تساهم الزراعة والإنتاج الغذائي بنسبة 29 في المئة من إنبعاثات غازات الدفيئة التي تتسبب في ظاهرة الإحتباس الحراري، وفقا لعلماء المجموعة الإستشارية للبحوث الزراعية الدولية. في هذا الشأن، تجدر الإشارة إلي أن تغذية سكان العالم تعني حاليا إطلاق حتي 17.000 ميجا طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، كل سنة، حسب البيانات التي أصدرها برنامج بحوث التغيير المناخي والزراعة والأمن الغذائي التابع للمجموعة الإستشارية للبحوث الزراعية الدولية، في مدينة كوبنهاجن في 31 أكتوبر الماضى. كما أفادت البينات أن إرتفاع درجات الحرارة في العالم وكذلك تغيير نظام الإمطار، سوف يؤثران علي إنتاج أغذية مثل الذرة والأرز والقمح. وتشير التقديرات إلي التغيير المناخي سوف يتسبب في أضرار بنسبة 13 في المئة من الأراضي الزراعية في الدول النامية بحلول عام 2050. وتأتي هذه المعلومات ضمن دراسة حول إعادة ضبط الإنتاج الغذائي في العالم النامي: الإحترار المناخي سيغير أكثر من مجرد المناخ.. التي أعدها الباحث فيليب ثورنتون، وتحليل "التغيير المناخي وأنظمة الأغذية، من إعداد الباحثة سونيا فيرمولين وفي مقابلة أجرتها وكالة إنتر بريس سيرفس مع كل من الباحثين، أجاب فيليب ثورنتون علي سؤال عن ماهية التحذيرات التي تتضمنها هذه الدراسات، قائلا أن المضمون العام هو أن التغيير المناخي يمكن أن يسفر عن تأثيرات هامة على الزراعة في البلدان النامية، لكن هناك الكثير مما يمكن عمله لتخفيف العبء على صغار المنتجين. "لا بد من العمل الآن وعلى العديد من المستويات، ليس فقط في مجال التكيف والتأقلم (علي هذه التأثيرات) وإنما أيضا لتخفيف وقع (التغيير المناخي). هناك مجموعة كبيرة من التدابير التي يمكن أن تخدم كل من التكيف والتخفيف". وعن التداعيات التي يكن أن يترتب عليها ذلك علي التغذية البشرية، قال الباحث أنه من الممكن أن تؤثر بصورة جوهرية علي تكلفة مختلف مصادر السعرات الحرارية والبروتينات. ففي الدول الصناعية، يجب النظر في خفض الإستهلاك المفرط من الأغذية وحل قضية النفايات كوسيلة للمساهمة في تقليص نسبة الإنبعاثات. أما الدول النامية، فينبغي التفكير في كيفية مساعدة المنتجين علي زراعة أنواع جديدة من المحاصيل، بغية تنويع مصادر الغذاء في حالة الضرورة، وفقا للباحث. وبدورها أجابت الباحثة سونيا فيرمولين علي سؤال بشأن إنبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة الزراعية والإنتاج الغذائي، شارحة أنها تتضمن كافة الأنشطة ذات الصلة، من الأسمدة إلي التوزيع إلي التسويق مرورا بالإستخدام المنزلي والنفايات. وأفادت أن هناك تفاوت كبير من البلدان في مجال هذه الإنبعاثات، لكن الواقع هو أن إنتاج الأغذية يساهم بنسبة تتراوح بين 19 في المئة و 29 في المئة من هذه الإنبعاثات. وأضافت أن الواقع أيضا هو أن المصدر الأكبر هو قطاع الطاقة، وأن جزء هام من تأثيرات الزراعة والإنتاج الغذائي يترتب بدوره علي الطاقة التي تستهلكها هذه الأنشطة والممارسات. وعلي سبيل المثال الآلات الزراعية وعمليات التبريد والنقل لمسافات طويلة.