النظافة.. والأمن... والتحرش ثالوث المشكلات ومثلث الرعب الذي أصبح يهدد المدن السياحية المصرية رغم مرور ال 100 يوم الأولي من البرنامج فضلا عن انتشار البلطجية والخرتية استمرار غياب الأمن بهذه المدن.. هذه المشكلات أصبحت تحتاج إلي تدخل عاجل من الحكومة وجميع الأجهزة المعنية لحلها وتنشيط حركة السياحة والاقتصاد قبل أن يتعرض هذا النشاط المهم للدمار.. خلال الأيام الماضية عقدت غرفة شركات السياحة وجميعات مستثمري السياحة ورجال الأعمال اجتماعات عديدة بالمدن السياحية المختلفة لبحث كيفية مواجهة المشكلات التي تواجه قطاع السياحة والاهتمام بتطوير المقاصد السياحية لانقاذ ما يمكن انقاذه في ظل التوقعات التي تشير إلي تعافي السياحي في العام القادم.. مطالبة بوضع حلول جذرية لمثل هذه المشكلات التي تمثل عقبة في طريق النهوض بالسياحة. في البداية يري هشام زعزوع وزير السياحة أن مشكلات السياحة ظهرت عندما انحسرت الحركة الوافدة مذ بدء التداعيات السلبية لثورة 25 يناير ولذا فإن القطاع يحتاج إلي مدخل تكتيكي وليس عرض استراتيجيات.. مشيرا إلي أنه بالنسبة لمشكلة الأمن التي تعاني منها المدن السياحية تلقي هشام زعزوع ردا من اللواء أحمد جمال الدين علي خطابه الخاص بشكوي بعض الفنادق من تعرضها لأضرار بالغة من الناحية الأمنية نظرا لتعرض السائحين النزلاء بهذا الفندق لبعض التصرفات والسلوكيات السلبية من المتسولين والباعة الجائلين. وزير الداخلية أوضح في رده قيام الأجهزة المعنية بعدة حملات تركزت حول الفندق موضوع الشكوي والمناطق المحيطة به وأسفرت الحملات عن إزالة جميع التعديات والمخالفات كما أنه قد تم ادراج الفندق ضمن خطة مرور القيادات الأمنية بمديرية أمن القاهرة.. ويعرب وزير السياحة عن خالص تقديره لجميع الجهات الأمنية وعلي رأسها وزير الداخلية لتعاونهم الكبير في القضاء علي المظاهر السلبية وجميع أشكال الانفلات الأمني وهو الأمر الذي ينعكس بشكل كبير علي سمعة مصر السياحية وعلي الحركة الساحية الوافدة إلي مصر. جهود حكومية ويؤكد وزير السياحة أن جهود الحكومة تتواصل لاستعادة الحركة بشكل كامل.. مشيرا إلي دور د. هشام قنديل رئيس الوزراء في رفع حظر سفر اليابانيين إلي مصر وزيادة حركة الطيران مؤكدا أن انحسار الحركة السياحية حرم محافظات الصعيد من عوائد السياحة رغم تشغيل رحلات النايل كروز للخروج من هذا النفق المظلم.. ويشير الوزير إلي أنه سوف يطلب من رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل تشغيل مطار سانت كاترين.. موضحا أن هناك طلبات متزايدة من منظمي الرحلات الانجليز لزيارة المزارات الدينية بسانت كاترين ومنها شركة اسمارت العالمية.. كما يؤكد الوزير علي أنه تم الاتفاق بين وزارات السياحة والداخلية والعدل علي مواجة ظاهرة التحرش بالسائحين باستخدام القوانين الحالية لحين اجراء التعديلات التشريعية المطلوبة حيث تبين أن الشرطة تضبط المخالفين إلا أن النيابة تقوم بالافراج عنهم بعد ساعة.. مشيرا إلي أن أي متحرش لوبات ليلة واحدة في قسم الشرطة وتم تحويل الفعل إلي قضية فتستخفي الظاهرة مشددا علي ضرورة أن يتحمل القطاع مسئوليته في هذا الشأن مشيرا إلي أن صعوبة تعديل القوانين في المرحلة الحالية نظرا لغياب المجلس التشريعي الذي يمكنه تشديد العقوبات. ويطالب الوزير من صاحب الفنادق مواجهة التحرش داخل الفنادق بعد أن أصبح واضحا وتلقي العديد من الشكاوي من قبل السائحين بسبب تعرضهم لمثل هذا التصرف السيئ مؤكدا أن الوزارة تدرس حاليا وضع حلول عاجلة لأزمة تسعيرة التاكسي، يحيث يتم وضع تسعيرة محددة حسب كل منطقة يتم الزام سائقي التاكسي بها، أو تخصيص شباك مستقل بجميع المطارات لتحصيل فاتورة التاكسي مقدما من قبل السائحين حتي لا يحدث خلاف بين السائح وسائق التاكسي، ويشير الوزير إلي أن الأيام القادمة ستشهد مجموعة من الاحداث السياحية التي ستؤثر بشكل مباشر وتكتيكي في النهوض بالسياحة المصرية. المظاهر السلبية ويؤكد حسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة أن ارتفاع الأسعار والمشكلات التي تواجه السياحة تشكل خطرا علي السياحة في الفترة الحالية ويمكن أن تدفع إلي تراجع السياحة وتوقف الاستثمارات.. مشددا علي ضرورة رفع مستوي المنتج السياحي المصري وزيادة أسعار الفنادق المصرية لجذب مزيد من الاستثمارات والتوسع في المشروعات السياحية التي تدفع لزيادة السياحة المصرية.. ويشير إلي ضرورة وجود بنية أساسية معدة للتعامل مع السياحة والتخلص من المظاهر السلبية التي تعاني منها السياحة المصرية ومنها الطرق ومشكلات التاكسي والنظافة والتحرش بالسياح، معربا عن استعداد الغرفة ورجال الأعمال في القطاع السياحي للتعاون مع الوزارة والمحافظات لحل مشكلات السياحة في الفترة القادمة مع طرح العديد من الحلول للمشكلات التي تعاني منها السياحة ويمكن مساهمة رجال الأعمال في تكلفة تلك الحلول. وبالنسبة لمشكلة النظافة التي تهدد السياحة يكشف اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء عن وجود مصانع للمخلفات بالمحافظة يؤدي إلي عودة القمامة مرة أخري كما انتقد فودة حالة العشوائية التي دبت في شرم الشيخ خلال الفترة الماضية وتواجد الباعة الجائلين والباحثين عن فرص العمل في المدينة وبعض العمالة القادمين من القاهرة، مما أثر سلبا علي صورة المنتجع اليساحي في الخارج، داعيا إلي ضرورة ترحيل من منهم بدون عمل كما وجه انتقادات حادة إلي الحكومة والقطاع الخاص في مشروع تحويل منتجع شرم الشيخ إلي السياحة الخضراء متسائلا عن مصير مليار ونصف المليار جنيه جنيه تم تخصيصها لذلك المشروع مع بداية النصف الأول من العام الجاري مؤكدا أن الحكومة والقطاع الخاص مقصرون في التعامل مع مدننا السياحية السميكة ويشير إلي أن المحافظة تتخذ اجراءات مشددة لمواجهة ظاهرة التحرش في المدن السياحية حيث بلغت نسبته في المحافظة 5% معلنا أن المحافظة أقامت حفلا حضره أكثر من 5 آلاف سائح بخليج نعمة ولم تتلق مديرية الأمن أي نوع من بلاغات للتحرش أو المضايقات. ويطالب عادل عبدالرازق عضو اتحاد الغرف السياحية حذف كلمة سيناء عند حدوث أي حادث يقع في شمال سيناء لأن ذلك يسهم بشكل كبير في زيادة البلبلة عند منظمي الرحلات في الخارج.. وشدد علي ضرورة مراجعة نظام تملك الأراضي في سيناء وطلب من الوزير عمل كارنيهات للعاملين بالفنادق حتي تتمكن أجهزة الأمن من حصر العاملين والذي يأتون للتسول وممارسة الأعمال المنافية للأداب والخارجين عن القانون ووافق الوزير علي هذا الاقتراح وتنتقد د. نادية الراهب عضو جميعة مستثمري السياحة بجنوبسيناء تشكيل لجنة تنمية سيناء واغفالها عدم ضم أي مستثمرين بها خاصة أن هذا الجنة أصدرت قرارات لا تشجع علي الاستثمار وطالبت بتملك المصريين لمنشآتهم السياحية. ويقول محمد خاطر رئيس جمعية شارمز 25 إن مدينة شرم الشيخ "تعاني من انتشار البلطجية والخرتية وغياب الأمن، ما أدي إلي رفض الفنادق إرسال سائحيها إلي منطقة خليج نعمة بحجة وجود فوضي أمنية" مشيرا إلي أن العاملين بالسياحة وصغار المستثمرين" يعانون من البطالة وارتفاع قيمة الايجارات، ما أدي إلي قيام البعض منهم ببيع سياراتهم لدفع قيمة الايجارات ويضيف أن منتجع شرم الشيخ الذي ظل رقم 1 عالميا خلال الفترة الماضية أصبح عرضة للأهمال وأصبح مشهد طوابير السيارات أمام محطات الوقود مشهدا يوميا كما أصبح التحرش بالسائحين من قبل البلطجية والخرتية ظاهرة غزت المدينة الشاطئية.