توقعت دراسة بحثية أعدّها قسم الأبحاث في مؤسسة “,”أورينت بلانيت“,” أ ن تواصل منطقة الشرق الأوسط الحفاظ على مكانتها باعتبارها القوة الأبرز عالميًا على مستوى الطاقة على الرغم من تطوير الشركات الأمريكية حلولاً تكنولوجية حديثة تستهدف زيادة إنتاج النفط واكتشافات الغاز الصخري في الأمريكتين. وأشارت الدراسة إلى التأثير الكبير الذي سيشهده الاقتصاد العالمي والأمن النفطي إزاء التغيرات المحتملة في سلسلة توريد النفط العالمية، غير أنها تؤكد أن ذلك لن يُنحي منطقة الشرق الأوسط عن مكانتها كإحدى أهم رواد قطاع النفط والطاقة باعتبار أنها تمتلك أكبر مخزون احتياطي من النفط في العالم بنسبة 66% من إجمالي احتياطات “,”منظمة الدول المصدرة للبترول“,” (أوبك). كما ذكرت أن المنطقة لم تقم حتى الآن بتسخير كامل قدراتها الإنتاجية من احتياطات النفط الهائلة، حيث إنها تمتلك القدرة على زيادة الإنتاج النفطي لتلبية الطلب العالمي المتنامي خلافًا لسائر الدول المنتجة الأخرى التي وصلت أو تكاد تصل إلى مستوى الذروة في الإنتاج. وتشير دراسة “,”أورينت بلانيت“,” إلى التقرير الحديث الصادر مؤخرًا عن “,”الوكالة الدولية للطاقة“,” ( IEA ) والذي أثار جدلاً واسعًا ضمن أسواق النفط العالمية وردود فعل متباينة بين أوساط أبرز الجهات المعنية بهذا القطاع الحيوي.. إذ يفيد التقرير بأنّ طفرة إنتاج النفط في أمريكا الشمالية ستمثل نقلة جذرية بالنسبة للسوق العالمية خلال السنوات الخمس المقبلة. وأضافت الدراسة توقعاتها بتصدّر الولاياتالمتحدة قائمة الدول المنتجة للنفط في العالم بحلول العام 2017، أي بعد أربع سنوات فقط، متفوقة بذلك على كل من المملكة العربية السعودية وروسيا.. ويؤكد على تأثير ذلك على العائدات النفطية في السوق الشرق أوسطية. وأكد نضال أبوزكي، مدير عام شركة “,”أورينت بلانيت“,” أنّ نسبة الصادرات النفطية من الشرق الأوسط إلى الولاياتالمتحدة مازالت أقل مما هو متوقّع، بما نسبته 16% فقط من إجمالي الواردات الأمريكية. وقال إنه وفقًا ل“,”إدارة معلومات الطاقة الأمريكية“,”، وهي الوكالة الرئيسية للإحصاء والتحليلات التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية، استوردت الولاياتالمتحدة ما يصل إلى 58.2% من البترول والنفط الخام في العام 2007، منها 16.1% فقط من دول مجلس التعاون الخليجي، في حين استحوذت الدول في الغرب على 49% من الواردات النفطية الأمريكية، مقابل 21% للدول الإفريقية. وترأست كندا قائمة الدول المصدّرة للنفط إلى الولاياتالمتحدة في العام نفسه بنسبة 18.2%، تلتها المكسيك بنسبة 11.4% والسعودية في المرتبة الثالثة بنسبة 11%. في الوقت الذي تتوقع فيه “,”الوكالة الدولية للطاقة“,” أن ينخفض اعتماد الولاياتالمتحدةالأمريكية تدريجيًا على الواردات النفطية وأن تكون مكتفية ذاتيًا، فإنها ترى أيضًا بأن استهلاك الدول الآسيوية من الإنتاج النفطي لدول مجلس التعاون الخليجي سيصل إلى نحو 90%. وعلى وجه التحديد، ستكون الاقتصادات سريعة النمو في كل من الصين والهند أسواقًا رئيسية، حيث من المتوقع أن ترفع الطلب بشكل كبير على النفط، علاوة على ذلك، في ظل النمو والازدهار الاقتصادي السائد في بقية أرجاء القارة الآسيوية، فعلى الأرجح أن يسجل مصدرو النفط العرب ارتفاعًا كبيرًا في العائدات النفطية بالتزامن مع قيامهم بتعزيز حضورهم عبر أسواق شرق آسيا. وأشارت الدراسة إلى أنّ استهلاك الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ارتفع بما يزيد عن 40% ما بين عامي 2000 و2010، مع تمتع السعودية بحصة الأسد من الاستهلاك النفطي خلال تلك الفترة، إنّ تحقيق النمو والازدهار الاقتصادي على المدى الطويل سيكون كفيلاً برفع معدلات الطلب على النفط على المدى البعيد. وجاءت قطر بنهاية العام 2012 في المركز الثالث عشر عالميًا من حيث الاحتياطات النفطية المؤكدة، حيث لا تزال الدولة موردًا عالميًا رئيسيًا للنفط، كما تحتل قطر المركز الثالث عالميًا من حيث حجم الاحتياطات من الغاز الطبيعي، وتعتبر أيضًا أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم. وتشهد الكويت، رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، أيضًا مرحلة من النمو والازدهار، حيث يبلغ حجم الإنتاج المحلي اليومي من النفط 3.1 مليون برميل، مقارنةً بحصتها المقدرة بنحو 2.2 مليون برميل يوميًا. ومن جهة أخرى، تعتزم البحرين ضخ استثمارات كبيرة بقيمة 15 مليار دولار في قطاع النفط والغاز خلال العقود الثلاثة المقبلة. وتفيد دراسة “,”أورينت بلانيت“,” بأنّ الإمارات برزت باعتبارها الدولة السبّاقة في المنطقة التي تصل إلى مستوى جديد من التميز على صعيد مشاريع الطاقة، حيث أعلنت في العام 2009 عن سلسلة من الخطط الاستراتيجية الرامية إلى تطوير “,”برنامج الطاقة النووية السلمية“,”، وتم توقيع عقد بقيمة 20 مليار دولار أمريكي مع اتحاد يضم عددًا من كبرى الشركات الكورية الجنوبية لبناء 4 مفاعلات بسعة إجمالية تبلغ 5.6 جيجاوات. 800x600 Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA