مشهد تكرر كثيرًا خلال السنوات الأخيرة بقرية برج مغيزل بكفر الشيخ، وخاصة عقب ثورة 25 يناير حينما كان يتم القبض على الصيادين المصريين بليبيا وتونس واليمن واحتجاز مراكبهم، وهو مشهد الفرحة بالقرية عقب الإفراج عن الصيادين، ولكن هذه المرة كان لها طعم ومذاق آخر نظرًا لاشتعال الصراع والحرب الدائرة بين الأطراف المتناحرة واستهداف المصريين بعد دخولهم طرف الأزمة رغماُ عنهم. احتفلت قرية برج مغيزل، مساء أمس السبت، بعودة 7 من أبنائها الصيادين الذين بعد فترة احتجاز أقرب للاختطاف في ليبيا منذ أكثر من 4 أشهر. فرحة العودة للأهل والديار بعد المعاناة والرعب كانت بارزة حيث خرجت القرية المنكوبة بالأحزان بسبب كثرة الحوادث المتعاقبة على أهالي القرية لحظة وصول الصيادين إلى القرية كانت فرحة عارمة والتقينا بهم ليروا المعاناة التي تعرضوا لها طوال فترة احتجازهم. يقول محمد صبحى داود أحد الصيادين العائدين:"تم القبض علينا منذ اربعة اشهر ونصف خلال قيامنا بالصيد داخل المياه الاقليمية الليبية من قبل حرس السواحل الليبي بميناء زوارة وتم احتجازنا فيها لمدة 40 يوما ثم تم ترحيلنا إلى مصراته ومنها إلى طرابلس ثم عدنا إلى مصراته مرة أخرى وتم ترحيلنا في حراسة أمنية مشددة إلى الحدود التونسية وتم نقلنا جوا إلى مصر. ويضيف صبحى داود والد محمد والذي عاد من جلسة الغسيل الكلوي قبيل وصول ابنه بدقائق قليلة: "حياتنا هي البحر ولى ابن آخر في البحر حاليا يقوم بالصيد". وأشار زميله عبدالقادر محمد إلى أن الليبيين عاملوهم طوال تلك الفترة بصورة حسنة عدا بعض المواقف المحدودة ومنها الاستيلاء على جميع متحلقاتهم بطرابلس مضيفًا أنه سيعود للصيد مرة أخرى لأنه المصدر الوحيد للرزق الذي ينفق منه على اسرته ويسلاد محمد محمود أحمد أحد العائدين معاناته قائلا: كنا نصطاد الاسماك في المياه الدولية واضطررنا إلى اللجوء للمياه الاقليمية الليبية عقب تعرضنا لنوه ورياح شديدة..وفور دخولنا المياه الليبية اطلق علينا حرس الحدود الليبي النيران وقام "ريس" المركب بأنزال الصيادين إلى الثلاجة بقاع مركب الصيد لحمايتهم ولم يتبق على ظهر المركب سوى انا وريس المركب لنتحكم بها واصبت بطلق ناري في الذراع اليسرى والقى القبض علينا وتم اقتيادنا لميناء زوارة وبدأت معاناتنا في ظل غياب الاتصالات الدبلوماسية مع الجانب الليبي وتعددت الجهات المسيطرة على المناطق الليبية. وأشار أحمد إلى أن المعاملة تحسنت تجاههم منذ قيام القوات المصرية بضرب معاقل جماعة داعش. والتقطت اطراف الحديث الحاجة سعيدة والدة محمد محمود قائلة انها لن تسمح لولدها محمد بالصيد مرة أخرى بعيدا عن السواحل المصرية خاصة وانه ابنها الوحيد ولا يوجد عائل لها ولأسرته الصغيرة غيره.