الثلاث بدأن حياتهن كمشتركات في برامج الهواة، «ستوديو الفن»، «ليالى لبنان»، وكذلك احترفن الغناء باللهجة اللبنانية واللون الجبلي، إضافة إلى تقارب السن وفترة صعودهن في نهاية الثمانينيات، استمرت نجوى كرم في غناء المواويل الجبلية اللبنانية، واتجهت ديانا حداد إلى ملامسة اللهجة الخليجية، بينما فضلت نوال الزغبى الغناء في جميع الاتجاهات فيما بعد. نجوى كرم، تلقب ب«شمس الأغنية العربية»، بسبب أغنيتها «شمس الغنية» التي استندت عليها طوال مسيرتها للتدليل على تفوقها ونجوميتها، رغم أنها لم تقدم دليلا على تصنيف «العربية» في مسيرتها، لرفضها وشبه عنصريتها تجاه اللهجات العربية الأخرى، خاصة أنها تفضل اللون الشعبي أكثر من البوب اللبنانى الحالي، إضافة إلى افتقار أغانيها للتنوع الموسيقي، واستمرت كمؤدية للمواويل بنفس الإيقاعات والموسيقى، والأمر يلقى إعجابا لدى قطاع عريض من الجمهور اللبناني، في مقابل قطاعات أقل خارج لبنان، من غير المهتمين بالفلكلور اللبنانى من الأساس، خاصة عندما يقدم كما هو دون تجديد كما تفعل هي. في المقابل، رغم انتهاج ديانا حداد نفس نهج نجوى كرم، إلا أن أغانيها لاقت انتشارا وجماهيرية أكثر، فصوتها الأقل حدة والأكثر حيوية من نجوى، بجانب التجديد الموسيقى، والميل تجاه الشعبية والبوب والخليجى والراى وأخيرا المصري، الذي ضمن لها أن تكون في دائرة المنافسة حتى الآن. 15 ألبوما ل«ديانا» قسمت جماهيريتها بحسب المناطق الجغرافية التي لاقت فيها نجاحها، على سبيل المثال انتشار أغانى ألبومها «أمانيه»، و«شاطر»، «ديانا 2006»، خاصة أغانى «أمانيه»، التي لاقت جماهيرية واسعة في مصر وصلت إلى حد حضورها القوى في الأفراح، رغم مذهبها اللبناني، بجانب «ماس ولولى» مع الشاب خالد، و«زى السكر» قبل أن تعود بمغازلة الجمهور المصرى صراحة في أول أغنية باللهجة المصرية وموجهة بلهجتهم «حبيبى مصرى»، وكذلك الجمهور الخليجى في آخر ألبوماتها «يا بشر». الأمر مختلف كليا لدى نوال الزغبي، فنجمة التسعينيات، من أهم رواد ثورة البوب في الأغنية العربية بشكلها الحديث، أسهمت في نقلها إلى لبنان، والتأثير في مصر، الأغنية العاطفية الخفيفة بالموسيقى الإلكترونية الشهيرة في التسعينيات، وكذلك ثورة الكليبات، وبدء اختلاط البوب المصرى باللبناني، وغياب الحاجز النفسى بين جمهور الإثنين. نشاط نوال وحيويتها ساعداها في التخلص من عقدة ديانا ونجوى مبكرا، فلم تلبث في الثوب الشعبى كثيرا، واتجهت مبكرا إلى السوق المصرية بألبومات «ما ندم عليك»، و«مالوم»، و«الليالى»، بعد أن عرفت المطربة الشابة في أغنية «مين حبيبى أنا»، مع وائل كفوري، إلى أن استطاعت كليباتها في تلك الفترة أن تجد مكانها في ذاكرة الجمهور الشاب، التي أصبحت مصدرا من مصادر الحنين إلى التسعينيات الآن. أغانى «على دلعونا»، و«الليالى»، و«طول عمرى»، و«قلبى دق»، إلى «اللى اتمنيته» في 2002، لاقت انتشارا واسعا ومنافسة للمطربين والألبومات المصرية، حتى زاحم نوال في مكانتها جيل جديد وكبير عددا من اللبنانيات مع بداية الألفية، وظلت محافظة على معادلتها بالأغنية الشاملة الصالحة لمعظم الفئات الجماهيرية العربية في ألبوماتها الحديثة مثل «ياما قالوا»، «عينيك كدابين»، «خلاص سامحت»، و«معرفش ليه» الذي أطلقت فيه أغنية «هنا القاهرة»، ومؤخرا اختبرت نوال نجوميتها، واطمأنت عليها بأغنية «ولا بحبك» التي أظهرت رغبة نوال في استعادة القمة من جديد، بالعودة إلى السوق المصرية. من النسخة الورقية