و316ر159 مليون قرص، و5454 كيلو حشيش، و613 كيلو هيروين و99 كيلو أفيون، و54ر527 كيلو من الكوكايين.