سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد حادث "شارلي إيبدو".. صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية تمتنع عن نشر صور للرسول خوفًا من العمليات الإرهابية.. وهجوم على "هامبرجر مورجنبوست" الألمانية لإعادتها نشر صور الصحيفة الفرنسية
يبدو أن الأيام المقبلة تحمل في طياتها الكثير من أعمال عنف ستشهدها الصحف الأجنبية التي تصر على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (صلي الله عليه وسلم)، والسخرية من الديانات كنوع من التضامن مع صحيفة "شارل أيبدو" الفرنسية الساخرة، التي تم الهجوم عليها الأسبوع الماضي وأسفر الهجوم عن مقتل 12 من العاملين بالصحيفة من بينهم رئيس تحرير الصحيفة "ستيفان شاربونييه". ولأن قرار مثل ذلك يعد مغامرة صعبة فتعددت وجهات نظر الصحف العالمية، فمنها من رأى أن إعادة النشر هو بمثابة رد قوي على العنف، وكأنها تقول لكل الرافضون للحريات "أصمتوا الآن وللأبد لن تكمموا أفواهنا"، بينما رأي المعسكر الآخر أنها نشرها بمثابة سكب الزيت على النار المشتعلة، وأنها سوف تحترم شعور مواطنين ومهاجرين مسلمين على أراضيها، أو ربما دفعهم الخوف على أرواحهم. ومن الصحف التي رفضت إعادة النشر "يولاندس بوستن" الدنماركية، التي نشرت في الماضي رسوما مثيرة للجدل للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قبل عشر سنوات، والتي أكدت أنها لن تنشر رسوم "شارلي إيبدو" بسبب المخاطر الأمنية في خطوة انفردت بها بين باقي الصحف الكبرى في الدنمارك. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، يوم الجمعة الماضية: "هذا يظهر أن العنف يفلح". وكانت الصحيفة أثارت موجة من الاحتجاجات في العالم الإسلامي قتل فيها ما لا يقل عن 50 شخصا حين نشرت عام 2005، اثني عشر رسمًا كاريكاتيريا لعدد من الفنانين كان معظمها عن النبي محمد. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها: "عشنا في خوف من هجوم إرهابي طوال تسع سنوات، ونعم هذا هو سبب عدم نشرنا للرسوم الكاريكاتيرية سواءً كانت لنا أو لشارلي إيبدو وندرك أيضا أننا نرضخ بذلك للعنف والترويع". أما الصحف التي اتخذت من المواجهة سلاحا لها "كوريير ديلا سيرا" الإيطالية، و"لي زيكو" و"ليكو" الاقتصادية في بلجيكا، و"ذا ويك إند" الأسترالية. ولعل القوانين الأوروبية، لا تنص على معاقبة من يسخر من الأديان، ما دفع الكثير من الصحف وخاصة الألمانية بزيادة الحراسة على مبانيها، وفقا لأجهزة الأمن الألمانية فإنه لم يطرأ تغيير على الترتيبات الأمنية بعد ذلك الحادث الإرهابي لأن الوضع الأمني لا زال مصنفا بأنه "شديد الخطورة"، وهو ما يعني إمكانية حدوث هجمات إرهابية على الأراضي الألمانية، بالرغم من أنه لا توجد أدلة على خطط محددة لشن هجمات على أمكنة معينة، ألا أن تخوفات الصحف كانت في محلها، حيث أعلنت الشرطة الالمانية أن صحيفة تصدر في هامبورغ (شمال المانيا) ونشرت رسوما كاريكاتورية للنبي محمد جاءت من الصحيفة الأسبوعية الفرنسية "شارلي إيبدو"، تم استهدافها بعبوة حارقة ولم يسفر عن الحادث أي إصابات. وقال ناطق باسم الشرطة لوكالة "فرانس برس" إنه تم إلقاء حجارة ثم عبوة حارقة عبر نافذة صحيفة "هامبرجر مورجنبوست" الألمانية، ما أدى إلى بداية حريق، موضحا أن تم إخماد النيران على الفور. وكانت الصحيفة نشرت على صفحتها الأولى ثلاثة من الرسوم التي جاءت من صحيفة "شارلي إيبدو". وقال الناطق باسم الشرطة إنه "من المبكر جدا" تأكيد أن الهجوم على الصحيفة مرتبط بنشر الرسوم، لكنه أكد أنه "سؤال حاسم" سيرد عليه التحقيق. واعتقلت السلطات الألمانية الأحد شخصين يشتبه في إحراقهما مقر الصحيفة انتقاما من نشرها للرسوم. وقال الموقع الرسمي للصحيفة إن حريقا شب في مقرِّها أتى على ملفات أرشيفية عديدة، لكنه لم يتسبب في إصابة أحد.