الفكرة الشائعة بأن الغرب وبخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية يقوم بتشويه صورة الإسلام والمسلمين هي فكرة حقيقية إلي حد كبير لكن هناك وجها آخر لا يلتفت إليه القارئ العربي هو ذيوع النظرة العلمية والاكاديمية في الغرب "أوروبا والولاياتالمتحدة" لكل ما يتناولونه من قضايا وأفكار واللافت للنظر ان المكتبات الامريكية تعج بما لا يحصي من الكتب والدراسات التي تتناول الإسلام وفلسفته وتاريخه. وما أثار اهتمامي في هذا الصدد كتاب وقع في يدي بعنوان "تاريخ الفلسفة الإسلامية" الفه البروفسور سيد حسن نصر استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة جورج واشنطن والبروفسور أوليفر ليمان استاذ الفلسفة بجامعة كنتاكي والكتاب مرجع موسوعي يتجاوز عدد صفحاته الفاً ومائتي صفحة. الكتاب الصادر عام 1993 والذي أعيد طبعه وتعديله بإضافات جديدة لعلماء متخصصين حتي عام 2004 يتناول في جزئه الأول الابعاد الدينية والثقافية والحضارية للدين الإسلامي والأسس التي أستند عليها فلاسفة الإسلام في مذاهمهم الفلسفية المستوحاة من القرآن والحديث. ويتحدث الكتاب ايضا في جزئه الثاني عن سيرة فلاسفة الإسلام الأوائل في الشرق وفلسفاتهم مثل الكندي والفارابي والرازي وأخوان الصفا وابن سينا والغزالي. أما الجزء الثالث فيتناول فلاسفة الإسلام في "المغرب العربي" وعلي رأسهم ابني مسره وابن باجه وابن طفيل وابن رشد وابن سليل وأبن خلدون. في حين يختص الجزء الرابع بالفلسفات الصوفية والباطنية في الإسلام والمناخ الثقافي في حقبة الحمداني وأفكاره ومؤسس تلك المذاهب مثل شهاب الدين الشرواني وابني عربي. ويتناول الجزء الخامس الفلسفة الإسلامية الحديثة وعلماءها مثل نصر الدين الطوسي والاصفهاني والملا الصدر أما الجزء السادس فيبحث في التفاعل بين تأثير المدارس الفلسفية اليهودية والثقافة الإسلامية في تلك الحقبة. ثم ينتقل الكتاب في جزئه السابع لشرح ما هية الفلسفة وأبعادها الميتافيزيقية وعلوم المنطق والفلسفات السياسية واللغة والعلم والتصوف والاخلاق والقانون وغيرها. ويدرس الجزء الثامن المرحلة الانتقالية من العالم القديم إلي العالم المعاصر بعرض تاريخ الحقبة المسيحية واليهودية في أوروبا ثم الفلسفات الغربية الحديثة ثم دراسة عن البعد الفني والشعري للفلسفة الحديثة. وفي الجزء التاسع يتناول الكتاب الفلسفة الإسلامية المعاصرة في مختلف دول العالم في كل من ايران والهند وباكستان ومنطقة الجزيرة العربية ومصر وتركيا وجنوب شرق اسيا ويختتم الكتاب الجزء العاشر بتناول الغرب للاسلام والفلسفات الإسلامية ونظريات المستشرقين وأعمال هنري كوربان والفلسفة الإسلامية في روسيا ومستقبل الفلسفة الإسلامية. ومفاد هذا الكتاب وغيره أنهم في الضرب لا يتناولون موضوعا أو قضية بمثل هذه الخفة التي نتناول بها قضايانا وموضوعاتنا أو نطرح بها وجهات نظرنا. بينما نغرق نحن في موضوعات جانبية وجدل عقيم حول اسباب تخلف العالم الإسلامي وندور في حلقة مفرغة ليس لها معني بشأن من المسئول عن هذا التخلف وهل هو مسئولية انظمة حكم أم مؤامرة يحيكها ضدنا الغرب، الذي نرفضه جملة وتفصيلا ولا نسعي الي فهمه بالجدية الواجبة علي الرغم من كل محاولاته لفهمنا.