سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مخترعون تحت الطلب (2).. عباقرة مصر يهاجمون "التربية والتعليم": المناهج الدراسية من مخلفات العصور الوسطى والتعهدات بتطويرها "فقاعات هواء".. والخبراء: نضع نظريات تشجع الابتكار وتطبيقها يحتاج لوقت
عندما يطل علينا أحد عباقرتنا من المخترعين الصغار أو الكبار على صفحات إحدى الصحف أو الفضائيات نتخيل أن مشوارهم بدأ منذ تلك اللحظة، متغافلين المراحل المبكرة التي مروا بها في طفولتهم وتعليمهم وما إذا كان التعليم بمنظومته الحالية قد أفادهم وأثر فيهم وحرك مهاراتهم ونمى ملكات الابتكار بداخلهم، أم أنهم اعتمدوا على أنفسهم وطوروا مداركهم بوسائل بديلة أغنتهم عن مناهج تصيب تفكيرهم بالجمود، وقد اشتكى عدد من هؤلاء المخترعين من تخلف المناهج الدراسية، بل والبيئة التعليمية بأكملها التي عفى عليها الدهر وتطور بسرعة "السلحفاة" ما يؤخرنا عن ركب الاختراعات مئة عام أو يزيد. في البداية يدلي العبقري "طارق محمود" والذي حصل على الدكتوراه الفخرية وهو لم يتجاوز العشرين من عمره بعد، بشهادته عن حياته التعليمية وكيف نجا من جمودها بطوق نجاه اسمه المراكز الاستشكافية، قائلا ل"البوابة نيوز" إنه بدأ تعليمه العام مثل أي طفل يدخل المرحلة الابتدائية ولم يكن تبدو عليه أي مظاهر للنبوغ أو العبقرية، لكن والديه اكتشفا لديه ميل لفك وتركيب الأشياء خصوصا المعقدة ولفعل أشياء تبدو بعيدة عن عمره العقلي ولا يفعلها أقرانه في مثل سنه، فساعداه على تنمية مواهبه من خلال الكتب العلمية والثقافية، لأن المناهج التعليمية وبيئة التعليم في مصر متخلفة وتصيب الطالب بالجمود العقلي إذ تربيه على الحفظ والتلقين ومن ثم تقتل عقله ومهارات الابداع فيه. وأبدى "محمود" دهشته مما يدرس في مناهج التربية والتعليم خاصة في المرحلة الثانوية ومن قبلها الاعدادي فتصر على تدريس نظريات تجاوزتها الدول المتقدمة، موضحا أننا مازلنا ندرس نظريات التطور لداروين بينما هناك نظريات عن الأكوان الموازية. وطالب المخترع "طارق محمود" بالكف عن ترديد النغمة القديمة والتي لا نمل منها وهي تطوير التعليم، فلا التعليم تطور ولا نحن واكبنا الدول الأخرى في تطبيق اختراعاتنا ولولا الجهود الفردية لنوابغ مصر ما استطاع أحدهم الافلات من حظيرة التعليم المصري بتخلفه. ويأتي كلام المخترع "يوسف محمد" مؤيدا لشهادة سابقه، موضحا أنه حتى أنهى دراسته في المرحلة الثانوية كان لا يشعر بأي اختلاف بينه وبين زملائه إلا في أنه محب للاستطلاع وللاكتشاف، وبدأ يقرأ الكتب الثقافية والعلمية ويطلع على الموسوعات ويتابع الإنترنت واختراعات عباقرة الغرب خاصة الشباب مما زاد حماسه لتطوير مهاراته ووضع أفكاره في قالب عملي بدأ ينفذه في شكل اختراع يستفيد منه ويفيد بلده. وأشار "يوسف محمد" إلى أن مناهج التعليم التي نتباهي بها ويتغنى بها وزراء التربية والتعليم المتعاقبين ونظام الثانوية العامة التي يسعون جاهدين لتغييره وكأنه إنجاز العصر ماهي إلا مخلفات العصور الوسطى فمازلنا ندرس فيزياء 2 وفيزياء 3 بينما في أوربا وصلوا إلى فيزياء 5 ومناهجهم تجاهلت تماما ملكات الحفظ وركزت على تطوير مهارات الابتكار والاختراع ومبادئ التحليل.