اتفق عدد من السياسيين والبرلمانيين على أن إحجام المصريين عن المشاركة فى العصيان المدنى الذى دعا إليه عدد من القوى السياسية، كشف عن حجم هذه القوى فى الشارع ومدى قدرتها على التأثير، وقالوا من جهة أخرى إنه دليل على وعى الشعب المصرى، الذى يرفض كل الدعاوى التى تعود بالسلب على بلاده، وأنه يريد دفع عجلة الإنتاج ومواصلة العمل لتعويض ما تكبده من خسائر خلال الفترة الماضية. وقال الدكتور إكرام بدر الدين، رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن القوى التى دعت إلى العصيان المدنى لم يكن لها ثقل فى الشارع، ولذلك كانت الاستجابة "معدومة"، خاصة وأن القوى التى لها تأثير رفضت المشاركة، مثل أحزب "الحرية والعدالة" و"النور" و"الوفد"، وعدد من المؤسسات الدينية مثل الأزهر والكنيسة. وأضاف بدر الدين سببًا آخر للإحجام عن المشاركة، وهو إحساس الشعب المصرى بخطورة العصيان المدنى، حيث لم يقتنع بالفكرة والداعين إليها. وأشار سعيد عكاشة، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن القوى التى دعت إلى العصيان المدنى لم تكن معروفة بالحد الذى يؤهلها للتأثير فى الناس. وقال عكاشة:"لا يمكن أن نقول إنهم انكشفوا للشارع، ولكن ما دعوا إليه لم يكن فى مصلحة الوطن، والشعب قدر خطورة العصيان المدنى"، مضيفًا "لكن إذا دعوا إلى مطالب ذات أبعاد اجتماعية محددة، مثل زيادة الأجور أو تحسين الخدمات، لكانت المشاركة أكبر". ومن جانبه قال النائب سعد عبود، عضو مجلس الشعب عن حزب "الكرامة"، إن الكل كان يتوقع فشل هذا العصيان المدنى، لأن الاتجاه العام كان يشير إلى الرفض، حيث لم تكن هناك أى مبررات للعصيان المدنى. وأضاف لا يمكن أن نقلل من شأن من طالبوا به لأنهم لهم رؤية محددة يجب احترامها، ولكن عدم الاستجابة لهم يؤكد عدم قدرتهم على الحشد. وأكد عضو مجلس الشعب، محمد منيبن أن إحجام المصريين عن عدم المشاركة خير دليل على أن الوقت لم يكن مناسبًا ولا توجد ضرورة للعصيان المدنى، كما لم يتم التنسيق لهذه الدعوة بالشكل الكامل مع كل القوى السياسية. واعتبر النائب الإخوانى يسرى بيومى أن رفض العصيان المدنى يؤكد أن الشعب المصرى حينما يحس بالخطر على وطنه فإنه يواجهه بكل قوة. وقال بيومى إن طبيعة الدعوات التى نادت بها هذه القوى من إسقاط حكم العسكر وليس تسليم السلطة كانت سببًا رئيسيًا فى عدم المشاركة، لأن هناك تخوفًا من سقوط حكم العسكر فى الوقت الراهن، حيث قد يؤدى ذلك لمزيد من تدهور الأوضاع.