إنه حقا واقع اليم وحقيقة تعرت بعد تهاوى النظام السابق, وتهاوت جدران الفساد والتى تتستر على ما هو أعظم واكبر من الفساد الطافى على السطح للعين المجردة. أن تعرى فتاة الفيس بوك علياء المهدى ليس إلا تعرى حقيقة وواقع اليم نمى وترعرع فى حقبه من الزمن كان يتم فيها ملاحقة شباب الإسلاميين وغيرهم من المتفوقين علميا وغياب الوازع الدينى والتنمية الفكرية السليمة وهما الأسلوب الناجع لعلاج بعض أمراض المجتمع المتمثلة فى الزوبعة القائمة حليا على علياء لتعريها للعالم رغبة منها فى الشهرة ونالت ما أرادت من انخراط المجتمع فى نقدها وإقامة الدعاوى القضائية عليها ونسينا البقية الباقية من شباب المجتمع والأطفال الذين هم سوف يكونون شباب المستقبل. فاننى ادعوا إلى الانخراط فى إنقاذ البقية الباقية فى المجتمع بالبدء فى إعداد البرامج الدينية والتوعوية لشباب المستقبل. لتنمية الوازع الدينى بداخلهم ووجدانهم لتكون جدار الحماية من التدهور الاخلاقى والانحطاط إلى المستوى الحالي بواقعه الأليم من سرقات وعرى وتردى للمثل العليا التى تتواجد بكل وضوح فى الديانات السماوية. نعم تتواجد فى الديانات السماوية بكل وضوح وتنظم جميع نواحى الحياة التى تستعص على الأفراد ولكن غياب الوازع الدينى يؤدى الى ظهور أفات وأمراض عديدة فى المجتمع والتى يعلمها مرضى المجتمع انفسهم كما قالتها لى سيده بريطانيه عن الاسلام فقد قالت بالحرف الواحد لى "اننا نعلم جيدا ان الدين الاسلامى هو الأفضل ولكننا نخشى على حريتنا" فهى تخشى ان تحرم من شرب الخمر وان تحرم من الرفيق والصديق والذى ينظمهما الدين الاسلامى من خلال اطر الزواج الحلال والشرعى. ولكننى رغم هذه الظاهرة التى فجرتها علياء فاننى متفائل لاننى أتوقع انه نتيجة المطالبة بهذه الحرية الفجة فالمجتمع سيطالب بتفعيل دور العبادة والتربية الثقافية للعقول للحفاظ عليها من التردي إلى الخواء والانحدار بالمجتمع. وسنرى شباب المجتمع فى كل المواقع يدعون إلى القيم والمثل العليا دون ملاحقتهم والذى حدث من قبل فى أحقاب مختلفة والتى كانت تسبق مراحل النهضة والنمو والرقى وخير مثال على ذلك دور الشيخ شمس الدين فى تكوين شخصية محمد الفاتح وبث فيه منذ صغره أمرين هما: مضاعفة حركة الجهاد ، والإيحاء دومًا لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصود بالحديث النبوي، لذلك كان الفاتح يطمع أن ينطبق عليه حديث نبي الإسلام. وكذلك دور نور الدين زنكى الملك الزاهد والذى نمى فى صلاح الدين حبه للجهاد فى سبيل الله وتحرير بيت المقدس وتنمية المثل العليا لديه ليكون ملك عادل وكان له ما اراد بعد موته بتحرير بيت المقدس على يد صلاح الدين وضاعت المقدسات عندما ضاعت المثل العليا وتدهورت الأخلاق وقل التمسك بالدين وظهرت الصراعات الشخصية . وكذلك فى العصر الحديث كان لدور الشيخ حسن البنا الأثر الكبير فى تنية المجتمع لدوره فى توعية وتثقيف شباب ألامه والتى كان يبدءاها من الشوارع والقهاوى والتجمعات المختلفة فكان يذهب الى الشباب لا ينتظر أن يأتون اليه وكانت أحد المواقف الطريفه أن الفردين الذين ذهبا الى الشيخ عمر التلمسانى لدعوته الى الجماعة انه كان جالسا فى فناء منزله يربى الكتاكيت وهو العلامة الذى أصبح مرشدا عاما للإخوان المسلمين بعد ذلك. وها هنا بعد أن رأينا أثر الدعوة فى تنمية المجتمع والرقى به لكى لا ينحدر الى علياء المهدى وليكون مجتمع منتج وواع ومثقف ، فيجب أن نبدأ فورا الى الدعوة الى الحرية فى الدعوة فى الشوارع والطرقات والتجمعات المختلفة لمبادىء الدين الاسلامى الحنيف وليكون ذلك أسوة بالحرية التى يطالب بها أمثال علياء والتى ما ان رأتها لنجيت من الانحدار الذى وصلت إليه وأصبحت علياء بحق.