علي موائد التجارة العالمية ؟؟؟ تطبخ الصين طبخة مذاقها حار جدا وهضمها صعب للغاية. الطبخة الحارة والصعبة الهضم هذه قد لا تبدو جديدة علي اسواق العالم التي ذاقت من طعم "الاغراق الصيني" بما يصل لحد التخمة من اشكال لا حصر لها، بدءا من المنبه الصيني والقلم والطبق وحتي الحذاء "والشبشب"، لم تسلم أرصفة وازقة العالم منه ولن تكون السيارة "شيري" و"جيلي" هي الاخيرة لانه من المؤكد ان هناك اسماء "دلع" صينية كثيرة في الطريقه. الجديد في الطبخة الصينية ان الصينيين يغرقون الاسواق ثم يرفضون دفع الاتعاب اي يتحايلون علي رسوم الاغراق ولا يتركون للمعترض سوي حائط منظمة التجارة العالمية بجنيف لخبط رأسه عليه. ويبدو أن العالم كان ساذجا عندما ظن ان دخول الصين الي كنف منظمة التجارة العالمية مؤخرا كان كفيلا بتكتيف يديها وراء ظهرها او انصياعها لاحقا للمنظمة الدولية والاحتكام لأوامرها ومما يزيد من حدة السذاجة ان دول العالم تصورت انها وجهت صفعة لانفلات الصين واغراقها للاسواق عندما فرضت رسوم اغراق علي منتجاتها في 254 قضية ضبطت متلبسة فيها بالاغراق بينما افلتت من 102 حالة اخري لم يثبت فيها نية سبق الاصرار والترصد. ويبدو ان الصين بالرغم من حداثة عهدها بمنظمة التجارة العالمية الا انها سرعان ما أدركت ان المنظمة تغافلت عن وضع عقوبة للدول المشاكسة التي تتحايل علي رسوم الاغراق لان عقوبة التحايل تركت للتفاوض بين الدول الاعضاء ولم ينص علي عقاب أو جزاء للمتحايلين وبذلك اصبحت كل دولة تعاقب المتحايل وفقا لقدراتها وكانت النتيجة ان الدول المتحايلة تهرب من العقوبة ويشربها غالبا المستوردون من أهل البلد ذاتها ليقعوا في شر أعمالهم. وربما شطارة ؟؟؟؟ وتكون كفيلة باخراج الكل مثل الشعرة من العجين وهذه هي القضية.. علي من تقع مسئولية الامساك بالمتحايلين بينما منظمة التجارة العالمية لم تجاز من كان السبب في التحايل؟ المهمة صعبة خاصة اذا عرفنا ان واردات مصر من الصين وصلت العام الماضي الي 900 مليون دولار دخلت من الباب وربما يكون ما دخل "من الشباك" يفوق هذا. الصين تغرق السوق.. هذا صحيح بالدليل القاطع وباوراق جهاز مكافحة الدعم والاغراق بوزارة التجارة الخارجية والصناعة والذي اصبح عليه ان يلاحق السلع الصينية علي الارصفة وفي الازقة والحواري وداخل دواليب المصريين وفي اي خرم ابرة داخل مصر حيث تنفذ بالفعل منه المنتجات الصينية. جهاز مكافحة الدعم والاغراق ضبط 6 حالات تلبس وما كان منه الا ان فرض رسوم اغراق علي الاقلام الرصاص صينية الصنع (بنسبة تتراوح مابين 115% و233%) وعلي ورق الحائط (بنسبة 97%) علي اطارات السيارات (بنسبة تتراوح ما بين 67% و195%) وعلي الكوالين (بنسبة 104%) وعلي المحركات الكهربائية (بنسبة تتراوح ما بين 67% و73%) وعلي الأواني المصنوعة من البورسلين. هذه هي رسوم الاغراق بالورقة والقلم في الدفاتر الرسمية ولكن ما خفي دائما يكون هو الاعظم. الأصل "صيني" الأصل "صيني" والاسم "تايواني" هذه هي فحوي الشكوي التي تقدمت بها احدي الشركات المصرية المنتجة للاطارات لوزارة التجارة الخارجية والصناعة حيث لاحظ المسئولون في الشركة وجود اطارات سيارات في السوق المصري تحمل ماركة "تايواني" وتباع باسعار تقل كثيرا عن الاسعار المعتادة للاطارات التايوانية الصنع وتبين لمسئولي الشركة ان فواتير شراء هذه الاطارات تدل علي انها واردة من جبل علي. ويوضح مسئولو الشركة ان هذه الاطارات ما هي الا ذات الاطارات الصينية التي كانت تملأ السوق طوال السنوات الماضية خاصة قبل اصدار جهاز مكافحة الاغراق رسم الاغراق علي الاطارات الصينية. ويوضح احد المسئولين في الشركة المصرية انه بسبب تخوف الجانب الصيني من ارتفاع اسعار الاطارات بعد اضافة رسم الاغراق فانه لجأ الي ادخال الاطارات الصينية الي السوق ولكن تحت غطاء "تايواني". وأوضح المسئول في شكواه ان بعض المستوردين المصريين قاموا باستيراد اطارات من الصين. ولكنهم ادخلوها عن طريق بعض الدول الاسيوية واحدي الدول العربية بحيث تدخل هذه الاطارات بدون دفع رسوم الاغراق باعتبارها ذات منشأ غير صيني. وبذلك يتهرب الجانب الصيني من رسوم الاغراق وتباع منتجاته باسعار رخيصة كما كانت.