تتواصل الاحتجاجات السلمية للمواطنين الاهوازيين منذ نحو 10 أيام من خلال التجمع أمام مبنى المحافظة وأيضا تنظيم مسيرات في الشوارع الرئيسية لمدينة الاهواز عاصمة الاقليم ومناطق أخرى. ويطالب المحتجون الحكومة الإيرانية باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تصاعد ذرات الغبار الملوثة والعواصف الرملية التي أدخلت الآلاف إلى المستشفيات بعد اصابتهم بالاختناق والأمراض بالجهاز التنفسي. وقد ذكرت تقارير طبية أن شخصين على الأقل بينهما طفل بالتاسعة من عمره فقدوا حياتهم إثر الأمراض التنفسية كما يرقد مئات المصابين بالمستشفيات. وتفاقمت ظاهرة تصاعد الغبار بسبب تجفيف الانهار الاهوازية ونقل مياهها إلى المحافظاتالإيرانية الوسطى كاصفهان ويزد وقم وكرمان ورفسنجان وغيرها. ويقول خبراء البيئة أن تجفيف الاهوار( المستنقعات) ومنها هور العظيم وهور الفلاحية تعد أيضا من الأسباب الرئيسية في العواصف الرملية التي غمرت الاقليم خلال الاسبوعين الماضيين إضافة إلى الوضع البيئي السيئ نتيجة المخلفات النفطية وشركات البتروكيميات ومنشآت الصلب في اقليم الاهواز الذي يؤمن 90% من احتياطي النفط الإيراني. من جانبه قال الناشط والكاتب على الأهوازي، إن التظاهرات حق للشعب العربي الأهوازي، للدفاع عن حقوقه المشروعة، مدينًا ما يتعرض له الشعب العربي على يد الحكومة الإيرانية. وأضاف الأهوازي، أن الشعب العربي الأهوازي يعاني من تمييز وعنصرية وسلب حقوقه في المياه والنفط والغاز وحقوقه الثقافية والسياسية والاجتماعية. وطالب منظمات حقوق الإنسان، بالتدخل للحيلولة دون وقوع الكارثة البيئة، المقبل عليها الإقليم، بسبب تجفيف الأنهار والمسطحات المائية، والتلوث الناتج عن حرق مزارع قصب السكر، وشركات النفط والغاز والبتروكيماويات. وأكد صالح حميد الكاتب الصحفي والناشط الأهوازي في منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، إن قوات الأمن والشرطة تؤازرها ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، قامت بتفريق محتجين اليوم الثلاثاء، بالقوة وانهالت على الشباب بالضرب المبرح واعتقلت عددا منهم، من بينهم الفنان الشاب عماد عبيات. وأوضح حميد، أن الحكومة الإيرانية ارسلت معصومة "ابتكار" نائبة الرئيس الإيراني ورئيسة منظمة حماية البيئة في إيران إلى الاهواز، صباح اليوم، وقد تجمع المحتجون أمام مبنى المحافظة ورددوا شعارات مختلفة، وطالبوا الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الكارثة البيئية المستمرة. كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في أغسطس الماضي، مدينة الأهواز المدينة الأكثر تلوثًا في العالم بسبب الغبار الملوث والعواصف الرملية. فيما أعلن الناشطين الاهوازيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بان الاحتجاجات ستستمر أمام مبنى المحافظة للمطالبة باقالة المحافظ واجبار الحكومة التراجع عن مشاريعها المدمرة للارض والإنسان والكف عن عملية التطهير العرقي التي تقوم به الحكومة الإيرانية من خلال سياسة الارض المحروقة.