استضافت إمارة دبى منتصف الشهر الجارى مؤتمر الشرق الأوسط للتمويل والاستثمار الإسلامى بحضور أكثر من 250 من قادة القطاع على الصعيدين الإقليمى والعالمى بهدف استكشاف الفرص الناشئة للتمويل والاستثمارات الإسلامية فى الشرق الأوسط. ويأتى المؤتمر ليدعم خطوة دبى بالتحول إلى عاصمة للاقتصاد الإسلامى، فى وقت توقعت مصادر اقتصادية أن تتجاوز أصول المصارف الإسلامية حاجز تريلونى دولار بحلول عام 2015. وكانت مؤسسة ?آرنست أند يونج? أشارت فى تقرير إلى أن الخدمات المصرفية الإسلامية تشهد نموًا أسرع ب50% مقارنة بالقطاع المصرفى العام فى الكثير من الأسواق الرئيسية، لتتجاوز الأصول المصرفية الإسلامية العالمية لدى البنوك التجارية حاجز 1،5 تريليون دولار، ولفتت تقديرات مركز الخدمات المصرفية الإسلامية، التابع للمؤسسة إلى أن الأصول المصرفية الإسلامية لدى البنوك التجارية فى الخليج بلغت 445 مليار دولار نهاية عام 2012 مقارنة ب390 مليارا عام 2011 مع توقعات إيجابية خلال السنة. وأكدت تقارير أن كلا من السعودية وماليزيا والإمارات تشكل الأسواق الثلاثة التى تتصدر قائمة أبرز الدول فى القطاع الذى نما فى الخليج 14% العام الماضى على أساس سنوى، ما يمثل تباطؤا فى معدل النمو المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية والذى بلغ 19%. وقال المدير التنفيذى ل?مؤتمر الشرق الأوسط للتمويل والاستثمار الإسلامى? ديفيد ماكين ?مع عودة أسعار النفط للارتفاع وزيادة التدفقات النقدية والسيولة ومتوسط نصيب الفرد من الدخل، مازالت الأسواق الرئيسة فى الشرق الأوسط تحظى باهتمام المستثمرين الإقليميين والدوليين، كما شهدت المنطقة زيادة قياسية فى الإنفاق العام خلال السنوات الأخيرة، ما يدل على وجود إمكانات كبيرة للتمويل الإسلامى مع حصولها على موازنات قوية. ولفت الخبراء إلى أن ربحية القطاع المصرفى الإسلامى تبدو فى طريقها نحو الاستقرار فى أسواق الخدمات المصرفية الرئيسية، على رغم أن المصارف الإسلامية شهدت انتعاشًا مختلطًا فى الأسواق، وشدد الرئىس التنفيذى ل?مجموعة نور الاستثمارية? حسين القمزى على أن ?الأزمة المالية العالمية أتاحت فرصة عظيمة للخدمات المصرفية والتمويل للاستفادة من الاهتمام المتزايد بنموذج التمويل المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية. ونظرًا إلى ظروف السوق والطلب المتزايد على التمويل الإسلامى، ليس فقط فى الأسواق التقليدية فى المنطقة وجنوب شرقى آسيا بل على الصعيد العالمى أيضا، أكد خبراء أن الوقت حان ليستفيد التمويل الإسلامى من نقاط قوته المتمثلة فى ارتباطها بالأنشطة الاقتصادية الحقيقية. وأشار الرئىس التنفيذى ل? مركز دبى للسلع المتعددة? أحمد بن سليم، إلى أن المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية لطالما حظيت باهتمام كبير فى خطة النمو لدى المركز، تماشيًا مع رؤية رئيس الوزراء نائب رئىس الإمارات حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لجعل دبى مركزًا للتمويل الإسلامى على مستوى العالم، إذ تملك أسسًا قوية كمركز تجارى إسلامى، لاسيما فى قطاع تمويل تجارة السلع.