توقع بنك الكويت الوطني أن يحقق الطلب العالمي علي النفط نموا معتدلا خلال العام الحالي بمعدل 1% مدعوما بالطلب من الدول غير الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية . ذكر البنك في تقريره الاسبوعي عن تطورات أسواق النفط العالمية والميزانية الكويتية أن أسعار النفط الخام تعافت في شهري يوليو وبداية شهر أغسطس الماضيين لتعوض جزءا من خسائرها بعد تراجع دام 3 أشهر . وأضاف انه بعد انخفاض سعر خام التصدير الكويتي إلي 88 دولارا للبرميل أواخر شهر يونية عاد وارتفع بواقع 24% إلي 108 دولارات في منتصف أغسطس الماضي معتبرا هذا السعر ضمن النطاق الذي شهده معظم العام الماضي رغم بقائه دون سعر الذروة الذي حققه في مارس 2012 والذي بلغ 124 دولارا . وعزا التعافي في أسعار النفط إلي عدد من العوامل مجتمعة ومنها فائض المخزون الكسر في النفط الخام الذي أضعف أسواق النفط في الربع الثاني من العام الحالي، في حين تراجع فائض المخزون في الوقت الحالي اضافة إلي فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات نفطية علي إيران وتراجع إنتاج بحر الشمال ونمو الطلب من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية . وذكر التقرير أن من العوامل الاخري لارتفاع أسعار النفط استهلاك دول الخليج خلال أشهر الصيف الحارة والذي يخفض من صادرات المنطقة، مضيفا أن هذه المسائل مجتمعة ربما تكون مسئولة عن تقلب صافي فائض سوق النفط الخام بمعدل مليوني برميل في اليوم مما بين الربعين الثاني والثالث ليتحول الفائض إلي عجز . وعن توقعات الطلب العالمي علي النفط أفاد بأن هناك توجها نحو ارتفاع الطلب بمعدل يتراوح بين "8 .0 و9 .0" مليون برميل يومياأي ما يقارب ال 1% خلال العام الحالي ليزيد علي الارتفاع الذي سجله العام الماضي الذي يبقي دون المعدل التاريخي المسجل . وأضاف التقرير أن الطلب من الدول غير الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيشهد ارتفاعا يصل إلي 2 .1 مليون برميل يوميا بنسبة 9 .2% أما الطلب من الدول الاعضاء في المنظمة فمن المتوقع أن يترجع بمعدل يصل إلي 4 .0 مليون برميل يوميا . وتوقع أن يشهد عام 2013 ارتفاعا طفيفا في الطلب مع أن عناصر هذا النمو ستبقي علي حالها أي أن تراجع طلب الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيعوضه نمو الطلب من الاسواق الناشئة، فيما يتوقع أن يبقي معدل نمو الطلب دون المعدل العام المحقق قبل الازمة المالية . وذكر التقرير أن انتاج النفط الخام من الدول ال 11 الاعضاء في منظمة أوبك باستثناء العراق شهد انخفاضا ملحوظا بواقع 172 ألف برميل يوميا ليصل إلي ما دون 3 ملايين برميل يوميا في يونية الماضي ليصل إلي 4 .28 مليون برميل يوميا وكان الانخفاض الاكبر في انتاج إيران حيث بلغ 189 ألف برميل يوميا ليصل إلي ما دون 3 ملايين برميل يوميا . وأوضح أن دولا أخري في المنظمة سجلت زيادات في الانتاج، ففي نيجيريا ازداد الانتاج بواقع 30 ألف برميل في اليوم وفي ليبيا بواقع 29 ألف برميل وفي السعودية بواقع 13 ألفا . وأفاد بأن اجمالي انتاج أوبك بما في ذلك العراق شهد انخفاضا إلي ما دون 4 .31 مليون برميل يوميا في يونية الماضي وهو ثاني شهر علي التوالي يسجل فيه الانتاج انخفاضا يقارب ال 100 ألف برميل في اليوم . وتوقع التقرير أن تشهد أساسيات سوق النفط بعض الضعف في مجمل العام الحالي علي خلفية ارتفاع معروض النفط والنمو المتواقع للطلب، في حين تتزايد التوقعات بأن تعاود أساسيات سوق النفط الاشتداد في العام المقبل حيث تذهب التوقعات الاكثر تشاؤما إلي أن الطلب علي النفط سيرتفع بواقع 6 .0 مليون برميل يوميا في العام الحالي . وعن توقعات الميزانية العامة للكويت قال التقرير إن البيانات الرسمية والنهائية للميزانية عن عام "2011 2012" كشفت عن تحقيق فائض في الميزانية بلغ 2 .13 مليار دينار قبل احتساب مخصصات صندوق احتياطي الاجيال القادمة معتبرا هذا الفائض الاعلي حتي الآن ويشكل ما نسبته 30% من الناتج المحلي الاجمالي لعام 2011 . وأضاف أن الايرادات النفطية بلغت 6 .28 مليار دينار وذلك علي خلفية أسعار النفط القياسية التي بلغ متوسطها 110 دولارات للبرميل، فيما بلغت المصروفات 17 مليار دينار أي أقل بواقع 12% عن مستواها المعتمد في الميزانية .