بدأت بنوك كبري علي رأسها الأهلي المصري ومصر والتجاري الدولي CIB والهيئة المصرية للبريد وفيصل الإسلامي المصري تأسيس صناديق استثمار جديدة، وذلك بعد جمود طالهذه الصناديق لفترة طويلة وقال عدد من مسئولي البنوك والخبراء والمحللين ان البنوك قامت بالتوسع في إصدار صناديق استثمار جديدة خلال الفترة الأخيرة نتيجة لاحتياج المستثمر إلي هذه الصناديق كما أن ازالة معوقات الاستثمار أدت إلي تحسين المناخ الاقتصادي مما شجع البنوك علي إصدار الصناديق ومنها "يوم بيوم" الذي طرحه بنك مصر مؤخراً. أرجع نهرو خليل المستشار المالي للهيئة القومية للبريد اقبال البنوك خلال الفترة الأخيرة علي طرح صناديق استثمارية جديدة إلي ضآلة الأوعية الإدخارية المطروحة ولاسيما التي تستهدف صغار المستثمرين مشيراً إلي أن الهيئة لديها 12 مليون عميل معظمهم من هذه الفئة. وأشار إلي قيام الهيئة خلال الفترة الماضية بطرح صندوق استثمار ذي العائد اليومي بالتعاون مع بنك مصر ويتم حساب العائد علي أساس نوع الحساب الذي يختاره العمل ليتناسب مع طبيعة نشاطه وعمله مع إمكانية صرف العائد بشكل يومي. وأكد المستشار المالي للهيئة القومية للبريد ان الهيئة تقوم بإرسال حصيلة الصندوق إلي بنك مصر، ليقوم باستثمارها بشكل يومي في السوق من خلال شراء سندات حكومية وغيرها من الأوراق المالية. وقال إن حجم استثمارات الصندوق تجاوزت 30 مليون جنيه ومن المتوقع أن تصل إلي 600 مليون جنيه مشيراً إلي أن استثمارات الصندوق موجهة لاستثمارات طويلة الأجل مبنية علي خطط دقيقة، لتفادي الخسائر التي لحقت بصناديق استثمار البنوك خلال عامي 97-،1998 وأرجع خسائر الصناديق في المرحلة الماضية إلي تردي الأوضاع الاقتصادية واقتصارها علي الاستثمار في البورصة، خاصة الأسهم والتي تعتبر مرآة للاقتصاد الوطني. وقال حلمي السعيد مدير عام الاستثمار ببنك مصر إن صناديق الاستثمار في طريقها للانتعاش من جديد بعد التجربة الفاشلة التي مرت بها خلال عامي 97-1998 وذلك بعد تحسن الأوضاع الاقتصادية وارتفاع مستوي المعيشة. وأضاف أن هناك وعياً حالياً بطبيعة صناديق الاستثمار بين رجال الأعمال والطبقة فوق المتوسطة. وأوضح السعيد أن صناديق الاستثمار وسيلة لتحقيق عائد متميز بخلاف الودائع الأخري فدرجة المخاطرة تزداد كلما زاد العائد. وأكد أنه عندما حدثت خسائر عام 97/1998 ابتعدت البنوك عن إصدار صناديق استثمارية واتجهت إلي التفكير في كيفية الخروج من هذه الدائرة. والعودة إلي هذه الصناديق مرة أخري. وكان أول الطريق هو كيفية جعل المستثمر يشعر بالأمان وأول صندوق تم إنشاؤه هو صندوق العمر وكان من ضمن شروطه ان البنك يضمن للمستثمر رأس المال مع إدخال بعض المميزات الأخري مثل التأمين ووجود تسهيلات بالتقسيط وهي مميزات لم تكن متوافرة علي الاطلاق في الصناديق السابقة ومن ضمن الضمانات أيضاً أن أموال الصندوق تعمل في أدوات آمنة 100% كالودائع أو سندات لشركات لها أسهمها. ولهذا نجد أن صندوق "يوم بيوم" تقدر حجم استثماراته الآن بأكثر من 450 مليون جنيه. والفئة التي يستهدفها صندوق "يوم بيوم" هي الشركات ورجال الأعمال والطبقة فوق المتوسطة أما المجالات التي يعمل بها هي من الأوراق المالية مثل السندات الحكومية وأذون الخزانة والتي تنعدم بها المخاطرة. وأوضح أشرف سلمان نائب مدير عام الاستثمار والخزانة بالبنك العربي الإفريقي الدولي، ان الصناديق التي أنشئت عام 1997 كانت تركز علي الاستثمار في الاسهم وهو اتجاه جاء نتيجة الخصخصة ودخول القطاع الخاص للسوق مما شجع البنوك علي عمل صناديق تستثمر في الاسم وكان هناك نوعان من الصناديق منها صناديق مفتوحة هي النسبة الكبيرة وصناديق مغلقة وهذه لم تكن جاذبة للبنوك. وأضاف ان البنوك مطالبة اليوم من عملائها بالمزيد من الصناديق لتوظيف أهداف المستثمر والبنوك تستثمر في وثائق الدخل الثابت وسندات حكومية وأذون خزانة وودائع شهادات وكلها مضمونة وآمنة 100% ويضيف: اليوم يوجد تنافس بين البنوك لإدخال مزيد من المنتجات الجديدة للسوق معهم لجذب عملاء جدد. وأعتقد أن البنوك في الفترة القادمة ستفكر في طرح المزيد من المنتجات بأدوات جديدة من بينها الصناديق ونجد أن من أهم الأسباب التي شجعت البنوك في الفترة الحالية لاطلاق المزيد من الصناديق هو الصعود الذي حدث لسوق المال المصري، إذ إن المؤشرات العالمية قالت إن السوق المصري من أعلي الأسواق الناشئة صعوداً في المنطقة مما جعل العالم ينظر مرة أخري للسوق المصري وهذا الصعود جاء نتيجة لتغيير السياسة المصرية بعد تولي الحكومة الجديدة وبذلها المزيد من الجهود، مما أدي إلي ارتفاع نسبة الاستثمار وزيادة نسبة المستثمرين الأجانب. ويقول أشرف سلمان أنه من الأسباب التي أعادت الصناديق مرة أخري هي عدم وجود صناديق سندات واعتقد أن الأخطاء التي حدثت في عام 97-1998 لن تحدث مرة أخر