سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر تعود لريادة القارة السمراء.. زيارة سامح شكري لكينيا تعزز موقعنا في قلب إفريقيا وحوض النيل.. وزير الخارجية يبحث مستجدات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها
تواصل مصر نشاطها الدءوب لتعزيز التواصل مع أفريقيا وبخاصة منطقة حوض النيل وإعادة ريادتها للقارة السمراء مرة أخرى، بعد فترة شهدت فيها العلاقات تدهورا أثر عليها بشكل كبير. ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة في مصر يسعى جاهدا من أجل تحقيق هذا الهدف، وتبذل الخارجية المصرية جهودا مضنية لبحث كل القضايا مع مختلف دول القارة السمراء وحوض النيل. وكان وزير الخارجية سامح شكري قد ترأس خلال زيارة إلى العاصمة الكينية نيروبي وفد مصر في الدورة السادسة للجنة المشتركة بين البلدين، وعقد سلسلة لقاءات مكثفة مع المسئولين الكينيين، والتقى نظيرته الكينية أمينة محمد. وتركزت المباحثات بين وزيري الخارجية حول مستجدات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في ضوء انعقاد اللجنة المشتركة على المستوى الوزاري خلال زيارة سامح شكري لنيروبي، فضلا عن التشاور حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقام "شكرى" بتسليم شحنة المعونات الطبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بأفريقيا لمستشفى كينياتا بحضور وزير الصحة الكيني، كما عقدت وزيرة الخارجية الكينية جلسة مباحثات ثانية مع سامح شكرى ومنير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة على غذاء عمل وبحضور وفدى البلدين في اللجنة المشتركة. وشهد "شكرى" افتتاح اللجنة المشتركة على مستوى الخبراء من الجانبين المصرى والكينى، كما روج لملف ترشح مصر للمقعد غير الدائم بمجلس الأمن عن العام 2016-2017 حيث شارك بحفل استقبال بمقر الأممالمتحدة للترويج للترشح المصرى للمقعد غير الدائم. وبحسب خبراء سياسيين فإن العلاقات المصرية الكينية تسير في اتجاه تصاعدي، وخاصة بعد ثورة 25 يناير، وأن هناك لجنة تشاور سياسي بين مصر وكينيا عقدت على مستوى مساعدي الوزير، وتم الاتفاق خلالها على تداول هذه اللجنة على أن تعقد كل ستة أشهر. وأوضحوا أن الجانب الكيني متفهم للموقف المصري فيما يتعلق باتفاقية حوض النيل والاحتياج المصري الحقيقي للمياه، وأن المسئولين يعرفون أن نهر النيل هو شريان الحياة لمصر، إضافة إلى أن كينيا تعتمد في زراعاتها على مياه الأمطار، وكل حاجاتها للمياه هو توفير الطاقة، ومصر متفهمة لهذه الرؤية. وأشاروا إلى أنه بعد الثورة وزيارات الوفود الشعبية لبعض دول حوض النيل هناك تفهم إفريقي لاحتياجات مصر، وأيضا مصر متفهمة الجانب التنموي لدول حوض النيل، موضحين أن مصر أصبح لها بعد ثورة 25 يناير توجه عام للتحرك نحو أفريقيا بشكل متوازن، وأن هذه التحركات تثبت عودة القاهرة تمثل توجها سياسيا كبيرا، وهو ماظهر أيضا من خلال زيارة وزير الخارجية لنيروبي، متمنين أن يستمر هذا التوجه على الدوام حتى تعود مصر مرة أخرى للقارة السمراء. وأكدوا كذلك على أن مصر جزء لا يتجزأ من القارة الأفريقية، فهي البوابة الشمالية الشرقية منذ فجر التاريخ، وهي موجودة بتاريخها المشترك وتوجها السياسي، مشيرين إلى أن القاهرة مرتبطة بمصالح مصيرية مع القارة السمراء وهي مصلحة الأمن المائي، وأن مصر كان لها دور مهم جدا بمساعدة الأفارقة في التحرر من الاستعمار ثم بدأ الانشغال عن أفريقيا في منتصف تسعينيات القرن الماضي بعد أن انصرف نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن أفريقيا مديرا ظهره لها، مفضلًا الانفتاح في طريق آخر غير القارة السمراء.