كل قلب مغلق على حكاية.. وفى بيت القاصرات ودور الأيتام كل حكاية أقرب إلى الخيال، قصص تصلح أن تصبح أفلاما ومسلسلات، فهى لا تخلو من الألغاز والاكشن والغموض، ورغم ذلك يكملن الحياة بحلوها ومرها، فهن يعلمن أنه لا مهرب من القدر، بعضهن تعرف قليلا عن أصلهن، وكان ذلك كافيا لهن ولكن البعض سعى ليعرف أكثر ولكن شيئًا واحد اتفقن عليه أن حياتهن الآن أفضل. تروى لنا "م. ح" قصتها، فتقول: نعم أشعر بالنقص وأشعر بخيبة الأمل كثيرا، ثم أعود وانفض عن نفسى تلك الأحاسيس السلبية، فأنا جزء من حكايات عدة، فالإنسانة التي هي من المفترض أمى، تركتى في أقرب فرصة سنحت لها، لم تستطع أن تواجه بى الناس، فقد كانت تعمل ممرضة، وفى أحد دول الخليج تعرفت على رجل مصرى مقيم هناك، وتزوجته عرفيًا وحينما حملت وطالبته بالزواج الرسمى تنكر لها، وما كان أمامها إلا أن ترجع مصر، ولكنها أخفت عن أهلها كل ما حدث، وعند عودتها لم يعلم أحد بذلك، فأقامت بشقة بمفردها في القاهرة بعيدًا عن بلدتها، وبعد أن وضعت ظللت بصحبتها عدة أيام، حتى حان الوقت الذي يحب أن تعود فيه لأهلها؛ ولكن بالطبع من دونى، فاتفقت مع إحدى جارتها أن تربينى مقابل مبلغ مالى ترسله لها شهريا، على أن تعود لرؤيتى من آن لآخر، وبالفعل سرى الاتفاق لعدة شهور وامتنعت أمى عن إرسال النقود ولم تكن الجارة تعرف لها عنوانا، ولم يكن أمامها إلا أن تضعنى هي الأخرى في أحد دور الرعاية، وكانت تلك الرواية التي حكتها للدار ولقسم الشرطة الذي سلمنى، وبررت تسليمى للدار بأنها لا تعرف عن أهلي شيئًا وليس لى شهادة ميلاد، وبعد شهور صرت جزءًا من الدار التي استخرجت لى شهادة ميلاد، وعلمتنى حتى صرت الآن طالبة بالفرقة الثانية بكلية الأداب، وكل ما أتمناه أن أعمل وارتبط بإنسان طيب لا يعايرنى بأصلى وأبى الذي نكرنى وأمى التي تركتنى!