بعد انشقاق العديد من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، عن الجماعة والخروج، بدأ بعضهم محاولة فضح آليات الجماعة، وأسرارها التي يعرفونها عنها من خلال معايشتهم الطويلة معها، ومن هؤلاء الإخوانى السابق ثروت الخرباوي، الذي كتب «قلب الإخوان»، و«سر المعبد»، وهى الكتب التي راجت رواجا كبيرا جعلت من الخرباوي نجما في جميع وسائل الإعلام الصحفية، والفضائية؛ الأمر الذي جعل الإخوانى السابق والمحامى مختار نوح يشعر بالكثير من الغيرة لهذه الشهرة الكبيرة التي نالها الخرباوي؛ ومن ثم رغب أن ينال قدرا من هذه الشهرة. ويبدو أن نوح قد ظن أن هذه الشهرة لن تتأتى له إلا إذا كتب هو الآخر المزيد من الفضائح عن تاريخ الإخوان، ولكن لأن نوح لا يمتلك موهبة الكتابة بأى شكل من الأشكال فلقد أوكل أمر الكتابة لإحدى سكرتيراته مكتفيا بتسجيل ما يريد أن يكتبه على جهاز تسجيل فقط؛ لتقوم هي بتفريغها، ومن ثم اتفق مع دار «سما» للنشر والتوزيع على نشر هذه الفضائح التي يود الحديث عنها، ولكن الناشر محمد عبدالمنعم اتفق معه على تكثيف الظهور الإعلامي قبل هذا الاتفاق على نشر أعماله، وبالفعل وعده مختار نوح بذلك، وأن يظهر مع الإعلامية هالة سرحان في الكثير من الحلقات، وهنا تم توقيع عقد بين نوح وبين الناشر محمد عبدالمنعم يقضى بالنشر الحصرى لكتابات مختار نوح السابقة، ومنها «موسوعة الحركات الإسلامية والسياسية الأمنية»، و«الحقيقة الغائبة في قضايا الإخوان المسلمين»، و«شاهد على عصر الإخوان المسلمين القديم والجديد» وغيرها من الكتب، ولكن نوح لم يسلم للناشر سوى الكتابين الأول والثانى فقط، لضمهما إلى بعضهما البعض ثم الإضافة إليهما كى يصدرا مع الإضافة تحت عنوان «موسوعة العنف في الحركات الإسلامية المسلحة» كجزء أول، وهو الكتاب الذي صدر بالفعل في يناير 2014م، وتقاضى عنه نوح مبلغا مقدما كما هو واضح من صورة التعاقد بلغ 10000 جنيه، وبعد فترة اتصل نوح بالناشر ليخبره بأنه كان في الإمارات واتضح له أن الموسوعة تُباع هناك بما يساوى 180 جنيها في حين أن الناشر يحاسبه باعتبارها بمبلغ 60 جنيها فقط، وهنا أكد له الناشر أنه يبيعها بمبلغ 60 جنيها وأنه غير مسئول عن مبالغة أحد في بيعها، الأمر الذي اعتبره نوح تلاعبا في حساباته؛ ومن ثم طلب من الناشر محاسبات عن الطبعة التي تمت طباعتها، فأرسل له الناشر كشف حساب ذكر فيه أن الطبعة كانت عبارة عن 3000 نسخة، بيع منها 1140 نسخة، وبما أن المؤلف حسب التعاقد له نسبة 15٪ من سعر النسخة، وبما أنه تقاضى منه 10000 جنيه حين التعاقد فمن حق نوح 10260، وهنا أرسل عبد المنعم 10000 جنيه أخرى لنوح، ليؤكد له أنه لم يتبق له سوى 7000 جنيه فقط عن الطبعة بالكامل، ولكن نوح رغب في فسخ التعاقد وأخذ نسخا من موسوعته بالمبلغ المتبقي، وهذا ما اتفق عليه مع الناشر، ولكن فوجئ الناشر أن نوح قد رفع قضية على الناشر لفسخ التعاقد بينهما، وأنه يتلاعب في حقوقه المادية، بل وأخبره أنه كان يظن أن مبلغ ال20000 جنيه لم تكن تخصه بل كانت تخص السكرتيرة التي قامت بجمع الكتاب، وحتى هنا يبدو الأمر طبيعيا على خلاف مادى بين الكاتب والناشر، ولكن المفاجأة التي لم يكن ينتظرها أحد هي قيام مختار نوح بطباعة الموسوعة طبعة ثانية لدى «مدبولى» في يناير 2015م من دون الرجوع إلى الناشر الأصلي، دار «سما» الذي نص في تعاقده مع نوح على أن مدة التعاقد لنشر جميع الأعمال هي ثلاث سنوات من تاريخ الطبع، وبما أن طباعة الموسوعة كانت في يناير 2014م فما زال التعاقد ساريا، وهو الأمر الذي سيضع نوح تحت طائلة القانون، وهذا ما عليه محمد عبدالمنعم بالفعل الذي يود مقاضاة نوح بسبب هذا الفعل. من النسخة الورقية