أثار تردد أنباء عن انتشار مرض الحمي القلاعية في مصر الذعر بين المواطنين، وخاصة بعد نفوق آلاف الحيوانات المصابة بالمرض، والإعلان كل يوم عن ظهور بؤر جديدة للمرض. طالب الدكتور نادر نور الدين استاذ بكلية الزراعة جامعه القاهرة، بوقف استيراد عجول حية من الخارج بغرض التربية والتسمين أو لتوزيعها على الأرامل والأسر ومزارعو التسمين، وذبحها في المجازر الحدودية في العين السخنة ودرب الأربعين وحلايب وشلاتين، ومنع دخولها البلاد. وأوضح نور الدين في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن مرض الحمى القلاعية والسل البقري يتركز في عجول إثيوبيا بشكل رئيسي، وظهرت حالات الحمى ومرض التهاب الجلد العقدي في العجول الحية المستوردة من أرجواي، وحفاظا على الثروة الحيوانية القليلة في مصر والتي لا تتجاوز 8 ملايين رأس مقارنة بإثيوبيا والموجود بها 100 مليون والسودان 88 مليون رأس، فعلى مصر عدم استيراد اللحوم من هذه الدول. وأكد نور الدين، على ضرورة عدم تعاقد مصر على استيراد العجول الحية إلا من دول مشابهة لمصر في المناخ وتطبق نظم التطعيمات الإجبارية على العجول في توقيتاتها، وأن تحمل العجول شهادات رسمية بالتطعيمات التي طبقت عليها ومواعيدها وشهادة بخلوها من أي أمراض للمواشي كما تنص مبادئ الصحة الحيوانية. وأضاف نورالدين، أن بعض المسئولين ارادوا التقارب مع إثيوبيا بأي ثمن، وأكثر من تبنى هذه الفكرة هي فايزة أبو النجا خلال توليها وزارة التعاون الدولي، وتم رفع تقريرا اليها في هيئة السلع التموينية ووزارة التموين بخطورة هذه الأبقار، إلا أنها أصرت على استيرادها مهما كانت أمراضها بحجة التقارب مع إثيوبيا، وبالتالي حدثت نفس المشكلة عام 2005، ونفقت الآلاف بسبب مرض الحمى القلاعية والجلد العقدي والسل البقري. وأكد الدكتور لطفي شاور مدير عام التفتيش على اللحوم والمجازر بمحافظة السويس، أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية لا تدرس الحالة الوبائية للدول التي تستورد منها اللحوم، مشيرا إلى استيراد اللحوم الحية من إثيوبيا دون الاهتمام بأن إثيوبيا بها 7 عترات من الحمى القلاعية، ومصر يتم بها التحصين ضد 3 عترات فقط وهي "O،A، SAT2". وأضاف شاور، أن فيروس الحمي القلاعية أصبح متوطنا في مصر، رغم تعتيم وزارة الزراعة على المرض، مشيرا إلى أن إهمال المسئولين في استيراد اللحوم هو السبب في انتشار العديد من الأمراض الوبائية التي تصيب الحيوانات، موضحا إنه يتم استيراد اللحوم دون الاهتمام بإجراء التحصينات اللازمة. وأكدت الدكتورة سهير عبد القادر، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، أن الهيئة سيطرت على مرض الحمى القلاعية تماما، حيث لم تظهر أي بؤر جديدة للمرض منذ أول يناير الماضي حتى الآن، موضحة أن مصر تخطت مرحلة المخاطر الاقتصادية من المرض بعد التقصي النشط عن الأمراض الوبائية وخاصة في فصل الشتاء بشكل دوري بجميع محافظات الجمهورية. وأضافت عبد القادر، أنه تم السيطرة على المرض عن طريق اتخاذ الإجراءات الوقائية السريعة وسحب عينات للتشخيص المعملي والحجر على المزرعة لمنع البيع أو الشراء والتحصين الحلقى لجميع الحيوانات عند الاشتباه في حالات الإصابة بالمرض، مشيرة إلى أنه تم تحصين 7 ملايين و500 ألف رأس حيوان ضد مرض الحمى القلاعية حتى الآن.