دعوة تطلقها الأحزاب والحركات السياسية لعمل مليونية حاشدة بميدان التحرير،وبالفعل يستجيب الشعب ويذهبون ملبين النداء فرادا وجماعات,وتنصب المنصات وتعلق اللافتات الساخنة وتوزع البيانات النارية،وتذهب النخب وتعتلى المنصات وتخطب خطبا تلهب المشاعر وتهتف هتافات مشتعلة ينتفض الميدان على أثرها انتفاضة هائلة. يستمر هذا الكرنفال من الصباح حتى غياب الشمس,بعدها تعلن القوى السياسية انتهاء فاعليات المليونية بعد أن أعلنوا بعض المطالب التى تمخضت عنها هذه المليونية,ثم يرحل الجميع وتفكك المنصات وتعود الحياة لطبيعتها. ثم تبدأ برامج التوك شو فى استضافة الهتيفة الذين كانوا يهتفون فى الميدان,ويأتوا بالمعلقين والمحللين والحقوقيين والقانونيين لتبدأ وصلات من الثرثرة والهلفطة الجماعية التى لا تغنى ولا تسمن من شئ مفيد ،بعدها تتحول تلك المليونية إلى ذكرى لا فائدة ولا طائل منها,اللهم إلا تعميق الخلافات بين القوى السياسية. هذا هو حال المليونيات التى تحدث مؤخرا فى التحرير،لا تحرك ساكنا ولا تغير واقعا,فالمستفيد الوحيد من هذه المليونات الحاشدة فى وجهة نظرى هم الباعة الجائلين الذين وجدوا فى المليونيات مصدر دخل لهم من بيع الترمس والفيشار والكشرى والكبدة الإسكندرانى ومؤخرا ظهر حب العزيز. لقد فطن المجلس العسكرى إلى هذه الكرنفالات المسماة بالمليونيات،وعلم أن أخرها هو مجرد الهتافات الجوفاء التى لا تغير من فكرهم وخططهم لتقويض البلاد شيئا.فما عادوا مرتعشين أو خائفين من تجمع الناس طالما أن المظاهرة تعقد وتنتهي قبل أن يطل الليل بظلاله على الميدان. لذلك لو اعتقد هؤلاء الداعون للمليونيات أن تجمعهم بهذا الشكل سوف يغير من الأمر شئ، فهم واهمون لم يتجاوزا مرحلة المراهقة السياسية. فالحل الوحيد مع العسكر هو المواجهة المستمرة التى تتمثل فى الإعتصامات والإضرابات المستمرة مثلما حدث فى ثورة يناير لا كما يحدث الآن من تضيع للوقت والجهد والمال. لن يشعر العسكرى بالخوف إلا بالضغط الشديد المتمثل فى الاعتصام المفتوح والمسيرات المستمرة وتطوير لغة الخطاب وسرعة وتدفق الأحداث التى تلاحقه من كل صوب وحدب بعدها سوف يشعر العسكر ان خطرا حقيقيا قد يداهمهم لو استكانوا أو أهملوا مطالب الشعب.فنحن الآن فى لحظة حاسمة,فإما أن ننقذ ثورتنا من المخربين والعملاء,وإما سنكون أضحوكة للعالم. فهذه اللحظة هى المناسبة لوضع حد مع العسكر ولتصحيح مسار الثورة ولو انتظرنا وأخرنا التصادم سندخل فى منعطف خطير لن تخرج البلاد منه أبدا,فانتظارنا حتى تأتى لنا اللجنة الرئاسية بأحمد شفيق أو عمرو موسى عن طريق انتخابات مزورة, سنخسر الكثير من البسطاء الذين سوف يخدعون بإعلام الدولة الهابط الذى سوف يصور الثوار وقتها بأنهم لا يريدون الديمقراطية التى طالبوا بها وندخل لا مفر فى حرب أهلية بين رافضى الانتخابات ومؤيديها. أقولها بملء فمى أن فاروق سلطان سيزور الانتخابات الرئاسية وسيقول أنها نزيهة كما زور انتخابات 2010 ووصفها بالنزيهة ولا يلدخ مؤمن من جحر مرتين. تعالوا نضيع الفرصة على أذناب النظام وألا نشاركهم باستهتارنا وخلافاتنا فى إعادة بناء النظام البائد,تعالوا لنعتصم من الآن ولنبدأ 18 يوما أخرى نحقق فيه ما يجب أن تحققه الثورات المحترمة,تعالوا نطالب بحق الشهداء الضائع فى جنبات محاكم النظام والتى أعطت البراءة لكل القتلة الذين قتلوا الثوار الأبرار,تعالوا نطلب بتغيير وعزل ومحاكمة اللجنة الرئاسية التى يشهد التاريخ بأنها كانت وما زالت أداة من أدوات مبارك,تعالوا نثور ضد الفلول المتبجحين الذين يريدون أن يقتلوننا مرة أخرى كما فعل مبارك. الفرص الفائتة لا تعوض والمرتشعون لا يصنعون التاريخ ونصف ثورة تعنى هلاك امة أدركوا الثورة وأدركوا اللحظة الفارقة قبل أن يدركنا الفلول. اللهم ما قد بلغت اللهم فاشهد اللهم ما قد بلغت اللهم فاشهد.