لا شك أن الرئيس محمد مرسى فقد كثيرا من شعبيته ومن مؤيديه..فمن خلال تواصلى مع من كانوا يدافعون عنه بالسابق..أدركت حقا أن الأمر تغير كثيرا. فإدارة الرئيس المتخبطة والعشوائية وعدم قدرته على تسيير شؤون البلاد فى كافة مناحى الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية..جعلت الكثير من المؤيدين يكفرون به كرئيس لدولة كبيرة بحجم مصر. فعلى المستوى الاقتصادي..تتعرض البلاد لازمة اقتصادية طاحنة لا يعلم مداها الا الله..فالدولار والعملات الأخرى تقفز قفزات عالية مقابل الجنيه الذى تم تعويمه وإغراقه تنفيذا لشروط صندوق النقد الدولى الذى يلعب بالرئيس وحكومته مثل الكرة. على الجانب الأخر انخفض احتياطه النقد فى البنك المركزى الى 12 مليار دولار وهو الحد الذى لا يستطيع البنك أن يضخ دولارات إلى السوق حتى يثبت سعر الجنيه البائس. وبناء عليه استمر نزيف ارتفاع الأسعار إلى درجة لم تعتد تحتمل..فضلا عن الرواج الرهيب الذى تعيشه السوق السوداء بداية من تجارة العملات الى تهريب ونقص الوقود الذى زاد من ارتفاع الأسعار وشل القاهرة وباقى المحافظات شللا تاما ضاق به القاصى والدانى. وعلى الجانب الأمنى حدث ولا حرج..فقد أغلقت الشرطة أبوابها فى وجه الشعب وكأنها جمعية استهلاكية نفذت بضائعها..فأصبحت البلاد بلا امن..وانتشر البلاطجة فى محافظات مصر لا يردعهم احد يحرقون ويبطشون ويقطعون الطريق أمام المواطنين. لن أتكلم الآن عن القطاع الخاص الذى يفتح بيوت واسر اكثر من ثلاثة أرباع الشعب المصرى والذى أغلقت مصانع عديدة منه لاسيما المصانع والشركات المتوسطة وصغيرة الحجم التى لم تستطع أن تتحمل مرتبات عمال شردتهم الظروف الاقتصادية..ولن أتكلم عن تطهير القضاء والداخلية وباقى مؤسسات الدولة التى قامت الثورة لأجلها. إذن نحن نعيش مأساة حقيقية لا نعرف متى ستنتهى..فنحن نعيش اليوم بيومه مثل عمال البناء..فلا نعرف خطة نسير عليها..ولا نعلم هل ستتغير الحكومة ام لا..وهل سيبقى قنديل فى منصبه ام لا؟..ومتى ستتم الانتخابات؟..وهل سيستمر نزيف الأسعار هكذا ام هناك حلول تحول بيننا وبين ثورة الجياع المتوقعة. الهدوء والانتظار الذى يعيش فيه مرسى يمكن أن يكون علاجا لبعض الأزمات السياسية البحتة..لكن أزمات الغذاء والأمن لا تحلها الغيبوبة والدروشة والانتظار. [email protected]