يحصل كثيرًا أن ترفضي الدعوة للمشاركة في مأدبة إفطار، بسبب الحيوية الزائدة التي يتمتع بها طفلك، وعجزك عن السيطرة عليه؟ عليك سيدتي أن تعلمي أن من الضروري جدًا أن تعوّدي طفلك منذ الصغر على الالتزام بقواعد وأصول تلبية الدعوات وكيفية التصرّف عند تناول الطعام، حتى يصبح الأمر بديهيًا بالنسبة إليه عندما يكبر، ولا يعرّض نفسه لمواقف محرجة... إليك بعض الإرشادات التي لا بدّ من التقيّد بها إذا قررت تلبية بعض الدعوات برفقة طفلك.. الأطفال في الأماكن العامة: من الأفضل أن تصطحبي ابنك إلى الأماكن العامة، حتى لو كان مشاغبًا وتصعب السيطرة عليه، شرط أن تبقي عينك عليه طوال الوقت، وإخباره بالخطأ والصح أثناء التجربة. فمن المهم أن يعيش الطفل التجربة حتى يكتسب المهارات الاجتماعية، ويتمتع بالخبرة الكافية لإجادة التصرف في العديد من المواقف التي قد تواجهه لاحقًا خلال مراحل نموّه. إتيكيت اصطحاب الأطفال في الزيارات: عليكِ أن تتذكري أنك لم تعودي عزباء، وأن شخصًا جديدًا أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتك، وهو طفلك الصغير، بالإضافة طبعًا إلى زوجك. لكن الامومة لا تعني أبدًا أنه ينبغي عليك أن تتخلّي عن كل نشاطاتك الاجتماعية، بل كل ما عليك فعله، هو أن تعلّمي طفلك كيفية التصرّف بلباقة خلال الزيارات الاجتماعية التي يرافقك فيها. ومنها: - إلقاء التحية على المضيفة وأفراد أسرتها عند دخول المنزل. - عدم تحريك التحف والأواني التي سيجدها في منزل المضيف، والجلوس بشكل مهذّب على المفروشات، وطلب الإذن قبل الإمساك بأي شيء أمامه. - عدم التردد في مشاطرة أبناء المضيفة اللعب، ففي ذلك تأكيد لشعوره بالأمان والرضى في منزلها، وشعوره بالمودة تجاه أبنائها. - عدم مقاطعة أحاديث الراشدين، أو طلب مغادرة المنزل قبل الأوان. - الالتزام بالوقت الذي تحدده المضيفة لتناول الطعام، وعدم الاعتراض على الأصناف المتوفرة على طاولة السفرة أو طلب أصناف أخرى. - الطلب والشكر: هناك عبارتان سحريتان، هما "من فضلك" عند طلب شيء، وكلمة "شكرًا" عند إنجاز الطلب. احرصي على أن يجيد طفلك قول هاتين العبارتين في مختلف الظروف، حتى تصبحا بمثابة عادة لديه، ما يجعله ذا شخصية جذّابة، يحبّها الآخرون ويقدّرونها. وأفضل طريقة لحثّ الطفل على استعمال هاتين العبارتين، هي في أن تخاطبيه بهما، إذ يجب على كل شخص أن يشعر بالتقدير عند القيام بأي شيء من أجل الآخرين وحتى لو كان هذا الشخص طفلًا، وكلمة "شكرًا" هي أفضل الطرق للإعراب عن الامتنان والعرفان، والأفضل منها عبارة "من فضلك" التي تحوّل صيغة الأمر إلى طلب، وتنطوي على معنى الاختيار. - الألقاب: الطفل الصغير لا يبالي بمناداة مَن هم أكبر منه سنًا بألقاب تأدّبية تسبق أسماءهم لأنه لا يعي ذلك في سنّ مبكرة ولا يحاسَب عليه، ولكن عندما يصل إلى مرحلة عمرية ليست متقدمة بالدرجة الكبيرة، لا بد من تعليمه كيف ينادي الآخرين باستخدام ألقاب تأدبية لأن عدم الوعي سيُترجم بعد ذلك إلى قلة الأدب. - آداب المائدة: آداب المائدة للكبار هي نفسها للصغار باستثناء بعض الاختلافات البسيطة، ومنها، تعليم الأطفال التزام الصمت على مائدة الطعام بدون التحرك كثيرًا أو إصدار الأصوات العالية. عليك أيضًا أن تلفتي نظره إلى ضرورة أن ينتظر موعد الإفطار، وألا يطلب الطعام قبل ذلك، لتشجيعه على تحمّل الجوع وتقدير مشاعر الآخرين.