هاجم الكاتب الأمريكي " دانيال بايبس" دين الإسلام بمقال له نشرته الصحف مؤخرا نقلا عن موقعه الشخصي يقول فيه بأن المسلمين عرفوا العبودية والتي كانت سائدة لدى العرب في الجاهلية ، واستنكر إشراك هؤلاء العبيد بالجيوش الإسلامية التي كانت تغزو البلدان . ولكن الكاتب لم يتطرق إلى أن الحكام لجئوا لتدعيم جيوشهم بالعبيد بعد أن تراجع التزام الشعوب الإسلامية عموما بالتعاليم الدينية وخاصة في الحياة العامة ، وبالتالي لم يعد هناك كوادر يمكن الوثوق بها للغزوات لتحقيق نصر سياسي أو عسكري ، ولم يستخدم العبيد كجنود محترفين على نطاق واسع إلا في الدولة الإسلامية ، فقد كانوا يخدمون دائما كقوات طوارئ وخدم شخصي ومساعدين أو لإعداد المدافع في الدول الأخرى . ولا نجد نماذج كثيرة للاستعانة بالعبيد في الجيوش وخاصة خلال القرن السادس عشر الميلادي إلا في الدولة الإسلامية ، وفي متحف ببريطانيا يمكننا النظر للطريقة التي كان العبيد يعاملون بها ، فقد كانوا يعاملون بصورة ليست آدمية غالبا ، وتظهر الصور بالمتحف أن هؤلاء العبيد هم الذين عبدوا الطرق بأيديهم في حين لم تكن هناك آلات رصف بأوروبا ، وألقي بهم فى جزر المحيطات مثل جاميكا بالعراء وبدون مبانى وتركوا يتدبروا أمرهم ويلاقون حتفهم فى الغابات . أما في الإسلام فكانت هناك تربية للعبيد وخرج منهم قواد عظماء وخاصة في عصر المماليك الجلبان ، وحكموا العالم ، اي أن العبيد لم يكونوا يعاملون بصورة لا تحترم آدميتهم وكرامتهم بل وصلوا للحكم في مصر ، وإلا لماذا يستبسلون في القتال بساحة المعركة ؟ ومثلا تربى الحاكم المملوكي المصري قطز مثل باقي المماليك ، تم شراؤه صغيرا وتعلم اللغة العربية قراءة وكتابة ، ثم كان المملوك يدفع به لتعلم القرآن الكريم ومبادئ الفقه وآداب الشريعة الإسلامية ، ثم إذا وصل المملوك بعد ذلك إلى سن البلوغ جاء معلمو الفروسية ومدربو القتال فيعلمونهم فنون الحرب وركوب الخيل والرمي بالسهام والضرب بالسيوف، حتى يصلوا إلى مستويات عالية جداً في المهارة القتالية، والقوة البدنية، والقدرة على تحمل المشاق والصعاب ،ثم يتدربون بعد ذلك على أمور القيادة والإدارة ووضع الخطط الحربية، وحل المشكلات العسكرية، والتصرف في الأمور الصعبة. فينشأ المملوك وهو متفوق تماماً في المجال العسكري والإداري.. مؤمن الدسوقى استشارى نظم المعلومات [email protected]