مابين نقص الكميات وتوقعات زيادة الأسعار السياحة تكتوي بنار الوقود بعد تجدد أزمة الطاقة.. وتوصيل الغاز هو الحل زعزوع: توصيل الغاز للفنادق يوفر 350 مليون جنيه يسددها القطاع كفواتير للكهرباء المنشآت السياحية تطالب بتأجيل رفع الأسعار لنهاية العام.. ووعود بعدم الزيادة الفجائية الخبراء: الحكومة مطالبة بالمساعدة في تمويل مد الغاز الطبيعي إلي الفنادق مازالت أزمة قضية نقص الطاقة وزيادة أسعارها وخاصة السولار تلقي بظلالها علي المناطق السياحية حيث اختفي السولار من محطات الوقود تماما وصار تجار السوق السوداء هم أسياد الموقف وأدي تفشي هذه الظاهرة لارتفاع سعر السيارة التي تزن 50 طنا إلي أكثر من 100 ألف جنيه، حيث يبلغ متوسط استهلاك الفندق من 8 إلي 10 أطنان أسبوعيا، وهو ما سيؤدي إلي خسائر فادحة خاصة أن معظم احتياجات ومتطلبات المعيشة بالفنادق من مستلزمات المطابخ وجميع الأدوات الكهربائية تعمل من خلال المولدات الكهربائية التي تعمل بالسولار. من جانبهم طالب مستثمرو السياحة وزراء البترول والسياحة والنقل ومحافظي المناطق السياحية بضرورة الإسراع بحل هذه المشكلة حتي لا تؤثر بالسلب علي الحركة السياحية الوافدة للمنطقة، كما طالبوا بتشديد الرقابة علي المحطات لمنع التلاعب والحد من عمليات تهريب السولار للسوق السوداء، مؤكدين ضرورة وجود رقابة كافية حتي تساهم في حل الأزمة خاصة أنها مستمرة منذ فترة طويلة ولم يتم حلها حتي الآن. عانت السياحة في مصر من مشكلات عديدة طوال الفترة الماضية والتي أدت إلي قلة الإيرادات وضيق الحال بل ووقف الحال بسبب قلة أعداد السياح الوافدين إلي مصر وانخفاض معدلات الإشغال بالفنادق إلي درجة بلغت 10% في فنادق الأقصر وإن كانت أفضل نسبيا بالمناطق السياحية الأخري إلا أنها لا تزال تعاني من عدم القدرة علي الالتزام بمرتبات موظفيها بخلاف الالتزامات الأخري مثل فواتير الكهرباء والضرائب والتأمينات علي العاملين وغيرها وهو ما اضطر بعض تلك الفنادق إلي إنقاص المرتبات كما لجأ البعض الآخر من أصحاب القري وشركات السياحة إلي الاستغناء عن العمال المؤقتين بسبب ضعف الإيرادات. وزير السياحة هشام زعزوع يحاول جاهدا حل هذه المشكلة من خلال حث المنشآت السياحية والفنادق علي توصيل الغاز الطبيعي لها في اقرب فرصة وقد بدأت هذه التجربة فعلا في الغردقة وشرم الشيخ وهناك مساع اخري لتعميمها في باقي المناطق السياحية. كانت توصيات الحوار الوطني المجتمعي بين القطاع السياحي والقوي السياسية الذي عقد مؤخرا في عدد من المدن السياحية قد دعت إلي ضرورة مساعدة الدولة لقطاع السياحة في الحصول علي قروض ميسرة لتمويل التحول الي الطاقة الجديدة و المتجددة ، ومد الغاز الطبيعي الي الفنادق وكذلك المركبات السياحية في اسرع وقت مع توافر محطات التموين في المناطق والطرق السياحية ، بهدف الحفاظ علي البيئة وتوفير السولار لاستخدامات أخري، كما طالبت التوصيات مساعدة القطاع من خلال توفير الأمن اللازم في المناطق السياحية، توفير سيولة وجدولة الديون المستحقة علي فترات طويلة. توصيل الغاز للفنادق في البداية يؤكد هشام زعزوع وزيرالسياحة أن هناك اجراءات عديدة تتخذها الحكومة للوقوف بجانب صناعة السياحة من اهمها دعم تحول المشروعات للطاقة المتجددة والذكية من خلال اطلاق مشروع توصيل الغاز للفنادق وتجربة تحويل سيارات السياحة للعمل بالغاز الطبيعي.لافتا الي أن الوزارة تلجأ حاليا إلي الخطط التكتيكية وليست الاستراتيجية طويلة المدي من أجل البحث عن حلول سريعة التنفيذ للخروج من الأزمة. ويطالب زعزوع غرفة شركات السفر والسياحة ببيان لمعرفة استهلاك المناطق السياحية من الوقود وذلك للتنسيق مع وزارة البترول من أجل توفير الوقود اللازم للمركبات السياحية. مشيرا إلي أن الوزارة تعمل علي تحويل المركبات السياحية لاستخدام الغاز الطبيعي وإنشاء محطات وقود خاصة للمركبات السياحية بالمحافظات.. كما وعد الوزير بإثارة مشكلات المستحقات المالية للحكومة لدي القطاع السياحي من خلال تقديم حزمة من التسهيلات وتوفير السولار بالتنسيق مع وزارة البترول وتوصيل الغاز الطبيعي للمنشآت والمركبات وهو ما يوفر 350 مليون جنيه يسددها القطاع كفواتير للكهرباء.. ويستعرض الوزيرالجهود التي بذلتها الوزارة في مد خطوط الغاز والتمويل المباشر لهذا المشروع يتكلف اكثر من 6 ملايين جنيه وذلك بدلا من استخدام السولار في المحافظات السياحية الكبري بجنوب سيناء وكذلك سيتم دعم محافظة البحر الاحمر وذلك في اطار مشروع التحول الي الفنادق الخضراء والتحول الي الطاقة الجديدة والمتجددة. ويشيرالوزير الي انه سيتم عقد اجتماع موسع غدا بحضور الوزراء المعنيين وعلي رأسهم وزراء البترول والتعاون الدولي وكذا اتحاد البنوك و الصندوق الاجتماعي والاتحاد المصري للغرف السياحية وذلك بهدف مساعدة القطاع السياحي في الحصول علي قروض ميسرة لتمويل المشروعات تحت الانشاء للمضي قدما في بحث دعم القطاع السياحي بقوة وذلك للعودة الي المعدلات الطبيعية في ارقام السياحة الواردة الي مصر. لا زيادة في الأسعار ويؤكد انه حصل علي وعد بعدم رفع أسعار المشتقات البترولية بالنسبة لقطاع السياحة فجائيا علي ان يصدر القرار بالاتفاق بين وزارتي السياحة والبترول للعمل علي تقليل الاثار السلبية للقرار في ظل الاوضاع الحالية التي يتعرض لها القطاع من تدني الايرادات نتيجة انخفاض متوسط الاشغالات السياحية. كما يشير وزير السياحة الي انه بحث مع وفد منظمة اليونسكو سبل دعم التعاون بين قطاعي السياحة والطاقة من أجل دفع مساهمة السياحة في تحقيق الاستدامة حيث إنها تقف في مقدمة أحدث المبادرات الابتكارية للطاقة المستدامة .موضحا أن هناك أنماطا سياحية في مصر تطبق بالفعل أسس الطاقة المستدامة فهناك السياحة الخضراء حيث إننا لدينا 55 فندقا مطابقة لمعايير الفنادق الخضراء ، وانه خلال بورصة برلين القادمة ستكون هناك فرصة لإبراز منتجنا السياحي المطابق لأسس الطاقة المستدامة .ويضيف زعزوع أننا اتخذنا حزمة من الإجراءات الداعمة لاستعادة الحركة السياحية إلي معدلاتها الطبيعية وبالتالي ضخ استثمارات جديدة في السوق المصري فبالتنسيق مع وزارة الطيران تم زيادة عدد خطوط الطيران الوافد إلي مصر ومن ثم زيادة الطاقة الناقلة للسائحين من تركيا والصين واليابان كما اتخذنا خطوات حثيثة من أجل النهوض بمستوي البنية السياحية المصرية . ويؤكد حسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة اننا بالفعل خسرنا موسم السياحة الشتوية وعلينا الآن اعادة الهدوء للشارع المصري حتي لا ينسحب من بين أيدينا الموسم الصيفي ايضا والتي تبدأ شركات السياحة الاجنبية في الحجز له من الآن ..مشيرا الي ان هناك مشاكل اخري يعاني منها القطاع من بينها ازمة نقص السولار في الغردقة وشرم الشيخ والتي تؤثر علي القطاع بشكل كبير لاعتماد حافلات السياحة علي السولار. ويضيف ان الفنادق تعتمد علي السولار في توليد الطاقة مما دفع عددا من الفنادق الي وقف المياه الساخنة بعد توقف المولدات التي تعمل بالديزل عن العمل. المعاناة تزداد ويطالب المهندس أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الاعمال وعضو جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم الأجهزة الحكومية المعنية بسرعة حل مشكلة نقص الطاقة التي تهدد السياحة بقوة في هذه المنطقة لتزداد معاناتهم التي بدأت منذ أكثر من عامين عقب تداعيات ثورة 25 يناير من العام قبل الماضي .مشيرا الي ان فنادق مرسي علم تعاني من نقص السولار خلال الأيام الماضية وهو ما يهدد السياحة الوافدة للمنطقة ..مطالبا الاجهزة الحكومية المعنية بمساعدة قطاع السياحة في الحصول علي قروض ميسرة لتمويل التحول إلي الطاقة الجديدة والمتجددة ومد الغاز الطبيعي إلي الفنادق وأيضا مساعدة القطاع في خلق سيولة وجدولة الديون المستحقة علي فترات طويلة. ويقول طارق شلبي نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم ان شركات الاستثمار السياحي بمرسي علم تدرس حاليا عرضا من شركة غاز كول لمد الفنادق والمنتجعات السياحية التابعة لها بالطاقة اللازمة لها عن طريق تحويل التكييفات لنظام العمل بالمياه الباردة بدلا من الكهرباء المولدة من السولار.. مشيرا الي ان الجمعية اقترحت تأجيل رفع أسعار السولار لنهاية العام الجاري حتي يتم اضافة الزيادات السعرية في التعاقدات الجديدة مع شركات السياحة الاجنبية حتي نتمكن من رفع سعر الخدمات السياحية. تعطيل البرامج ويري عبدالرحمن أنور نائب رئيس غرفة الفنادق السابق أن رفع قيمة الضرائب علي بعض السلع والمنتجات التي تستخدمها الفنادق وكذلك السولار والطاقة يرفع التكاليف ويضع القطاع في مأزق من ناحية السيولة التي يمكن أن تؤثر علي رواتب موظفيه. لافتا الي إن مستقبل الحجوزات خلال الشهور المتبقية من موسم الشتاء الحالي مجهول وإن الشركات والفنادق تعمل علي حجوزات اللحظة الأخيرة. ويوضح أن القطاع يعاني من أزمة تراجع كبيرة في الإشغالات وحركة السياحة إلي جانب تراكم الضرائب والتأمينات التي لم يعد القطاع قادراً علي سدادها ولذا فيجب الاسراع بادخال الغاز الطبيعي للفنادق الثابتة والعائمة أيضا علي ان تساهم الدولة بجزء كبير من التكاليف في ظل الاوضاع المتردية للنشاط السياحي ..ويشير ثروت عجمي رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر إلي أن أزمة الوقود بالمحافظات السياحية تعمل علي تعطيل البرامج واستياء السياح أثناء رحلاتهم مطالبا بتخصيص محطات وقود للمركبات السياحية. من جانبها عقدت محافظة البحر الأحمر ورش عمل لممثلي المنشآت السياحية والفندقية بالمحافظة لحثهم علي توصيل الغاز الطبيعي لبعض القري السياحية بالغردقة بحضور مسئولين من وزارة السياحة وهيئة التنمية السياحية وبعض المستثمرين بالغردقة.ويؤكد اللواء سعد الدين أمين سكرتير عام محافظة البحر الأحمر أنه سيتم البدء في توصيل مشروع الغاز الطبيعي ل50 قرية سياحية تقع داخل كردون مدينة الغردقة كمرحلة اولي حيث انتهت المحافظة بالتنسيق مع جمعية الاستثمار السياحي برئاسة اللواء علي رضا حول هذا الموضوع، وستقوم بتمويل المشروع وزارة السياحة وبنك الإسكان والتعمير بتكلفة 23 مليون جنيه. مشيرا الي ان شركة سيتي جاز ستقوم بتوصيل شبكات الغاز الطبيعي بالمنطقة والوحدة المحلية لمدينة الغردقة بإعداد الدراسات اللازمة لتوصيل الغاز لتلك القري التي تقع بنطاق الممشي السياحي وشارع الشيراتون ومنطقة شمال الأحياء.
