أكد اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه، يوسف القرضاوى، إدانته بحرق الطيار الأردنى على يد تنظيم داعش. وقال الاتحاد في بيان له اليوم الأربعاء: ندين قيام تنظيم الدولة بالشام بإحراق الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة، وقيام التنظيم بهذه الفعل الشنيع يؤكد أن داعش تنظيم متشدد ومنحراف عن تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، كما يؤكد هذا التصرف أن داعش تسيء إلى إسلام الرحمة للعالمين، ولا تخدم سوى أعداء الإسلام، كما أن السنة الصحيحة تؤكد أنه لا يعذب بالنار إلا رب النار، وقدم اتحاد علماء القرضاوى عزاءه إلى الشعب الأردني وملكه وحكومته وقبيلة الكساسبة وقال اتحاد القرضاوى في بيانه: استقبل الاتحاد بقلق وأسى بالغين، نبأ قيام ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش – بإحراق الطيار الأردني الأسير لديهم معاذ الكساسبة حتى الموت، مؤكدين استمرارهم في السير على نهج متطرف وغريب على الأمة الإسلامية، والإسلام من جرائمهم براء، وهم يقومون بإحياء سنة كنسية كانت في القرون الوسطى ضد المخالفين ولتنصير الأندلسيين، وكل ذلك مدان، ومحرّم في ديننا الحنيف. وأضاف البيان: والاتحاد إزاء هذا العمل الإجرامي البشع، يؤكد أنه يدين بشدة قتل تنظيم داعش الطيار الأردني بالإحراق حتى الموت، ونؤكد أنه حادث إجرامي، ومخالف للشرع الحنيف، وللسنة النبوية الصحيحة، ولعمل المسلمين خلال القرون، وأنه لم يراع أصول الشرع ولا قواعد اجتهاد فقهي سليم ولا غيرها من ضوابط إصدار الفتوى أو الحكم الشرعي. ويؤكد الاتحاد أن هذا التنظيم المتطرف، لا يعبر عن الإسلام في شيء، وإنما تسيء تصرفاته للإسلام دائمًا، مما يؤكد تورطه في مؤامرات ممتدة شرقًا وغربًا تهدف للإساءة إلى الإسلام وأهله، كما أشار البيان إلى أن إحراق الطيار معاذ الكساسبة، لا يبرره كونه محاربًا لهم، حيث إن له حقوق الأسير وفق الشرع والقوانين والأعراف، إضافة إلى تجاهلهم لقواعد الاجتهاد وفقه المآلات، وإلى أحاديث نبوية شريفة صحيحة (إنما يعذب بالنار رب النار ) وفي حديث آخر (وأن النار لا يعذب بها إلا الله) والعديد من الأحاديث وآراء الأئمة والفقهاء والمجتهدين عبر العصور، ونطالب بضرورة عرض مثل هذه الأمور على علماء الأمة للنظر فيها في ضوء معطيات العصر واختلاف المواقف والأزمنة عن فتاوى قد تكون صدرت في عصور معينة ولأسباب معينة وبضوابط أو قيود معينة، إلى غير ذلك من قواعد الاجتهاد والاستنباط وفق المعايير الشرعية. ودعا اتحاد "العلماء" علماء الأمة الإسلامية إلى الوقوف وقفة جادة في وجه هذا الفكر المتطرف والمتشدد والمنحرف، وتبيان الحق للناس، وكشف هذا الشذوذ الفكري والمنهجي، والتصدي لمثل هذه التنظيمات التي تشوه وتسيء للدين الإسلامي وصورته أمام العالم أجمع.