"الحرية هي حرية أن يقول المرء أن اثنين زائد اثنين يساوي أربعة، وإن كان ذلك مسلمًا به فكل شيء بعد ذلك متاح"، هكذا لخص جورج أورويل الحياة من حوله حيث رأى العالم من منظور أكثر رحابة مما هو عليه الآن. في مثل هذا اليوم 21 يناير1950، توفي الكاتب المثير للجدل دائما "جورج أورويل"، والتي ما زالت أعماله تنشر وتحقق أعلى مبيعات حتى الآن. إريك آرثر بلير الاسم الحقيقي لجورج أورويل، وهو صحفي وروائي بريطاني، عمله كان يشتهر بالوضوح والذكاء وخفة الدم والتحذير من غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولي وإيمانه بالاشتراكية الديمقراطية. ولد إيريك آرثر بلير في 25 يونيو عام1903، في موتيهارى" في ولاية بيهار الهندية لأسرة من الطبقة المتوسطة، وجده إيريك الكبير "شارلز بلير" كان رجل دولة غني في "دورست". ومن أشهر أعماله رواية "الديستوبي"، وروايته المجازية "مزرعة الحيوان"، كتابه "تحية لكتالونيا"، كان ضمن رصيد خبراته في الحرب الأهلية الإسبانية، والمشهود به على نطاق واسع على أنه مقاله الضخم في السياسية والأدب واللغة والثقافة. وفي عام 2008 وضعته صحيفة "التايمز" في المرتبة الثانية في قائمة "أعظم 50 كاتب بريطاني منذ عام 1945، واستمر تأثير أعمال أوريل على الثقافة السياسية السائدة ومصطلح أورويلية الذي يصف ممارسات الحكم الاستبدادي والشمولي والتي دخلت في الثقافة الشعبية مثل ألفاظ عديدة أخرى من ابتكاره مثل الأخ الأكبر، التفكير المزدوج، الحرب الباردة وجريمة الفكر وشرطة الفكر. سافر جورج عدة رحلات إلى شمال بريطانيا، وكان نتاج رحلاته صدور كتابه "الطريق إلى ويجن بير " والذي نشره عام 1937م، حيث يتناول النصف الأول من الكتاب توثيق لتحقيقاته الاجتماعية في "لانكشاير ويورك شاير "، وهي تبدأ مع وصف مثير للمشاعر لحياة العمل في مناجم الفحم، والنصف الثاني هو مقال طويل عن بداية وتطوّر حسّه السياسي والذي يتضمن انتقادات لبعض الجماعات اليسارية. وقد كتب جورج هذا الكتاب في كوخ صغير بُني منذ القرن السادس عشر الميلادي، في " والينجتون هيرتفوردشاير" وهي قرية صغيرة جدًا تقع على بعد خمس وثلاثون ميلًا من لندن. أصيب جورج في نهاية عام 1927 بحمى الضنك، حين تم نقله إلى مدينة كاثا في بورما العليا، وهو نفس العام الذي استقال فيه من وظيفته كشرطي تابع إلى الإمبراطورية الهندية وتفرغة إلى الكتابة، وقد ظل فترة طويلة في حالة من الندم الشديد لعمله مع الإمبراطورية. نشر جورج أول مقال له في "موند"، وهي مجلة سياسية - أدبية يحررها هنري باربس، بعنوان "الرقابة في إنجلترا" والتي نشرت بتاريخ 6 أكتوبر 1928. اشتد المرض عليه في فبراير 1929، حيث أُخذ إلى مستشفى كوشين في المنطقة الرابعة عشر في باريس. وقد كانت هذه التجربة مرجعًا حيويًا لمقالة "كيف يموت الفقراء" المنشورة في 1964، رغم أنه قرر عدم ذكر اسم المستشفى وتعمد كذلك التضليل حول موقعها. وطلب أورويل في وصيته ألا تكتب أي سيرة ذاتية عنه، وحاولت زوجته سونيا برونيل جاهدة أن تصد جميع المحاولات بإقناعها من قبل المهتمين بكتابة سيرته الذاتية. وتم نشر العديد من المذكرات والتراجم عنه في الخمسينات والستينات انتهى الحال ب"جورج" بعد تدهور حالته الصحية، إلى إعلان مرضه بالسل، حيث أقام فترة كبيرة بالمستشفى قبل وفاته، وهي نفس المستشفى التي أقام بها حفل زواجه الثاني وهو على سرير المرض في 13 أكتوبر 1949. وقد أوصى جورج بدفنه وفقا لتقاليد الكنيسة الأنجيلية في أقرب كنيسة له في المكان الذي يموت فيه، وقد أثار عدم وجود مكان في مقابر لندن قلق أرملته، إضافة إلى الخوف من عمليات حرق قد تطال هذه المقابر، حيث ناشدت المعارف والأصدقاء بالبحث عن مساحة في المقابر لزوجها الراحل على أن تكون في محيط لندن، ثم تفاوضت مع أحد النواب من أجل دفنه في مقبرة القديسين مع أنه لا يملك صلة بأي شكل مع القرية. ورحل عام 1950 في لندن بالولايات المتحدةالأمريكية.