يبدو أن الشعب الصيني سئم من السلع المقلدة وقرر شراء المنتجات الأصلية فيما تورد لبقية الدول النامية تلك السلع المقلدة فقد تزايد إقبال أفراد الشعب الصيني علي الصناعات الأصلية وكثفت شركات مثل نايكي لصناعة المنتجات الرياضية من وجودها في الصين مستفيدة من تحول المستهلك الصيني تجاه المنتجات الأصلية علي الرغم من أن أسعارها تفوق المقلدة بخمسة أضعاف أو أكثر أحيانا. وبينما لا تزال نسخ من السلع المقلدة متاحة بشكل كبير في أنحاء الصين المختلفة إلا أن هناك تغيرا ملحوظا في سلوك المتسوقين نحوها في بلد كانت تسيطر عليه نشاطات السوق السوداء. ووجد تقرير قامت بنشره مجموعة بحوث السوق الصينية في العام الماضي أن 95% من النساء الصينيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 28 و 35 يشعرن بالخجل عند حملهن حقائب يد مقلدة. وبتراجع الطلب علي السلع المقلدة من المنتجات الجلدية والملابس انخفض معدل إقبال الراغبين في شرائها من 31% في 2008 إلي 15% في 2010. وتقول صحيفة وول ستريت إنه نتج عن هذا التحول توسيع الشركات الأجنبية لخططها التجارية في الصين مثل نايكي وكولومبيا للملابس الرياضية وسيشيدو لمستحضرات التجميل التي فتحت المزيد من المحال التجارية في المدن الصينية البعيدة. كما تقوم المحال التجارية بإطلاق الفعاليات وعمليات التخفيض المختلفة بغرض جذب المستهلك. وتنتهج بعضها معايير محددة من التغليف الخاص وغيره لتميزها من المنتجات المقلدة. ويعتبر المستهلك الصيني أكثر حرصا من نظيره الأمريكي ولا يفضل الوقوع فريسة للسلع المقلدة. وتملك مؤسسة نورث فيس الأمريكية التي اشتهرت بانتاج سلع مقلدة في نهاية تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الثانية نحو 500 متجر في الصين مع استمرارها في التوسع حيث تخطط الشركة الأم لفتح نحو 450 محلا تجاريا في الصين في غضون السنوات الثلاث المقبلة. وعلي الرغم من ذلك تشكل السلع المقلدة واحدة من المشاكل الكبيرة في الصين. ونجحت السلطات الصينية في القبض علي سلع مقلدة في السنة الماضية تقدر تكلفتها بنحو 5.33 مليار يوان نحو 847 مليون دولار وذلك وفقاً للإدارة الصينية العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجز. كما تعتبر الصين المصدر الرئيسي للسلع المقلدة التي تم العثور عليها في أمريكا في العالم الماضي حيث تشكل 64% من مجموعها الذي تقدر تكلفته بنحو 124.7 مليون دولار. وأنشأت شركة تود الإيطالية لصناعة الأحذية الفاخرة أكثر من 30 محلاً تجارياً في الصين خلال السنوات القليلة الماضية علي الرغم من استمرار تداول منتجات مقلدة لسلعها الأصلية في بعض الأسواق الصينية. وتقوم مجموعة جولف لمكافحة السلع المقلدة بحملات تفتيش في الصين والتي أسفرت في السنة الماضية عن اكتشاف أكثر من 7 آلاف جهة تمارس هذا النشاط. ويقول جيسون روكر مدير المجموعة "كلما كان هناك من يرغب في شراء السلع المقلدة كان هناك من يقوم بانتاجها". وشددت أمريكا في الشهر الماضي علي زيادة المعايير التي تحول دون دخول السلع المقلدة إلي أراضيها. كما زادت الصين من جهودها الرامية إلي الحد من إنتاج مثل هذه السلع. وقامت في عام 2010 بواحدة من أكبر عمليات مكافحة التعدي علي حقوق الملكية الفكرية بالتركيز علي البرامج وقطع غيار السيارات والهواتف المحمولة والمنتجات الغذائية في مدن الساحل الجنوبي الشرقي. وعزت شركات الملابس زيادة استثماراتها في الصين إلي التحول الذي طرأ علي ذوق المستهلك الصيني. وذكرت نايكي أنها بصدد توسعة عملياتها التجارية بغرض تحقيق مبيعات تصل إلي 4 مليارات دولار بحلول عام 2015 وحققت الشركة عائدات قدرها ملياري دولار في الصين وتايوان وهونج كونج في العام الماضي. وبدأت شركة كولومبيا للملابس الرياضية العمل في الصين قبل 20 عاماً مما يعني توافر السلع المقلدة من منتجاتها الأصلية في الأسواق الصينية. وبتحول ذوق المستهلك وقيام حملات التفتيش أصبحت الصين وبامتلاك الشركة أكثر من 600 محل تجاري فيها تمثل واحداً من أكبر أسواقها في الوقت الحالي. وتمثل التجارة الإلكترونية لبعض الشركات حالياً مصدرا جديدا من مصادر البيع في وقت يحقق فيه هذا النوع من التجارة انتعاشا كبيرا. مصطفي عبد العزيز