علقت قطر أكبر استثماراتها في لندن إثر تفاقم المخاوف حيال الأزمة الاقتصادية البريطانية. ووضعت الإمارة الغنية بالنفط والغاز مشروعها الإسكاني العملاق ثكنات تشيلسي الذي تقدر تكلفته ب3 مليارات جنيه استرليني قيد المراجعة. وكشف مصدر قطري لصحيفة الجارديان عن أن المشروع ربما يمضي قدما لكن أحد الخيارات المطروحة هو بيع الموقع مع التخلي عن بناء أي من منشآت المشروع المسمي ?مجمع جوتشي? والذي من المفترض ان يضم 450 منزلا فاخراً و123 مسكنا بأسعار معقولة.ويتبع المشروع لشركة الديار القطرية وهي الذراع الاستثمارية العقارية لقطر لكن الموقع الذي تبلغ قيمته مليار جنيه استرليني بقي علي حاله وعلت جدرانه الأسمنتية الأعشاب في انتظار استكمال منشآته.وذكر المصدر القطري في تصريحات نشرتها الصحيفة البريطانية زيبدو الاستثمار في هذا الجانب حالياً مقامرة. سوف ندرس الأمر بعناية ونتخذ القرار المناسب في التوقيت المناسب وكل الاحتمالات واردة المضي في المشروع أو بيعها.ويمثل التراجع عن المشروع إذا ما تم أخبارا غير سارة للاقتصاد البريطاني الذي يعاني من هشاشة واضحة رغم خروج البلاد من الانكماش خلال الصيف الماضي بعد ثلاثة فصول متتالية من تقلص إجمالي الناتج المحلي. وكان بنك انجلترا المركزي حذر في نوفمبر من تقلص جديد في إجمالي الناتج المحلي. وتظهر أحدث البيانات أن الاقتصاد البريطاني يتجه نحو المزيد من الانكماش ويواجه أزمة ركود جديدة. وتمتلك قطر 80% من شارد أطول مبني في غرب أوروبا إضافة إلي متاجر هارودز والمبني القديم للسفارة الأمريكية في مايفير وهي المالك المشترك للقرية الأولمبية ومركز شل في ساوث بانك.لكن لم يعلن بعد تأجير أية مكاتب في شارد فيما يثير تضاؤل الطلب علي المساكن الفخمة في لندن مخاوف في الدوحة من ضخ المزيد من المليارات في السوق البريطانية بدون جدوي. وتخشي قطر كذلك إثارة المزيد من الجدل في بريطانيا حيال تغلغلها في السوق البريطانية لتحقيق مكاسب جيوسياسية وخلق منطقة نفوذ في لندن. وتقول شركة الديار إن فكرة المشروع تدمج بين المخطط الرئيسي لثكنات تشيلسي الموقع العسكري القديم في حي تشيلسي مع منطقة بلغرافيا المحيطة بها من خلال منطقة سكنية حديثة وحية تضم منازل وبنايات سكنية فضلا عن المتاجر المحلية والمرافق المجتمعية ممتدة علي المساحة الإجمالية للمشروع البالغة 52 ألف متر مربع. وتقع ثكنات تشيلسي في منطقة بالغة الثراء ظلت لفترة طويلة في معزل عن التراجع الاقتصادي في بريطانيا. وخلال السنتين الماضيتين تم بيع ثلث العقارات في هذه المنطقة اس دبليو 1 لمواطنين بريطانيين بينما اشتري 34 منها أشخاص من روسيا والجمهوريات السوفييتية السابقة والشرق الأوسط. ويعكس التراجع عن النشاط العقاري في هذه المنطقة التاريخية مشاعر مختلطة لدي معارضي المشروع القطري في بريطانيا فبعضهم مسرور من بقاء المنطقة كما هي دون أية أعمال بناء فيما ينتاب القلق البعض الآخر بشأن حالة عدم التيقن.