يعرف الإحتباس الحراري على أنّه ارتفاع بشكل تدريجي في درجات الحرارة في الغلاف الجوّي للارض في الطّبقة السّفلى، نتيجة الارتفاع المتزايد في إنبعاث الغازات الدّفينة أو غازات الصوبّة الخضراء مثل غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وغاز أوكسيد النيروز، وغازات الكلوروفلورو كربون، وغاز الأوزون الموجود في طبقات الجو السّفلي وأوّل من أطلق مصطلح الإحتباس الحراري هوالعالم الكيماوي السويدي الأصل (سفانتي ارنيوس ) عام 1896 م. ♦ أسباب الإحتباس الحراري: الأسباب الطبيعيّة مثل تصاعد الحمم البركانيّة، والملوّثات العضويّة، والحرائق النّاتجة عن الغابات. الأسباب الصناعيّة: نتيجة ما يقوم به الإنسان من نشاطات على الأرض مثل احتراق الوقود الأحفوري من نفط وغاز طبيعي والفحم التي تستخدم كمصدر رئيسي للحصول على الطّاقة مما أدّى إلى ارتفاع متزايد في درجات الحرارة على سطح الأرض والطّبقة السفليّة من الغلاف الجوي. لذلك حذر العلماء من أن تسارع الاحتباس الحراري سيهدد الإنتاج الزراعي العالمي خلال العقود المقبلة، وإعتبر البعض منهم أنه لا بد من إجراء تغيرات جذرية في المجتمع لمواجهة هذا التهديد. جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (إيه.إيه.إيه.أس)، الذي أقيم في سان خوسيه (كاليفورنيا). وقال مدير المختبرات الوطنية الأمريكية للزراعة والبيئة، جيري هاتفيلد: "من الممكن توفير القوت للعالم برمته بحلول عام 2050، لكن لا بد أولًا من التخفيف من تداعيات التغير المناخي على الإنتاج الزراعي". وأضاف: "ينبغي مضاعفة الإنتاج الغذائي في السنوات الخمس والثلاثين المقبلة؛ لتأمين الغذاء لتسعة مليارات شخص في عام 2050، في مقابل سبعة مليارات اليوم، وتوازي هذه الزيادة إجمالي المواد الغذائية التي أنتجت عالميًا منذ خمسة قرون". وأشار هاتفيلد إلى أن "التقلب الشديد في التساقطات في الأراضي الزراعية الكبيرة في الولاياتالمتحدة مثلًا وتفاقم الجفاف وارتفاع الحرارة؛ كلها عوامل تؤثر على المحاصيل الزراعية، ما يتطلب تدابير للحد من الاحترار"، موضحًا أنه "من المتوقع أن تستمر الأراضي في التدهور من كثرة استغلالها". وتابع جيري هاتفيلد بقوله: إن "الجفاف هو أكبر تهديد يحدق بالأمن الغذائي، أقله في وسط غرب الولاياتالمتحدة"، الذي يعد مخزن الحبوب في البلاد، لافتًا إلى أنه من "المرجح أن تشهد السهول الأمريكية الكبيرة موجات جفاف في القرن الحادي والعشرين أسوأ بكثير من سابقاتها، بحسب ما توقع علماء آخرون في اليوم الأول من المؤتمر، حيث تستند تحليلاتهم إلى 17 نموذج محاكاة معلوماتي عن تغير المناخ". وذكر أن "التغير المناخي يحصل بسرعة جد كبيرة بحيث نواجه وضعًا لا مثيل له في تاريخ البشرية ولا خبرة سابقة لنا في التعامل معه"، مشيرًا إلى أنه "إذا تمكنا من التخفيف من الاحترار من خلال التخفيض من الانبعاثات، سيتسنى لنا مزيد من الوقت للبحث عن حلول"، مستبعدًا حدوث أمر مماثل في ظل عدم توافق المجتمع الدولي على التدابير الواجب اتخاذها لمكافحة التغير المناخي.