إن القارىء للتاريخ قديما وحديثا يعلم جيدا أن التيار الإسلامي على مر العصور يحارب من أعدائه بطرق شتى ..لكن أغلبها لم تنجح . فإليك أخى القارىء طرق القضاء على التيار الإسلامي : 1-الإقصاء: وهى طريقة ليست بالجديدة ..مثلما حدث بعد انقلاب 52 من الجيش على الحكم الملكى ثم إقصاء الإخوان والتنكيل بهم فى المعتقلات ..سحل وتعذيب وتقتيل . وهذه الطريقة لم تجدى نفعا مع هذا التيار لأنه كلما ازداد ابتلاءا وقهرا وظلما ..ازداد قوة وصبرا وعزة. 2-الاستبدال:واستبدال التيار الإسلامى تكون بتيار أخر ..فبعد سقوط الخلافة الإسلامية مر الوطن العربى بمراحل مختلفة منها ..القومية العربية التى حاول فيها الغرب ان يشتتوا ويفرقوا بين الإسلاميين جميعهم تحت مسمى جديد بعيدا عن أخوة الإسلام وهو ما أطلقوا عليه (الوحدة العربية) ..فوجدوا أن هذا المسمى لن ينجح.. لان العرب اقرب إلى دينهم وان هذا المسمى الجديد لن يفرق جمعهم ..إلا فى بعض الأحيان ..مثلما حدث من استعانة الكويت بالأمريكيين ضد العراق. ثم كانت مرحلة عشوائية كما يطلق عليها المحللين السياسيين ..وهى مرحلة مبارك التى كانت ستسقط لا محالة لأنها (برجاماتية ) عشوائية . وجاء التيار الليبرالى ليكون عوضا عن التيار الإسلامي .. الذى جاء بتأصيل ومنهج ..وان كان منهجهم به الكثير من التناقض ولم يرق إلى مستوى المرجعية الدائمة ..إلا انه وضع فى مصر ليكون بديلا عن التيار الإسلامى ..ونجح بعض الشىء ..حتى أن بعض الإسلاميين الذين يرفضون ويكفرون بالليبرالية تجدهم يمارسونها ..حتى ظهرت بعض الحركات السلفية التى تمارس الليبرالية مثل مايسمى بسلفيو كوستا . وأيضا وبرغم كل هذه المعطيات إلا أن هذا التيار (الليبرالى ) لم يفلح فى هذه المهمة ولم يكن عوضا أو بديلا عن الإسلاميين..لذلك لم تفلح سياسة الاستبدال 3-الاحتواء: احتواء التيار الإسلامي من قبل الحكومات ..وهذا هو المسلك الذى حقق هدف الحكومات .. وأسوق إليك مثالا: فى معتقلات مبارك ..كانت الجماعة الإسلامية تعامل بالسحل والتعذيب والتقتيل ..إلا أنهم كانوا صامدون ومصرون على معتقدهم ..سواء اتفقت أو اختلفت معه..لكنهم كانوا على موقفهم .. وحينما جائت المراجعات(المبادرات) التى قام بها مهندس المراجعات ..رئيس جهاز امن الدولة الهالك: مصطفى رفعت (احمد رأفت)..وقع القيادات على هذه المبادرة والتى من بنودها ..أن السادات مات شهيدا ..وانه يجب نبذ العنف(الجهاد). وبالرغم من ان هذه البنود عند الجماعة نفسها تكون كفرا ..إلا انهم وقعوا عليها مكرهين .. والبعض تم احتواءه .. لاسيما القيادات من الجماعة الإسلامية .. تم احتوائهم ..حتى قيل عن بعضهم: ضابط امن دولة بلحية ..وهذا نظرا لموقفه المتغاير تمام ..حتى أصبح ولائه للأمن داخل السجون .. والآن أيها السادة ..يتم احتواء التيار الإسلامى تحت ذراع المجلس العسكرى ..قيادات إخوانية ..ومشايخ سلفيه ..وضع يدهم فى يد العسكر لمصلحة متبادلة بعيدا عن مصالح الثورة المصرية .. لكن أقول لكم أيها الإسلاميون..العسكر ليس له عهد ولا أمان ..وستنقلب عليكم طاولة الاحتواء يوما ما ..ولن ينفعكم الشاى بالياسمين ..فدم الشهداء مازال يغلى . ولاتنخدع بمسرحية العسكر مع الإخوان ..وانطلاق حملة (سلمها بالأصول )من الإخوان ضد العسكر.. فلو كان يريد الإسلاميون الحفاظ على الثورة لعلقوا أعمالهم فى البرلمان ونزلوا إلى الميدان ساعة أن رفض العسكر طلب البرلمان بسحب الثقة من الحكومة .. الاحتواء ...لمن أراد القضاء على التيار الإسلامى ..هو الحل.