اتفق الوزراء والمسئولون الذين تواجدوا في طابا ونويبع طيلة الاثنين والسبعين ساعة الماضية التي تلت وقوع حوادث التفجيرات، علي تأكيد أن التأثير في حركة السياحة والحركة الاقتصادية عموما بما في ذلك جذب الاستثمارات والبورصة وغيرها، سيكون محدودا وفي المدي القصير فقط، وقد ربط وزير الداخلية حبيب العادلي التأثير الذي وصفه بالمحدود بقدرة مصر ومختلف الأجهزة الامنية المسئولة استعادة الهدوء وتحقيق استيباب تام للأمن في جميع المناطق بما في ذلك المناطق السياحية في جنوبسيناء. وكانت "العالم اليوم الأسبوعي" قد علمت من بعض مصادرها السياحية علي عين المكان في طابا أن الاتوبيسات السياحية القادمة من منفذ طابا وتقل اسرائيليين لم يكن يؤمن لها جميها بدوريات دائمة في الفترات السابقة وعلي جميع خطوط سيرها وحركتها، كما علمنا أن بعض القري السياحية التي هي اقرب للمخيمات مثل مخيمي البادية وجزيرة القمر المنكوبتين والموجودتين بالقرب من مدينة نويبع لم تتوافر لهما خدمات أمنية كافية.. اضافت المصادر التي رفضت ذكر أسمائها ان العقول الاجرامية التي دبرت الحادث الارهابي المتزامن في عدد من المواقع والتوقيتات، من الواضح انها درست المكان جيدا ومنذ فترة وتعلم بالمواعيد التي يمكن فيها تغيير الدوريات ومستوي التأمين وأعداد القوة المتواجدة في جميع المنشآت السياحية وعلي طول الخط الرابط بين طابا ونويبع، وعلي ضوء ذلك حددت مواعيد تنفيذ السيارات المفخخة! من جهة ثانية حرص الوزراء الموجودون في موقع الحادث علي اصدار تطمينات واضحة وكان وجود وزراء الداخلية والصحة والسياحة اضافة الي محافظ جنوبسيناء وقيادات الأجهزة الأمنية لتأكيد عدد من الرسائل المهمة التي بعثوا بها الي مختلف وسائل الاعلام الداخلية وخاصة الخارجية وهي: * أن تنفيذ العمليات الارهابية لم يرتبط بموقف مصر السياسي والأمني. * ارتباط هذه الاحداث بالمناطق الحدودية الملاصقة لاسرائيل في منطقة طابا في ذروة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يعكس تلازم وارتباط هذا الحادث بالصراع واستهدافه السياح الاسرائيليين علي وجه الخصوص، وأنه بالتالي لا يرتبط بالسياحة الاجنبية الوافدة لمصر علي وجه العموم. * أن العمليات لا يمكن ان تشكك في حالة الأمن الداخلي الذي تنعم به مصر منذ سنوات بفضل جهود رجال الأمن المصريين وهناك حالة من احكام الاجراءات التأمينية منذ حادث الاقصر عام 1999.. وهذا كان محل اشادة من المؤسسات الدولية المعنية بما في ذلك تلك المعنية بتقييم حركة الاستثمارات في الدول الناشئة. * ان عمليات التصعيد من طرف اسرائيل خاصة في مخيمات غزة مؤخرا.. يجعل المصالح الاسرائيلية في الخارج مهددة ومستهدفة بما في ذلك دول الجوار.. وان عواصم العالم شهدت احداثا ارهابية بداية من نيويورك، بالي، مدريد، اسطنبول.. ومصر، ولا ندري الي اين تتجه الضربة القادمة. * أن الحادث لا يمس درجة الثقة في الاقتصاد المصري خاصة ان الاصلاحات ركبت "القطار السريع" وهناك اشارات ايجابية ترحيبية بهذا منهج صدرت من مختلف دوائر المال والاعمال والاستثمار العالمية تساند هذه الخطوات وهذا كله سيقلل من الآثار السلبية لحوادث طابا علي الاستثمار الاجنبي سواء في البورصة المصرية أو المشروعات التي تتم خصخصتها وان ارادة قوية من صناع القرار الاقتصادي في مصر تتحرك بقوة وفاعلية لجعل الأثر محدودا في مدي قصير جداً. هذه الرسائل المهمة جاءت علي لسان الوزراء، وقد أكد علي صحة مدلولاتها وزير السياحة أحمد المغربي عندما أشار في تصريحاته ل "العالم اليوم" إلي ان عددا ليس قليلا من السياح الاسرائيليين والذين اجماليهم نحو 15 الفاً مازال موجودا بعدد من فنادق المنطقة كما أشار أيضا إلي أن شركات الطيران العالمية ومنها شركتان عالميتان كبيرتان أبلغت عملاءها أنها لا تفكر في إلغاء رحلاتها إلي المنطقة وحول عمليات الغاء الحجوزات في الفنادق رد المغربي أن جميع المناطق السياحية في مختلف جهات مصر لم تتأثر اشغالاتها مؤكدا أنه يتوقع عودة سريعة للسياحة في منطقة طابا نفسها معللا ذلك بدلالة الحادث واستهدافه لجنسية معينة.. وأضاف أنه التقي بالعديد من السياح الالمان والايطاليين في عدد من فنادق المنطقة والذين أكدوا أنهم سيكملون اجازتهم وأنهم أكدوا بدورهم لاصدقائهم أن الجو ملائم وهادئ وأن الحادث له خلفية معينة، مجددين رغبتهم في العودة إلي مصر في اجازاتهم علي حد تعبيره داعيا وسائل الاعلام إلي الالتقاء بالسياح الموجودين في الفنادق لمعرفة انطباعاتهم في اشارة علي مصداقية حديثه.