في سياق محاولات الأحزاب لتكوين قائمة توافقية تجمع القوي المدنية تحت لواء واحد، بعد اللقاء الأخير الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي معه رؤسائها، ظهرت بوادر أزمة جديدة قبل البدء في تدشين تلك القائمة، وهي أزمة القيادة والسيطرة علي القوائم والمرشحين، المقرر خوضهم الانتخابات البرلمانية تحت لواء تلك الأحزاب. تتمثل تلك الأزمة في فرض شروط معينة من بعض التحالفات الانتخابية، للدخول تحت لواء القائمة المنتظرة، فقد شدد تحالف الجبهة المصرية، علي ضرورة قيادة رئيس مجلس الوزراء الأسبق الدكتور كمال الجنزوري للقائمة التوافقية، في مقابل توقفه عن إعداد القائمة التي يعدها حالياً، بينما أكد تحالف الوفد المصري أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، هو الذي سيقود تلك القائمة إذا ما تم التوافق حولها. من جانبه أكد ناجي الشهابي عضو المجلس الرئاسي لتحالف الجبهة المصرية، وجود اتصالات مكثفة مع جميع الأحزاب المدنية، للتوافق على قائمة تضم جميع الأحزاب المدنية، للحصول علي دعم الدولة، ومنع أنصار الجماعة الإرهابية من التسلل إلي التحالفات المختلفة. وقال الشهابي إن الجنزوري هو الذي سيقود تلك القائمة في حال التوافق حولها، وفي المقابل سينتهي من إعداد قائمته الانتخابية، للبدء في لم شمل القوي والشخصيات المختلفة للقائمة المزمع تشكيلها. يتعارض ذلك مع تصريحات قيادات حزب الوفد، واتجاه العديد من القيادات السياسية حول قيادة موسى للقائمة، فمن أبرز الداعمين لقيادة موسي للقائمة السفير محمد العرابي، الذي يقود تحالف تحيا مصر الانتخابي، بالإضافة إلي قيادات الوفد والأمل المصري، بينما يدعم الجنزوري قيادات الجبهة المصرية، وعدد من الوزراء والشخصيات العامة التي ضمها إلي قائمته الانتخابية، وهو ما يهدد بنشوب صراع يؤدي إلي الفشل في تكوين القائمة المنشودة، والتي تمني الرئيس وجودها للم شمل القوي السياسية. وعلى صعيد متصل قال محمد الأمين مقرر اللجنة الإعلامية لتحالف الوفد المصري، إن قيادات الأحزاب المنضوية تحت راية التحالف بدأت في التواصل مع قيادات الأحزاب الأخرى لتشكيل قائمة وطنية موحدة، طبقًا لتعليمات الرئيس عقب اجتماعه مع الأحزاب السياسية الاثنين والثلاثاء. وأكد الامين على تمسك التحالف بعمرو موسى لقيادة القائمة الوطنية، التي يعمل الوفد المصري على تشكيلها، مضيفًا أن الوفد المصري انتهى من المشاورات مع أحزاب الأمل المصري، وبدأ في التواصل مع أحزاب التيار الديمقراطي، وسيعرض على أحزاب الجبهة الانضمام للقائمة التي يعدها لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة. وقال محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية أن تحالف الوفد المصري سيناقش في اجتماعه القادم نتائج اجتماع الرئيس السيسي مع الأحزاب، وأن هناك استعداد داخل التحالف لبدء اتصالات مع أطراف جديدة من الأحزاب المدنية استجابة لدعوة الرئيس لتوحيد الصف المدني، لافتاً الى ترحيب التحالف بأي اتصالات سيتلقاها خلال الساعات القادمة، خاصه بتوحيد الكتلة المدنية في قائمة وطنية موحدة. وكشفت مصادر من داخل تحالف الوفد المصري عن رفض التحالف لقيادة الجنزوري القائمة الموحدة، التي دعا لها السيسي، الأمر الذي يجعل الخلاف بين ائتلاف الجبهة المصرية وتحالف الوفد وارداً، في حال استئناف المشاورات بينهما مرة أخري، لتمسك قيادات ائتلاف الجبهة بقيادة الجنزوري للقائمة التوافقية. من النسخة الورقية