كتب روبرت فيسك مقالّا تحت عنوان "لقاء العقول في القاهرة" في صحيفة الإندبندنت، وأكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه العديد من المواضيع ليناقشها مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي. وأضاف كاتب التقرير أن بوتين وصل إلى القاهرة الليلة الماضية لإجراء محادثات حول صفقات تجارية وبيع أسلحة ودبابات بمليارات الدولارات ولبحث إمكانية انضمام حليف جديد في "ملف مكافحة الإرهاب"، كما أشار الكاتب إلى أن بوتين جاء إلى مصر واستقبله السيسي لدى وصوله القاهرة ورافقه إلى دار الأوبرا المصرية لمشاهدة عرض الباليه الروسي "بحيرة البجع" لتشايكوفسكي وأوبرا عايدة لفريدي، وهي مزيج من الخيال البرجوازي القيصري والأسطورة المصرية القديمة التي قد تعكس ملامح من شخصية الرجلين، وقال الكاتب: إن بوتين الذي حقق نجاحّا في تحالفه مع الرئيس السوري بشار الأسد وساعده كثيرا في حربه من أجل التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية. وتابع فيسك بالقول إن لقاءهما الأول، سيكون جزءا منه احتفاليا لكنه سيسير بكل الأحوال على ما يرام، أما بالنسبة للرئيس الروسي فقد أظهرا احتقارا لكل شيء يتعلق بالإسلاميين وبات هناك شيء مشترك يجمعه مع الرئيس والمخلِص الوطني "السيسي" حسبما يصفه المصريون. وتطرق فيسك إلى صحيفة الأهرام الحكومية المصرية والتي قال عنها انها أفردت صفحات مطولة لزيارة بوتين لمصر وتحت عنوان "بوتين بطل من هذا الزمان" تم الترحيب بالرئيس الروسي الحالي بنفس الطريقة التي استقبِل بها الرئيس الروسي الأسبق نيكيتا خروتشوف أثناء زيارته لمصر عام 1964، وملأت حكومة السيسي شوارع وسط القاهرة بملصقات عليها صورة الرئيس الروسي مكتوب عليها عبارة "مرحبا" بالإنجليزية والروسية. ومضي الكاتب بالقول إن دور بوتين، شغلته باقتدار الولاياتالمتحدة، التي احتضنت الإخوان قبل إسقاط مبارك في 2011، واحتضانها الشديد لمرسي فضلا عن تعبيراتها المتكلفة من الإدانة في أعقاب خلع مرسي، لكن جميع ما سبق فتح أبواب مصر أمام روسيا لشغل ذلك المنصب وهي المرة الأولى منذ طرد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لخبراء الاتحاد السوفيتي عام 1972 وأكد الكاتب أن كلا الزعيمين يريدان الشيء نفسه وهو أن يظهر كلاهما مع حليف جديد بعد معاناة من الانتقادات الغربية لسلوكهما.