انتشرت أعمال الشغب التي تعصف بالعاصمة البريطانية منذ ثلاثة أيام بسبب مقتل رجل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وامتدت إلى خارج العاصمة. ووصلت أعمال الشغب إلى ثلاث مدن. وقالت الشرطة إن شبانا حطموا واجهات بعض المحال التجارية، ونهبوا محتوياتها. كما أشعل مهاجمون النار في مبنى واحد على الأقل في حي بيكهام بجنوب لندن. وتواصلت أعمال العنف بين الشرطة البريطانية وسكان ضواحي لندن لليوم الثالث على التوالي وسط اتهامات رسمية لمن وصفوا بأنهم مجرمون بإشعالها وارتفاع عدد الموقوفين على خلفيتها إلى 215.
ونقلت وكالة رويترز عن تقارير لبعض الشبكات الاجتماعية أن أحياء أخرى في لندن تشهد بعض الاضطرابات حيث قام عدد من الشبان المقنعين بانتزاع ألواح خشبية من بعض الشاحنات واستخدموها لكسر زجاج بعض المتاجر بينها مكتب لادبروكس للمراهنات.
جاء ذلك بعد يومين من أعمال شغب أشعلها مقتل شاب أسود يدعى مارك دوغان (29 عاما) برصاص الشرطة أثناء توقيفه في حي توتنهام المختلط عرقيا بشمال لندن يوم السبت. وانطلقت مظاهرة سلمية إثر الإعلان عن مقتل دوغان ما لبثت أن تحولت إلى أعمال عنف وسلب ونهب في شمال وشرق وجنوب المدينة وانتقلت لاحقا إلى شارع أوكسفورد التجاري في وسطها. من ناحيته رفض نائب رئيس الحكومة نيك كليغ الاثنين أثناء تفقده ضاحية توتنهام الربط بين مقتل دوغان والاضطرابات ووصفها بأنها سرقة انتهازية لا داعي لها.
غير أن النشطاء المحليين في الأحياء المختلطة الذين شهدوا أحداثا مماثلة عامي 1980 و1985 كان لهم رأي آخر. وقال أوساغييفوا تونغارا إن ما حصل لم يكن أعمال شغب بل انتفاضة وإن كثيرا من الأمور القائمة حاليا تشبه الأوضاع عام 1985. وأوضح في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أن "السكان غاضبون ومحبطون. إذا كان لديك تجمع فيه نسبة عالية من العاطلين عن العمل وخفض في التقديمات الاجتماعية فإن هذا هو الذي ستحصل عليه".