* السياحة تدعو الأجانب للاستثمار في "المقاهي" و"المطاعم" و"الطاقة المتجددة" * خطة مشتركة مع وزارة الاستثمار وطرح المشروعات علي موقع الكتروني * زعزوع: مصر جاذبة للاستثمار السياحي والحكومة تشجع الجادين مصر ليست دولة طاردة للاستثمار وفي حاجة ماسة إلي المزيد من الاستثمارات.. بهذه العبارة دعا هشام زعزوع وزير السياحة ممثلي أكبر المجموعات الاستثمارية الدولية والعربية المتخصصة في أسواق المال الناشئة والتي تعمل باجمالي استثمارات تتخطي ال 700 مليار دولار إلي الاستثمار في الخدمات التكميلية مثل المطاعم والمقاهي والطاقة المتجددة ومحطات تحلية المياه وذلك في ظل توجه مصر نحو الاهتمام بالسياحة الترفيهية والحفاظ علي البيئة وكذلك في ظل توجه وزارة السياحة لاستقطاب المزيد من شركات الاستثمار العالمية خاصة أن الترويج لجذب الاستثمارات لا يقل أهمية عن الترويج لجذب المزيد من السائحين. أكد خبراء السياحة والاقتصاد أن الاستثمار مفتاح الخروج من عنق الزجاجة الذي يعاني منه الاقتصاد المصري بعد ثلاثين عاما من الفساد وسوء توزيع الثروة وبعد أكثر من 20 شهرا من تعطيل الانتاج وتراجع النمو الاقتصادي.. وتأتي الاعتصامات والمطالب الفئوية للعمال في العديد من المصانع والشركات لتقف أمام قدرة الاقتصاد المصري علي عبور الازمة وعلي امكانية جذب مزيد من الاستثمارات سواء المحلية أو الأجنبية. وفي هذا الاطار أكد هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تحاول تهيئة المناخ المناسب لجلب الاستثمارات الخارجية عن طريق حل مشكلات الاستثمار العربي والأجنبي الحالية.. مشيرا إلي أن الحكومة استقبلت وفودا من الإمارات والكويت وقطر والسعودية وليبيا وقامت بالزيارة الاخيرة للصين بالاضافة إلي العمل علي تشجيع الاستثمار المحلي وحل مشاكله وتهدئة مناخ المطالبات الفئوية عن طريق اللقاء مع جميع النقابات وشرح الموقف الحالي لها، موضحا أن قطاع السياحة هو المؤهل حاليا لقيادة الاقتصاد ودعمه بشكل عاجل نظرا لتوافر بنيته الاساسية. أما المهندس أسامة صالح وزير الاستثمار فيؤكد انه تم الاتفاق مع وزير السياحة هشام زعزوع علي وضع رؤية مشتركة للترويج للاستثمار السياحي في الخارج لجذب أكبر عدد من المستثمرين الاجانب لضخ استثمارات في مشروعات جديدة بالمناطق السياحية المصرية الواعدة، موضحا أن وزير السياحة رحب بهذا الاتفاق مؤكدا أن الترويج للاستثمار السياحي لا يقل أهمية عن الترويج لجذب السائحين الاجانب وزيادة الحركة الوافدة لمصر، مشيرا إلي أن الفترة القادمة ستشهد طرح عدد من المشروعات من خلال محاور جديدة للاستثمار السياحي تشمل تسهيلات وحوافز لتشجيع الاجانب علي زيادة الاستثمار في قطاع السياحة. إجراءات مطلوبة ويؤكد د. عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم أن الطريق الوحيد لتجاوز الازمات الاقتصادية في مصر يكمن في توفير البيئة المواتية للاستثمار عن طريق تبني حزمة من الاجراءات التحفيزية لطمأنة المستثمرين الاجانب وتوفير المزيدمن الفرص الحقيقية للاستثمار. يضيف: الفترة الماضية شهدت مؤشرات ايجابية لتحسين مناخ الاستثمار ظهرت في تصميم الحكومة للمضي قدما في اجراءاتها الرامية إلي طمأنة وتشجيع المستثمرين الاجانب من بينها الزيارات المتعددة للبعثات الاستثمارية الاجنبية ومن بينها بعثة المستثمرين الامريكيين التي زارت مصر مؤخرا وضمت عددا كبيرا من رؤساء الشركات الامريكية وزيارة المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدوي كريستين لاجارد إلي القاهرة واجراءها مباحثات مع الرئيس محمد مرسي وأعضاء المجموعة الاقتصادية بالحكومة المصرية علاوة علي تأكيد الحكومة علي دعم مساهمة القطاع الخاص في خطة التنمية، مشيرا إلي أن مصر تحتاج إلي استثمارات دولية وخاصة بقيمة 45 مليار دولار للوصول إلي معدل النمو الاقتصادي المستهدف والذي يبلغ 4.4% العام الجاري مقابل 8.1% عام 2011. ويشدد د. عبداللطيف بالتوجه الجديد لوزارة السياحة تحت قيادة وزير السياحة هشام زعزوع والذي تسعي من خلاله لاستقطاب مزيد من الشركات العالمية لضخ استثمارات جديدة في قطاع السياحة والاهتمام بتقديم التسهيلات اللازمة لهؤلاء المستثمرين والقضاء علي البيروقراطية والروتين. وأوضح زعزوع ان الحكومة تدعم السياحة وتضعها علي رأس أولوياتها وانه لا مساس بالمنتج السياحي المصري ولكن ستتم اضافة منتجات جديدة بهدف زيادة التنوع في المنتج السياحي المصري، مشيرا إلي المنافسة الشديدة التي تخوضها مصر في مجال السياحة وان السبيل لتحقيق النجاح في هذه المنافسة هو زيادة التنوع في المنتج السياحي دون المساس بالمنتج السياحي الموجود بالفعل. ويلفت زعزوع إلي ان السائح لا يجب أن يظل رهين غرفته بل يجب أن تكون هناك مجالات لاسعاده اثناء اقامته في مصر وعليه فهناك حاجة كبيرة للاستثمار في الخدمات السياحية التكميلية مثل المطاعم والمقاهي وغيرها، موضحا أن هناك مجالا مفتوحا للاستثمار في الطاقة والطاقة المتجددة ومحطات تحلية المياه وخاصة في ظل التوجه للاهتمام بالسياحة الخضراء والحفاظ علي البيئة. وأكد أن الوزارة نجحت خلال الفترة الاخيرة في حل جميع مشكلات المستثمرين العرب العاملين بقطاع السياحة المصري، وذلك في اطار حرص الحكومة علي دعم قطاع السياحة والذي يعد من أعمدة الاقتصاد المصري الاساسية والذي تتجاوز استثماراته بنحو 200 مليار جنيه.. وبالنسبة للمشروعات التي يمكن للمستثمرين العرب المساهمة فيها يشير الوزير إلي أن هناك مشروعا لانشاء مطارين جديدين برأس سدر جنوبسيناء ورأس بناس علي البحرالأحمر باستثمارات 200 مليون دولار للمطار الواحد، وذلك للاسهام في تنمية تلك المناطق والتي تعد بكرا لم تستغل بعد سياحيا، لافتا إلي أن كل مطار سيتم منح الشركة الفائزة بعقد انشائه قطعة أرض لانشاء مجمعات ترفيهية وسياحية لخدمة المطار. السياحة الترفيهية ويقول زعزوع إن هذه الخطوات تسهم في زيادة تدفق السائحين علي مصر، مشيرا إلي اتجاه مصر لتنويع منتجاتها السياحية لادخال سياحة الترفيه بقوة ضمن برامجها حيث إن مؤشرات منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 61% من اجمالي عدد السائحين في العالم يختارون برامج السياحة الترفيهية في حين تتوزع نسبة 39% من عدد السائحين علي المنتجات السياحية الاخري.. ويلفت إلي أن مصر لديها 52 مركزا سياحيا علي البحر الأحمر وجنوبسيناء، متخصصا في السياحة الترفيهية وبطاقة 200 ألف غرفة فندقية وذلك من اجمالي 250 ألف غرفة فندقية تمتلكها مصر، مشيرا إلي أن معظم تلك المراكز تفتقد للمراكز التجارية الصغيرة وأماكن الترفيه خارج الفندق، وهو ما يعد فرصة لانشاء مئات المطاعم والمقاهي الصغيرة والمنشآت السياحية الصغيرة بجوار تلك المراكز لايجاد جو المدن الذي يفتقده السائح في جنوبسيناء والبحر الأحمر. ويوضح الوزير أن مصر تخطط أيضا للتوسع في السياحة العلاجية باستغلال جو مصر المعتدل حيث توجد عروض من كبري شركات الرعاية الصحية العالمية والتي توفر التأمين الطبي عالميا للتعاون مع قطاع السياحة، بحيث يتم وضع مصر علي قائمة الدول التي يرسل لها عملاء تلك الشركات يتميز بطول الفترة التي يقضيها السائح والتي تصل إلي أكثر من 21 يوما بجانب انه يصطحب معه عادة مرافق، ويضيف أن مصر تخطط لانشاء مدينة رياضية لاستضافة الفرق الرياضية في الالعاب المختلفة وخاصة من أوروبا اثناء موسم الشتاء بجانب تشجيع السياحة البرية عبر منح تيسيرات لدخول السيارات من المنطقة العربية.. متوقعا أن تضيف هذه السياحة نحو 300 ألف سائح عربي لمصر سنويا. طاهر يونس