دفع تباطؤ نمو الاقتصاد في مختلف دول العالم إلي تراجع الطلب العالمي علي السلع الصينية التي كانت تتسم برواجها في الماضي حيث تري أكبر شركة لخطوط الشحن البحري في العالم مولر ميرسك الدانماركية أن هذا التباطؤ يعكس المزيد من التحديات الدائمة لقطاع الصادرات الصيني. ويقول سورين سكو رئيس قسم شحن الحاويات في الشركة في صحيفة الفاينانشال تايمز: تمر السوق الصينية بتغييرات جذرية ومن الواضح جدا أن الصين تفقد مقدرتها التنافسية في العديد من القطاعات إلا أنها تمثل أكثر البلدان أهمية بالنسبة لقطاع الشحن البحري.. ويتضمن عملاء الشركة الذين يقومون بشحن سلع مثل الأحذية ولعب الأطفال والسلع المرتبطة بالكثافة العمالية دولا مثل بنجلاديش وفيتنام. وفي حين شهدت عمليات الشحن لشركة ميرسك بين أمريكا والصين انتعاشا واضحا نتج عن ضعف الطلب الأوروبي وبعض المخاوف العالمية الأخري تعثر في نمو حجم البضائع المشحونة من الموانئ الصينية خلال السنة الحالية وإيقاف عدد من الشركات لبعض السفن عن العمل وكذلك تراجع أرباح تلك الشركات التي تعمل علي تشغيل بعض سلاسل التوريد الأكثر أهمية في العالم.. ويعتبر نمو الصادرات الصينية عند 8.7% خلال الأشهر السبعة الأولي من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي الأقل منذ أن بلغت الأزمة المالية العالمية ذروتها في عام 2009. وبالنظر إلي شهر أغسطس الماضي بوصفه يمثل الفترة الرئيسية في قطاع الشحن البحري يري سورين سكو أن عملاءه كانوا مستعدين للاقتناع بما يجود به حجم الإنفاق في موسم الأعياد المقبل في أمريكا وليس أوروبا.. ويتفق بعض الخبراء الآخرين مع سورين في أن التباطؤ يعكس مدي تأثير ارتفاع التكاليف علي جعل الصين أقل منافسة كواحدة من المراكز الصناعية المهمة في العالم مستشهدين بعوامل مثل ارتفاع معدل الأجور.. وارتفاع دخل الأجور بالنسبة للأسر التي تعيش في المدن بنسبة سنوية قدرها 13% خلال النصف الأول من العام الحالي بينما ارتفع معدل أجور العمال المهاجرين 9.14%. وتقول الصحيفة إنه ليس من المرجح حتي الآن أن يشهد هذا النوع من الصناعات الناشئة نمواً كافيا لإنعاش حركة شحن الحاويات وإعادتها لسيرتها الأولي.. وبدلا من ذلك علي القطاع الاستعداد ليستقر عند نمو يتراوح بين 5 إلي 7% سنويا.. واهتزت ثقة ميرس فيما يتعلق ببطء نمو التجارة الدولية المباشر منذ شهر يونيو حيث يُعزي ذلك إلي حد كبير إلي ظروف الركود في أوروبا علي الرغم من أنه من المتوقع زيادة حجم الشحن البحري العالمي 4% للسنة ككل مقارنة بنسبة 7% في العام الماضي. وتتفق وجهات نظر بعض شركات الشحن الأخري في البطء الذي يسود القطاع.. ويقول كين مامبي المدير المالي لشركة هونج كونج أورينت أوفرسيز: لا يبدو موسم الذروة بنفس القوة التي كنا نأمل فيها.. كما ذكرت شركة كوسكو الصينية القابضة أكبر شركة للشحن في الصين من حيث السعة أن خسائرها النصفية بلغت نحو 87.4 مليار يوان نحو 4.766 مليون دولار مقارنة بنحو 76.2 مليار يوان في فترة السنة السابقة. وانخفض حجم شحن الحاويات في موانئ الجنوب الصيني بدرجة أكبر حيث تراجعت حركته عبر هونج كونج في الفترة بين يناير إلي يوليو بنسبة 6.2% إلي 7.13 مليون حاوية سعة 20 قدما مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.. ويري بعض الخبراء أن حالة البطء التي تميز بها قطاع شحن الحاويات في موانئ الجنوب تشارف علي نهايتها في حين من المتوقع استمرار بطء النمو في ميناء شنغهاي وسط الظروف الراهنة.