هل تتذكرون الإعلان الخاص بشيكولاتة كادبوري "نحن لا نصنع فقط الشيكولاتة، بل نصنع من العالم مكانا أكثر بهجة".. كنت أظن أنه مجرد شعار تسويقي لنوع من أقدم العلامات التجارية للشيكولاتة لكن الدراسات الطبية أثبتت أن الشيكولاتة تعالج الاكتئاب وتجلب الشعور الإيجابي وتلهم لحظات من الفرح. هذا الجو من البهجة انعكس علي اللقاء الصحفي الذي دار مؤخرا مع جواد أباظةرئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة كرافت فودز مصر ومنطقة المشرق التي تنتج مجموعة من الأغذية الخفيفة ومنها الشيكولاتة كادبوري.. ولعل أهم رسالة في هذا اللقاء هو أن خطط الشركة التوسعية في السوق مستمرة علي الرغم من التباطؤ الاقتصادي الذي تبع أحداث ثورة يناير وحالة الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد في فترات ماضية؛ حيث بدأ تنفيذ خطة بضخ استثمارات توسعية ب300 مليون جنيه علي ثلاث سنوات لزيادة الإنتاج في أربعة مصانع تمتلكها الشركة في مصر، مبشرا بالمستقبل الاقتصادي لمصر حال إنتهاء المرحلة الانتقالية. كثير من الرسائل الإيجابية حول مستقبل الصناعة في مصر وظروف الإنتاج ومواصفات الجودة ومناخ الاستثمار في مصر استمعت إليها في لقاء مع جواد أباظة دعتني إليه خبيرة العلاقات العامة نجوي عماد مع مجموعة من الكتاب الصحفيين البارزين بمقر المركز الإقليمي لشركة كرافت فودز في شيراتون القاهرة.. وأطرف التجارب التي ذكرها جواد أباظة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة كرافت فودز مصر والمشرق- أن الشركة ستقوم بإنشاء مصنع يقوم الأطفال فيه بإنتاج شيكولاتة "كادبري داري ميلك"، وذلك في مدينة "كيدزانيا القاهرة" لتحفيز الأطفال علي الإنتاج منذ الصغر، وسيتم تزويد مصنع الشيكولاتة بالمنتجات والتكنولوجيا اللازمة بشكل مماثل لمصانعها،لإضفاء عنصر الواقعية، وقد جاءت المبادرة من وحي الروح الإيجابية التي بعثت بها الثورة ومن منطلق خطة كرافت فودز لدعم عدد من المشروعات التنموية المبتكرة، خاصة تعليم الأطفال في مصر للإسهام في دعم المجتمع وسوف يتعلم الأطفال مراحل إنتاج الشيكولاتة وأهمية العمل، وذلك في جو ممتع لإعدادهم لمستقبل أفضل.. وتقدم مدينة كيدزانيا مفهوما جديدا للتعليم الترفيهي الآمن للأطفال، الذي يمزج بين المرح والتعلم، حيث تسمح لهم بلعب أدوار مختلفة تحاكي العالم الواقعي للكبار عن طريق إتاحة الفرصة لهم لممارسة مهنة العامل في مصنع أو الطبيب أو رجل الإطفاء أو غيرها من المهن، وذلك مقابل أجر يحصل عليه الطفل نظير عمله في المدينة، كما يقوم أطفال كيدزانيا بالتسوق أو اللعب باستخدام العملة المخصصة للمدينة وهي "كيدزوز". ومن المقرر افتتاح مدينة كندزانيا القاهرة في يناير 2013 في كايرو فيستيفال سيتي علي مساحة أكثر من 8400 متر مربع علي طابقين، كما يتوقع أن يصل عدد الزائرين الي مليون زائر خلال العام الأول من الافتتاح. ضخ المزيد من الاستثمارات كلمات المدير الإقليمي لكرافت فودز وعضو المجلس التصديري للصناعات الغذائية جواد أباظة تبعث علي الأمل وتبشر بأن المستقبل الاقتصادي لمصر سيكون في وضع أفضل وأن الشركة حافظت علي خططها التوسعية في السوق ولم تتغير أو تتراجع بعد ثورة يناير في ضخ الاستثمارات التي كانت مقررة لها علي الرغم من التباطؤ الاقتصادي الذي تبع أحداث الثورة معتبرا أن السوق المصرية جذابة لضخامتها حيث تضم 87 مليون مستهلك، مشيرا إلي "أننا كنا قد بدأنا خطة لزيادة الإنتاج بضخ استثمارات توسعية ب300 مليون جنيه علي ثلاث سنوات، ولم يتعطل تنفيذ الخطة رغم أن العام الأخير فيها كان 2011". ويؤكد أن هناك ثقة كاملة من جانب المستثمرين الجادين سواء المحليون أو الأجانب في هذا المستقبل المزدهر، موضحا أن هناك تفهما من قبل كل المستثمرين والشركات الكبري بأن الدول تمر خلال فترات الثورات والتقلبات السياسية بحالة من الركود الإقتصادي والترقب الحذر من قِبل المستثمرين.. وان حالة الانفلات الأمني الذي شهدته مصر عقب الثورة أمر طبيعي في مثل هذه الأوقات. وحول أولويات المرحلة القادمة قال إنه لا بد وأن يكون تحقيق الأمن والاستقرار هو البند الأول والأهم في جدول أعمال أي رئيس أو حكومة قادمة في مصر؛ لأن تحقيق الأمن والاستقرار هو العامل الرئيسي لتنشيط حركة الاستثمار، ولاستعادة الاقتصاد المصري لعافيته.