وصف الكاتب البريطانى الكبير روبرت فيسك، لقاء الرئيس عبدالفتاح والروسى فلاديمير بوتين بأنه «لقاء العقول»، وأنه سيكون لقاء الأفكار الاستراتيجية والعسكرية والإقليمية أكثر من مجرد لقاء عادى بين اثنين من رؤساء العالم. وأكد فيسك على أن بوتين سيكون سعيدًا للغاية بعقد تحالف مع الرئيس السيسي، خاصة أن تلك الزيارة تحمل طابعًا عسكريًا واستراتيجيًا واقتصاديًا أيضًا، وتتخللها اتفاقيات على صفقات أسلحة ضخمة وتعاون مهم في مجالات كبيرة بين البلدين. وتؤثر خلفية كل من الرئيسين على أسلوب التفكير والتعامل أيضًا، فبوتين جاء من المخابرات الروسية «كي جي بي» والسيسي كان مديرًا للمخابرات الحربية، وكلاهما يمثل عقبة للولايات المتحدة والغرب. وشدد فيسك على أن الغرب يراقب عن كثب ما يجري في القاهرة، منذ وصول بوتين للمطار واستقبال السيسي له، والذهاب إلى دار الأوبرا لمشاهدة باليه «بحيرة البجع»، والعشاء على النيل، وهي مظاهر تؤكد أن التحالف المصري الروسي قد بدأ ونتائجه ستظهر قريبًا. ووصف فيسك الرئيس بوتين بأنه يحتاج إلى السيسي حليفًا في الشرق الأوسط، خاصة أن حليفه الرئيسى بشار الأسد يعانى من مشكلات كبيرة ويخوض حربًا أهلية منذ سنوات. ويتفق كل من السيسي وبوتين حول الكثير من القضايا الاستراتيجية المهمة، أبرزها ما يتعلق بمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط، وكذلك الرغبة في إعادة التوازن الاستراتيجي للمنطقة، وتسليح الجيش المصري. من النسخة الورقية